صبري عطية.. بطل «كاراتيه» فقد بصره في الصغر ووصل للعالمية في الكبر
يقولون عنهم «ذوي الاحتياجات الخاصة»، في إشارة إلى إعاقتهم، إلا أنهم أثبتوا للعالم أن هذه الإعاقة، لن تمنعهم من تحقيق أحلامهم، أو ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، كالأصحاء تمامًا، أو ربما أفضل.
وعلى المستوى الرياضي، أثبت ذوي الاحتياجات الخاصة أنهم على قدر كبير من الكفاءة والمهارة، فتغلبوا على كل الصعاب، وتحدوا الجميع، وفي النهاية فرضوا أنفسهم على الجميع.
وحقق الكثيرون منهم بطولات عدة، وميداليات أوليمبية، جعلت بلادهم تفتخر بهم، وغيّرت تمامًا نظرة المجتمع لهم، إذ أصبحوا مثالًا في الإرادة، والعزيمة، والتحدي.
«ستاد مصر العربية»، يتناول قصة من قصص كفاح هؤلاء الأبطال، يوم الجمعة من أكل أسبوع، وفي التقرير التالي نرصد قصة.
"كـم من ضرير مبصر متوهج" هذه الكلامات انطبقت على بطل مصري، فاقد لبصره ولكنه لم يفقد الإحساس والإرادة، وهو صبري عطيه السيد عبدالحميد، لاعب الكاراتيه للمنتخب البارالمبي، وأول لاعب كفيف بهذه اللعبة يتأهل لبطولة العالم.
بدأت رحلة المعاناة منذ الطفولة حيث إن صبري ولد بضعف في البصر، وفي الرابعة من عمره أجرى عملية جراحية في عينيه، وبسبب خطأ من الطبيب انتهى به المطاف بفقده لبصره، وأيضا ذاق طعم اليتم بنفس العام، ولكنها لم تكن النهاية بل كانت بداية لنجاح و إنجاز تاريخي جديد.
يعد البطل البالغ من عمره الـ36 أحد أبناء قرية كومبرة بمكز كرداسة بمحافظة الجيزة، والحاصل على ليسانس اللغة العربية، عانى من طفولة قاسية ومؤلمة ولكنها لم تكسره بل صنعت منه بطلا تاريخي تفتخر به مصر.
مارس صبري رياضة كمال الأجسام من سنة 1998 حتى 2000، ثم تركها واتجه إلى لعبة الكاراتيه، وكان ذلك بمثابة تحدي كبير لنفسه وللجميع، حيث إن هذه الرياضة تعتمد على البصر لرؤية هجمات المنافس، ولكن ابن كومبرة اعتمد على الإحساس وحاسة السمع لديه، لصد هجمات أقرانه.
تدرب صبري عطية بمركز شباب البراجيل، وخاض مسيرة رياضية ناجحة، واستطاع أن يشارك بالكثير من البطولات، وحقق المركز الأول ببطولة الجيزة وأكتوبر وأيضًا بطولة الرواد للمدربين، وشارك في الكثير من العروض.
حقق لاعب الكاراتيه أكثر من 15 ميدالية ذهبية، وأيضا فاز ببطولة الجمهورية لذوي الإحتياجات الخاصة لعام 2009 و2012، وقد شارك ببطولة الجمهورية للمعاقين في 2014-1-9، التي أقيمت في الصالة المغطاة باستاد القاهرة الرياضي.
وحصل على الحزام البني والبرتقالي و الأسود، والكثير من الدورات التدربية، كي تساعده في تحقيق حلمه ويصبح أول مدرب كاراتيه كفيف، كما يطمح للوصول تحقيق ألقاب عالمية.