في حوارٍ لـ«ستاد مصر العربية»..
هادية حسني: نشر «الريشة الطائرة» يبدأ من المدارس.. ونستطيع الوصول للعالمية

هادية محمد حسني السعيد، لاعبة منتخب مصر للريشة الطائرة، هي بطلة داخل الملاعب، وخارجها، فهي بطلة أفريقيا والعرب، وفي نفس الوقت تعمل كمدرس مساعد بالجامعة البريطانية، وتحديدًا بكلية الصيدلة.
شاركت في أولمبياد بكين 2008، ولندن 2012، والكثير من البطولات العالمية.
ومؤخرًا، تم ترشيح هادية، لتكون أحد أعضاء الاتحاد الدولي للريشة الطائرة، رغم أنها لا تزال تلعب.
ستاد مصر العربية" حرص على استضافة هادية حسني، التي تحدثت عن وضع اللعبة في مصر، وعن كيفية ترشيحها لهذا المنصب الدولي، وإلى نص الحوار:
أين بدأت لعب الريشة الطائرة؟
بدأت بنادي الزهور، ثم الشمس، وبعد سفري لإنجلترا، لعبت بمقاطعة إفون، وبعد عودتي توقفت عن اللعب لعدة سنوات، ثم انضممت لنادي هيليوليدو في شهر ديسمبر الماضي.
وما هي الأندية التي توجد بها اللعبة؟
أندية الزهور، وهليوبلس، وهيليوليدو، واتحاد الشرطة، وطلائع الجيش، وناديين ببني سويف، لكنها لا توجد في الأهلي، والزمالك، ووادي دجلة.
ما شعورك بعد الفوز بعد الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة أفريقيا؟
كنت سعيدة للغاية، فلأول مرة منتخب مصر يحصل على الميدالية الذهبية، خاصةً أن الذهب جاء بعد الفوز على نيجيريا، وجنوب أفريقيا، وهما المسيطران على اللعبة منذ فترة طويلة.
ماذا عن عدم استقبالكم في المطار؟
شعرنا بحزن كبير بكل تأكيد، خاصةً أن هناك ألعاب أخرى، تم استقبالهم بصورة رائعة، رغم أنهم لم يحققوا ما حققناه.
وكان الناشئون وصغار السن، أبرز من تأثروا بذلك، حيث إنهم كانوا يتوقعون استقبالًا حافلًا، ولكنهم فوجئوا بأن أحدًا لم يستقبلهم.
من جانبنا، أوضحنا لهم أن الوزارة لن تنسى إنجازهم هذا، وسيحتفلون بهم.
ماذا عن دور الوزارة؟
المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، قدم لنا التهنئة، كما هنئنا الدكتور علي حسب الله، رئيس اتحاد الريشة الطائرة، وهذا كان كل ما حصلنا عليه من استقبال وترحيب.
هل يتواصل معكم أحد من وزارة الشباب والرياضة؟
الوزارة تتواصل مع الاتحاد، ومن المفترض أن يخاطب الاتحاد، الوزارة، بشأن تكريم اللاعبين، ولكن لم يحدث شيء حتى الآن.
هل ترين أن الإعلام يهتم برياضة الريشة الطائرة؟
لا، ليس كثيرًا، لكن الوضع الآن أفضل كثيرًا من ذي قبل، وبدأت البرامج تتكلم عن اللعبة، وعندما حصلنا على الذهبية، أبرزت بعض القنوات ذلك، لكن لا تزال اللعبة في حاجة للنشر، حيث إن كثير من الناس لا يعرفون ما هي الريشة الطائرة، ويختلط الأمر عليهم بأنها كرة السرعة، علمًا بأن الريشة هى اللعبة رقم واحد في آسيا.
لماذا لم تشاركي بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016؟
أثناء التأهيل لمنافسات ريو، كنا رقم 50 على العالم، لكن بالأسبوع الأخير قبل البطولة، أصبحنا الـ51 بالنسبة الزوجي المختلط، وزوجي البنات، إضافة إلى أنني كنت في قائمة الانتظار الفردي، ولم يحالفني الحظ في المشاركة.
لماذا افتتحت أكاديمية "هادية حسني" للريشة الطائرة؟
في 2013 لم أتوقع استمراري في اللعب، وبالمدينة التي أعيش فيها لا توجد ريشة طائرة، لذلك فكرت في إنشاء أكاديمية لتعليم اللعبة للأطفال، وأيضًا بإمكان الكبار المشاركة، فتحدثت مع إدارة نادي هليوبلس الشروق، وفتحت الأكاديمية.
