ذكرياتي| هيثم فاروق (6): أحدثت انقلابًا في الكرة المصرية.. وأنا سبب احتراف اليماني وميدو
الرحلة مع الساحرة المستديرة ليست ككل الرحلات، زاخرة دائمًا بالأحداث والذكريات، لحظات الفرحة والانتصار، ولحظات الدموع والانكسار أيضًا، لها طابعها الخاص، والحنين إليها يبعث الحماس والتفاؤل في نفوس أصحابها ومن يستمعون إليها أو يقرأونها.. هكذا هي سلسلة «ذكرياتي».
يروي هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد الهولندي والزمالك السابق، تفاصيل رحلته مع كرة القدم وكيف بدأت على شواطئ الأسكندرية وبين جدران النادي الأولمبي العريق ويحكي في الحلقة السادسة قصة الفاكس الذي أحدث انقلابًا في كرة القدم المصرية وتسبب في احترافه واحتراف عدد من نجوم الكرة المصرية.
ويقول هيثم فاروق:" مع تولي راوتر للقيادة الفنية للمنتخب المصري، أصبحت لاعبًا أساسيًا، وتألقت بشدة وسجلت في مرمى أثيوبيا في التصفيات الأفريقية، وحتى رحل راوتر وتركنا في معسكر تونس بسبب تحذيرات سفارته من التواجد في الجزائر، وتولى الكابتن محسن صالح القيادة الفنية للفراعنة".
" في العام 1995، تعرضت لإصابات متتالية ولم يكن عامًا جيدًا بالنسبة لي، وكنت متواجدًا في معسكرات منتخب مصر، ولكن بلا مشاركة، وأصابني هذا الأمر بإحباط شديد، لكنه كان الحافز الأكبر لي على إعادة فتح ملف الاحتراف والتفكير في الخروج من مصر، ولقد لعبت خلال هذه الفترة فقط لأن النادي الأولمبي أيضًا كان يملك فريقًا ممتازًا".
"كما ذكرت في الحلقة السابقة، وضع الاتحاد المصري لكرة القدم شروطًا مجحفة تمنع احتراف اللاعبين خارج مصر، وذلك وفقًا لأهواء ناديي الأهلي والزمالك لإلزام لاعبيهما بالاستمرار وعدم الرحيل، ولكن كنت أفكر في الأفارقة الذين يحترفون في أوروبا في سن صغيرة، ولماذا لا توجد لديهم مثل هذه القوانين؟ وهل يعلم الاتحاد الدولي للعبة بما يحدث في مصر؟ وهل هذا قانوني من الأساس ومطابق للوائح «فيفا» أم لا؟.. كلها أسئلة دفعتني للتفكير في مراسة الاتحاد الدولي".
"طلبت من سمير عدلي، وهو إداري منتخب مصر آنذاك، الحصول على رقم الفاكس والعنوان الخاص بالـ«فيفا»، ولم يسألني لماذا ولكنه منحني ما طلبت منه، وبالفعل كتبت خطابًا باللغة الإنجليزية يشرح حالتي باعتباري لاعب بالنادي الأولمبي السكندري بدون عقد، ولا أحصل سوى على مكافأة عند الفوز ومكافأة شهرية، ويتم رفض كل العروض التي تقدم لي من أندية خارجية للاحتراف، وأود الاستفسار عن موقفي من السفر والانضمام لأحد الأندية الأوروبية، وقمت بإرساله من مكتب الحاج محمد مصيلحي، ولم يكن حينها مسؤولا، في نادي الاتحاد، ولكنه كان صديقًا شخصيًا حريصًا على مساعدتي".
"سافرت إلى هولندا في صيف 1995 لزيارة خالي مجددًا، وخضت فترة اختبار في نادي أوتريخت، ثم نادي إكسلسيور، أحد أندية مدينة روتردام، وكانت مبارياته مع فينورد القطب الأكبر في المدينة تنتهي بهزيمة ساحقه بالستة والخمسة، ولكن بمشاركتي مع الفريق الثاني لإكسلسيور أمام فينورد تعادلنا بهدفين لمثلهما وسجلت الهدف الثاني، فتحولت أنظار إدارة نادي فينورد الفنية لي، وطلبوا التعاقد معي".
"حصلت على عرض رسمي من نادي إكسلسيور، وذهبت للراحل محمود بكر، رئيس النادي الأولمبي آنذاك، ولكنه رفض العرض دون حتى مناقشته، وكدت أفقد الأمل، لولا أن تلقيت مكالمة مفاجئة من مكتب مصيلحي يخبرني بوصول رد من الـ«فيفا» على رسالتي".
"وأحدث هذا الفاكس انقلابًا وثورة في تاريخ كرة القدم المصرية، وأصبحت مثل اللهو الخفي بالنسبة لاتحاد الكرة، فقد رد عليّ الاتحاد الدولي بأنه يحق لي الرحيل لأي ناد أوروبي، في مقابل حصول النادي الأولمبي على نسبة وهي حق الرعاية فقط، وبالفعل كان الخطاب الأهم في حياتي".
"بناء على هذا الخطاب، احترف محمد اليماني، ومن بعده أحمد حسام ميدو، وخافت أندية الأهلي والزمالك على لاعبيها من تكرار ما فعله هيثم فاروق، وطلب اتحاد الكرة مهلة من الـ«فيفا» لمدة سنة لتوفيق أوضاع اللاعبين مع أنديتهم، وأصبح لزامًا على جميع الأندية تحرير عقود مع لاعبيها مهما كانت أعمارهم لتجنب احترافهم بلا مقابل، وأصبحت «بوسمان» الكرة المصرية، ولكن للأسف لا يذكر أحد هذه الحقيقة، ولكني - رغم عدم استفادتي ماليًا من احترافي - أشعر دائمًا بالسعادة كوني تسببت في احتراف لاعبين مصريين وحصلوا على فائدة مادية من خلال هذا الخطاب".
"في يناير 1996 سافرت لبدء رحلة احترافي المختلفة تمامًا وهذا ما سنحكيه في حلقتنا المُقبلة".