بالصور النادرة والفيديو والصوت..
ذكرياتي| هيثم فاروق (5): أكملت مباراة الأهلي و«الدموع في عيني».. والإعلام ظلم الأولمبي
الرحلة مع الساحرة المستديرة ليست ككل الرحلات، زاخرة دائمًا بالأحداث والذكريات، لحظات الفرحة والانتصار، ولحظات الدموع والانكسار أيضًا، لها طابعها الخاص، والحنين إليها يبعث الحماس والتفاؤل في نفوس أصحابها ومن يستمعون إليها أو يقرأونها.. هكذا هي سلسلة «ذكرياتي».
يروي هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد الهولندي والزمالك السابق، تفاصيل رحلته مع كرة القدم وكيف بدأت على شواطئ الأسكندرية وبين جدران النادي الأولمبي العريق ويحكي في الحلقة الخامسة قصة التألق بقميص النادي الأولمبي بعد الخروج من أولمبياد برشلونة 1992.
ذكرياتي| هيثم فاروق(1): البداية في الأولمبي.. ونصيحة أخي حولتني من حارس مرمى لمدافع
ذكرياتي| هيثم فاروق (2): بصري اكتشفني في قلب الدفاع.. وكاد ينهي مشواري في بدايته
ذكرياتي| هيثم فاروق (3): عندما كنت قائدًا للمنتخب.. وهذه نصيحة محمود الخطيب لنا
ذكرياتي| هيثم فاروق (4): هذه قصتي مع الأهلي.. ومواجهة جوارديولا وإنريكي لا تُنسى
يقول هيثم فاروق: "عقب الخروج من أولمبياد برشلونة 1992، بدأت مرحلة جديدة في مشواري، فانتقلت من لاعب محلي إلى تصنيف لاعبي المنتخبات بتدرجي في منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، وتم تصعيد البعض من جيلنا للمنتخب الأول ومن بينهم هادي خشبة والشيشيني، وتم استبعاد البعض وكنت أحدهم، وهذا زادني إصرارًا على مواصلة مشواري، وراودتني فكرة الاحتراف مجددًا، ولكن فوجئت بالنظام الجديد الذي أقره الراحل محمود الجوهري، والذي يشترط استمرار اللاعب المقيد مع الفريق الأول في ناديه لمدة ست سنوات كاملة، والانتقال بشروط صعبة، وخصوصًا في الجانب المالي، واضطررت للاستمرار ضمن صفوف الأولمبي، ولكن في هذا التوقيت كانت مجموعة اللاعبين الرائعة سببًا في استمراري، وفي مقدمتهم أحمد الكاس وطارق السيد وسلام ووليد عطية وغيرهم من الأسماء صاحبة الخلق والمهارة".
" في العام 1983 وحينما كنت لاعبًا في مدرسة الكرة بالنادي الأولمبي، طلبوا منا خوض مباراة قبل مواجهة ودية للفريق الأول أمام الأهلي، باعتبارنا أشبال النادي، وبالفعل لعبنا في ستاد الأسكندرية، وأثناء عملية الإحماء للاعبي الأهلي قمت بالتقاط صور تذكارية معهم وفي مقدمتهم علاء ميهوب، وخالد جاد الله، وثابت البطل، ومصطفى عبده، ومرت الأيام وعقب 8 سنوات، انضم علاء ميهوب للنادي الأولمبي، بعدما ترك الأهلي 4 من الكبار هم ربيع ياسين وطاهر أبو زيد وعلاء ميهوب ومحمود صالح، وخضنا مباريات عديدة، أبرزها مباراتنا أمام الأهلي عام 1992 وتعادلنا بهدف لمثله وسجل ميهوب هدف الأولمبي.. لقد لعبنا هذه المباراة لأجل ميهوب، ولنثبت أنه قادر على العطاء، وشهد هذا اللقاء أحد أغرب المواقف في تاريخ كرة القدم، حين سجل هدفه في مرمى الأهلي، وانهار باكيًا ولم يستكمل اللقاء وسط تصفيق من جماهير الأهلي، وأكملت هذه المباراة والدموع في عيني، كانت مشاعر مختلطة، فميهوب نجم التقطت صورة معه منذ سنوات قليلة، ليلعب بجواري الآن، وكنت أبكى أيضًا من التأثر بالموقف، ومن الحزن والفرحة، وكان ميهوب بالفعل ضمن المجموعة التي «صبرتني» على الاستمرار بين جدران النادي الأولمبي".