بدأ الأمر بلاعب أو اثنين، ووصلنا الآن لما يقرب من 25 لاعبًا ولاعبة، وساعدنا هذا في نشر اللعبة، ودشنت ملعبًا بمكان عملي، بما يشجع الطلاب على ممارسة رياضة الريشة.
هل من الممكن للاعبي الأكاديمية أن يشاركوا في البطولات؟
شاركنا بالفعل في بطولات الجمهورية، باسم نادي هليوبلس الشروق، وحصلنا على ميداليتين برونزيتين، إضافة لما حصدناه بالعام الماضي، حيث إن لاعبي الأكاديمية هم من أعضاء النادي.
وماذا عن باقي لاعبي الأكاديمية غير الأعضاء بالنادي؟
لغى النادي مشاركة غير الأعضاء، ولكنهم كانوا يشاركوا حتى العام الماضي.
هل تحتاجون للدعم من الاتحاد؟
بالتأكيد، فلم يكن مسموح سابقًا للأكديميات بالمشاركة، لكني أعتقد أن قانون الرياضة الجديد، سيمنحهم هذه الفرصة، وسنعمل على تطوير هذا بالفترة المقبلة.
ماذا عن ترشيحك لعضوية الاتحاد الدولي للعبة؟
كان هذا بمثابة مفاجأة بالنسبة لي، بترشيح من الاتحاد المصري للريشة الطائرة، برئاسة الدكتور علي حسب الله، واتحاد أوغندا، وهناك ستة مرشحين من أفريقيا لانتخابات هذا العام، وأنا واحدة منهم.
صفي لنا شعورك بعد هذا الترشيح؟
سعيدة بالتأكيد، وأعتقد أنه شيء جيد، حيث إنني الوحيدة الأوليمبية، وأيضًا لاعبة، إضافة إلى أن باقي المرشحين كبار، ولم يمارسوا اللعبة من قبل، ومن الممكن أن يكونوا إداريين وحكام، وأظن أنه سيكون مفيدًا لي إذا وصلت لهذا المنصب.
في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة تجنيس الرياضيين، فهل من الممكن أن تقبلي بذلك؟
لا أستطيع أن أفكر بشيء هكذا، فأنا أحب مصر، حتى إذا كانت لا تعطيني الدعم المادي ولا المعنوي، فرغم كل شيء، هذه بلدي، وساظل أرفع علمها مهما حدث، ولن استطيع أن العب باسم بلد آخر، ويمكنني فقط تمثيل نادي بالخارج.
ما هي خطواتك للاستعداد لبطولة العالم؟
من المفترض أن نبدأ في الاستعداد بالفترة المقبلة، وسيقيم لنا الاتحاد معسكرًا، وسنحاول لعب بطولة أو اثنين قبل المشاركة ببطولة العالم، حيث إن الاحتكاك باللاعبين قبل المباريات، هام جدًا.
كيف يمكننا صنع بطل يصل للعالمية؟
بالنسبة للريشة الطائرة، التدريب المستمر ضرورة ملحة، فعندما كنت أتدرب مرتين في اليوم، كان ذلك يؤثر بشكل واضح فرق كبير في مستواي، فأبطالنا يتدربون مرة في اليوم، وهذا لا يكفي، وأهم شيء هو الاحتكاك باللاعبين الآخرين، وذلك عن طريق المشاركة في بطولات دولية ومعسكرات.
هل لدينا لاعبين قادرين على ذلك؟
بكل تأكيد، لدينا ناشئين ذو مهارة عالية يمكنهم أن يصلوا للعالمية، ولكن يحتاجوا إلى الدعم والاهتمام، خاصةً في أوقات الإصابات، كي لا يُصابوا بالإحباط.
ويجب أن يجدوا الدعم من العائلة، والمدرسين، مع ضرورة وضع خطة لتشجيعهم ومساعدتهم.
كيف يمكن نشر الريشة الطائرة في مصر؟
الاتشار الأكثر يأتي من المدارس، فبدأنا بوضع بملعب بمدرستي القديمة، التي كانت سبب رئيسي في معرفتي بالريشة الطائرة، عن طريق مدربي، وأقمنا ملعبًا بالجامعة مؤخرًأ، ويجب الاهتمام بجميع المدارس، خاصة الحكومية، فيها العديد من المواهب.
هل سيساعد قانون الرياضة الجديد في نشر اللعبة؟
بالتأكيد، خاصةً أن مشاركة الأكديميات بالبطولات سيضيف الكثير، وسيساعد جميع اللاعبين غير الأعضاء بالأندية على ممارسة اللعب.
