يوفنتوس والبحث عن «الموناليزا» بين ألواح دافنشي

كتب: محمود البي

فى: ستاد مصر العربية

17:00 02 مايو 2017

إذا بحثت عن رسام ونحات رائع وراقٍ لن يكون هناك إلا الذهاب إلى إيطاليا حيث مهد الفنانين والنحاتين، هكذا يكشف ليوناردو دافنشي الذي تحل اليوم الثلاثاء ذكرى وفاته في عام 1519.

 

ومثلها مثل بقية الفنون، تكون الرياضة فن جميل ورسم ونحت راقٍ ولكنه من أقدام اللاعبين على عشب أخضر، قد ينتهي بأفراح وأهداف جميلة أو دموع غزيرة من هول الخسارة.

 

ولو تحدثنا عن معنى الفرحة والحزن والقتال على الكرة لن يكون حديث إلا عن اللاعبين الطليان والفرق الإيطالية.

 

دائما ما يرتبط الفن والرسم بكرة القدم، قررنا الغوص في بحر فريق يوفنتوس عن طريق إحياء ذكرى دافنشي، فهل يسعده فريق السيدة العجوز بلقب أوروبي غائب عن خزائنه منذ 1996؟

 

لوحة دافنشي المنقوصة على جدران يوفنتوس هى لقب دوري أبطال أوروبا

 

سيطر فريق السيدة العجوز على لقب الدوري الإيطالي في السنوات الأخيرة بخمس ألقاب على التوالي وبات قريبا من السادس دون منافس حقيقي، سواء من نابولي أو روما وسط تدهور أحوال فريقي ميلان وإنتر اللذان استحوذا على أسهمهم مستثمرين صينيين.

 

وملت جماهير البيانكونيري من رؤية لوحة "العشاء الكبير" لدافنشي في متحف الفريق، وهي اللوحة الممثلة في لقب الدوري الإيطالي، الذي يملئ خزائن النادي، وصوره معلقة على جدران النادي بكثرة.

 

وبعد أن اعتادت جماهير فريق مدينة تورينو على لوحة "العشاء الكبير" اتجه أنظارهم نحو لوحة "الموناليزا" متمثلةً في حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2015 كلوحة رُسمت بأقدام جيل ذهبي ضم: أندريا بيرلو وجيانلويجي بوفون وجورجيو كيليني وكارلوس تيفيز وأرتورو فيدال والشاب بول بوجبا وألفارو موراتا.

 

اقتربت اللوحة من الانتهاء بعدما أطاح رجال المدرب ماسميليانو أليجري بحامل اللقب العملاق الملكي ريال مدريد من نصف نهائي البطولة، ولكن عُصبة برشلونة الممثلة في الثلاثي الرهيب ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز أبت إلا أن تكون تلك اللوحة في متحفهم، بهزيمتهم بثلاثة أهداف لهدف في العاصمة الألماني "برلين".

 

لم يخب آمال الجماهير بعد نهائي 2015 بالرغم من رحيل فيدال وبوجبا وتيفيز وموراتا بعد ذلك عن الفريق، بل نجح النادي في ضم "لاجويا" الجوهرة باولو ديبالا من باليرمو وميراليم بيانيتش، إضافة إلى داني ألفيس أحد أفضل الظهراء في تاريخ كرة القدم بجانب المهاجم جونزالو هيجواين.

 

منح القدر أولى ابتساماته ليوفنتوس عندما أعطاه فرصة الانتقام من برشلونة بفضل لوحة دافنشي الشهيرة "عذراء الصحراء"، في إشارة لعذرية الشباك في مباراتي ربع النهائي بنتيجة 3-0 في لقاء الذهاب بتورينو، وتعادل سلبي في لقاء الإياب بالرغم من وجود نفس العُصبة الثلاثية ميسي ونيمار وسواريز.

 

ولكن العملاق بوفون عاهد نفسه، كما عاهد دافنشي، على يحتفظ بـلوحة "عذراء الصحراء" أمام برشلونة أحد أقوى الفرق الهجومية في العالم، وذلك بعدما استقبلت شباكه أوروبيا بهذا الموسم هدفين فقط، كرقم مُخيف لمنافسي يوفنتوس، تلك الكلمة التي إن تحولت ليوفنتود لعنت "الشباب" في اللغة الإسبانية، في تحدٍ سافر للسيدة العجوز.

 

وضعت قرعة دوري أبطال أوروبا في طريقهم منافس آخر شاب، لا يوجد لدى لاعبيه ذرة خوف، وصلوا لهذا الدور، نصف النهائي، بعدما أقصوا كبار أمثال مانشستر سيتي وبروسيا دورتموند، بفريق صغير أجبر أغلب كبار أوروبا على اللهاث وراء نجومه.

 

في الحقيقة، أصبح يوفنتوس مطالبا بإيقاف عصر النهضة في موناكو الفرنسي على ملعب "لويس الثاني"، من أجل الاقتراب من إنهاء رسم لوحة "الموناليزا" بلقب غاب عن خزائنه منذ عام 1996.

اعلان