" كان الأولمبي أحد أقوى الأندية في مصر خلال هذا التوقيت، وفي العام 1992 استطعنا المنافسة على المركز الثاني في بعض الأسابيع، بعد تدهور نتائج الأهلي، ونجحنا في التعادل معه ذهابًا وإيابًا وكنا الأفضل، ونجحنا في الفوز على المحلة والإسماعيلي، وكان هداف الدوري لمدة 3 سنوات أحمد الكاس، وهو نجم النادي الأولمبي، فقد كان فريقًا متجانسًا، ولكن دون مقابل مادي مجزي، وحتى الإعلام لم يكن منتشرًا كما في الوقت الحالي، وكانت فترة صعبة عليّ، كوني كنت متألقًا وفي سن الثانية والعشرين، ولا يوجد تغطية إعلامية تمنحك حقك، ولا تصل صورتك للجماهير، وحتى الوصول إلى منتخب مصر من خارج الأهلي والزمالك لا يأتي إلا بعد عناء شديد جدًا".
"الفترة من العام 1992 حتى 1994 كانت روتينية، من التدريب إلى المباريات، وبلا أي جديد، لا إشادات بالأداء والإعلام لا يتابع سوى الأهلي والزمالك، وخصوصًا بعد تولي الجوهري تدريب الأبيض، وفوزه بأفريقيا، وكئلك فوز الأهلي ببطولة أبطال الكؤوس، ولكن في فبراير من العام 1994، وصلت إلى قمة مستواى، رغم سوء نتائج الأولمبي، وخضنا مباراة أمام الزمالك في القاهرة بعد فوزه بالسوبر الأفريقي في جوهانسبرج على حساب الأهلي، ولعبت على إيمانويل أمونيكي، وقدمت مباراة العمر، واستطعت تسجيل هدفًا منحنا النقاط الثلاث، ومنح الأولمبي بطاقة البقاء في الممتاز، وحرم الزمالك من الفوز بالدوري العام للمرة الثالثة على التوالي، رغم زملكاويتي الشديدة، وانتهى الموسم بفوز الأهلي بالدوري على حساب الإسماعيلي في مباراة فاصلة بنتيجة 4-3 بالأسكندرية، وتم استدعائي أخيرًا لمنتخب مصر الأول والذي كان يقوده فنيًا طه إسماعيل وفاروق جعفر".
" موقف غريب حدث لي بعد استدعائي للمنتخب، وعندما ذهبت لاستقلال القطار المتجه إلى القاهرة للانضمام إلى المعسكر فوجئت بجريدة المساء ومانشيت يؤكد «تصفية» نجوم منتخب مصر، وكان اسمي بين المستبعدين، رغم أني لم أخض أي مران ولا حتى كنت قد تسلمت الملابس الخاصة بالمنتخب، وأصبت بإحباط شديد، وكنت أفكر من أين أتت صحيفة المساء بهذه الأخبار؟ وهل كانت نتيجة لحوار مع الجهاز الفني؟ أم مجرد اجتهادات؟، وبالفعل تم استبعادي، وتيقنت حينها من أن الانضمام للمنتخب يأتي باللعب للأهلي والزمالك وليس أندية الأقاليم".
"وفي صيف 1994 سافرت إلى هولندا لزيارة خالي لمدة شهر، ولكنها لم تكن زيارة بهدف الاحتراف، وتدربت مع مدربين هولنديين في نادي أياكس "الفريق الثاني" وأثبت جدارة واستعدت مستواي الفني والبدني، كما تدربت مع فريق ناك بريدا، ثم عدت إلى مصر، وشاركت في تدريبات الأولمبي بشكل طبيعي، وفوجئنا بتعاقد منتخب مصر مع مدير فني هولندي وهو نول دي راوتر، وكان حازمًا وعادلاً، لا يعرف ألوان قمصان الأندية، ويختار اللاعبين بناءً على مشاهدتهم في التدريبات والمباريات، وكانت واحدة من أفضل فتراتي، ولعبت مباريات التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية «جوهانسبرج 96»، وسجلت هدفًا، ولكن أبعدتني الإصابة التي تعرضت لها في تونس عن المنتخب، وأعادتني خطوات كبيرة للخلف، وأعادتني أيضًا إلى تصنيف لاعبي الأقاليم، فعادت فكرة الاحتراف لتسيطر عليّ من جديد".