هل تلقيت عروضًا للاحتراف؟
تلقيت سابقًا عروضًا من فرنسا، وكان من المقرر إصدار تصريح لانضمامي حيث أنني لاعبة إفريقية، ولكن هذا التصريح صدر في وقت متأخر فلم أستطع الانضمام لهم، ولدي عرض جديد أدرسه حاليًا.
ما السبب وراء موافقة الكثير من اللاعبين على الاحتراف أو التجنيس؟
من الممكن أنهم لم يجدوا الدعم هنا، ولا الاهتمام والرعاية الكافية، ولكن من الممكن أن يوافق اللاعب على عقود الاحتراف، أما عن التجنيس، فإن كان اللاعب يحب بلده، فلن يقبل أن يلعب باسم بلد آخر.
كيف يمكننا إبعاد اللاعبين عن فكرة التجنيس؟
يجب التطوير في الرياضات، وإعطاء اللاعبين حقوقهم كاملة، والاهتمام بهم، حيث إن بعض اللاعبين تُعد الرياضة عملهم الرئيسي، فلذلك يجب أن نوفر لهم الدعم الكامل، والتدريب المستمر، وأماكن الإقامة للتدريب، والرعاية الطبية.
هل من الممكن نشر اللعبة في أماكن بعيدة مثل الصعيد وسيناء؟
بالتأكيد، إضافة إلى أن الصعيد به الكثير من الأبطال، ولكن أهم شيء هو توافر صالات مغطاة، ومن المهم نشر اللعبة في هذه الأماكن، وستكون إضافة كبيرة.
لماذا لا تتواصل الأندية مع الاتحاد لنشر اللعبة؟
بالطبع هناك تواصل، لكن ميزانية الاتحاد مخصصة لأشياء معينة، فإذا تم إنفاقها على عملية النشر، فلن يكون هناك دعم كافي للمشاركة في البطولات أو المعسكرات.
وهناك خطة تدرس الان من قبل الاتحاد الأفريقي لنشر اللعبة في المدارس.
ما هي استعداداتكم لأولمبياد طوكيو 2020؟
أعتقد أنه علينا تجنب خطأ أولمبياد ريو، وهو الاستعداد موخرًا، فعلينا البدء في التدريبات هذه الفترة، والاهتمام بالناشئين المؤهلين للمشاركة، والمشاركة في المعسكرات وتوفير الدعم.
هل من الممكن أن يؤدي الإهمال إلى اعتزال بعض اللاعبين؟
بالطبعوحدث ذلك بالفعل عندما فكرت اللاعبة ضحى أيمن في الاعتزال، ولكني أقنعتها بأن تستمر، وأنها ستحقق إنجازًا كبيرًا، فعدم وجود الدعم المعنوي يؤثر كثيرًا على الناشئين.
متي ستشعرين بالاكتفاء من اللعبة وتقرري الاعتزال؟
بالفعل شعرت بهذا الإحساس من قبل، وفكرت في الاعتزال، ولكن الاتحاد جعلني ألعب مرة أخرى في 2013 للتأهيل لريو، ولكن في شهر أغسطس الماضي، تكلم معي رئيس الاتحاد حول ترك اللعبة، والاتجاه إلى تدريب المنتخب، ولكن بعد فوزي بالمركز الثالث في فردي بطولة مصر الدولية، وفوزنا ببطولة أفريقيا، شعرت أنني لا يزال لدي الكثير لأقدمه، وحصد إنجاز جديد.
من هو أقوى منتخب في أفريقيا للريشة الطائرة؟
جنوب أفريقيا، ونيجيريا، وأيضًا الجزائر، ومؤخرًا بدأت موريشيوس تظهر بقوة في اللعبة، ولكن بعد فوزنا ببطلة أفريقيا 2016، وتمكنا من إثبات أننا يمكننا أن نكون أبطال أفريقيا.
ماذا يمثل لكي كأس أفريقيا؟
يمثل لي أجمل شيء، علمًا بأنني حصلت عليه في 2010 في الفردي، ولكن هذه المرة فزنا به كفريق بعد إصرار و عزيمة تمكنا من الحصول على ذلك الكأس لأول مرة يعد أفضل إنجاز، حيث إنه أول كأس لفريق ريشة في مصر.
ما هي رسالتك للاعبي الريشة؟
رسالتي لللاعبين هي أننا أصبحنا أبطال أفريقيا، ويمكننا أن نكون أبطال عالميين، ولا ننتظر الإعداد من أحد لتطوير أنفسنا، وبالإرادة والعزيمة يمكننا الوصول لأهدافنا.