«خناقة على اللقب بين الأهلي والزمالك»..
أزمة دوري الشباب.. من أين جاء اتحاد الكرة بـ«المباراة الفاصلة»؟
اشتعل الوسط الرياضي الكروي في مصر منذ يوم أمس الأحد، على وقع الأحداث التي شهدتها جولة الختام لدوري الشباب مواليد 1999، بعد انتهاء مباراة الأهلي والزمالك.
ما حدث فور نهاية المباراة يعكس إلى أي مدى وصلت إليه إدارة الكرة في مصر، بعد التخبط الكبير من قبل اللجنة الثلاثية التي تدير الجبلاية حاليا برئاسة أحمد مجاهد.
وانتهت المباراة بفوز شباب الأهلي على الزمالك بهدفين مقابل هدف في الجولة التاسعة والأخيرة من المرحلة النهائية لدوري الجمهورية للشباب، ليصل إلى النقطة 15 وهو نفس عدد نقاط الزمالك.
وعقب انتهاء المباراة مباشرة، شهد ملعب الأهلي في مدينة نصر فقرة يمكن إدراجها وتصنيفها تحت فقرة "غرائب وطرائف"، حيث احتفل كلا الفريقين بالتتويج باللقب في حدث فوضوي ينم عن التخبط الإداري داخل الجبلاية..
"الزمالك البطل"
احتفل لاعبو فريق شباب الزمالك بالتتويج باللقب بعد استنادا إلى قاعدة فارق الأهداف، حيث يعد الأبيض صاحب أعلى معدل تهديفي خلال بطولة دوري الشباب، وكان الأحمر بحاجة للفوز 3-صفر للتويج باللقب.
وقبل المباراة أعلن الموقع الرسمي للنادي الأهلي في خبر حول المباراة، أن الفريق الأحمر يحتاج للفوز على الزمالك بفارق 3 أهداف أو أكثر، كي يتمكن من حسم لقب بطولة دوري الجمهورية لصالحه.
لكن تزامن مع احتفال لاعبي الزمالك باللقب، سارع لاعبو الأهلي على الجانب الآخر بالاحتفال بالتتويج بداعي تفوقه في المواجهات المباشرة، وهي التي جمعته مع الزمالك وفاز فيها 2-1 وتساوى معه في النقاط.
ماذا تقول اللائحة؟
ما حدث استدعى الرجوع إلى لائحة الموسم الحالي المعتمدة من قبل اتحاد الكرة، حيث تنص على أنه في حال تعادل فريقان أو أكثر في عدد النقاط، يتم اللجوء إلى فارق الأهداف (عدد الأهداف المستقبلة مطروحا من عدد الأهداف المسجلة) الخاص بكل فريق، بحيث يكون الفريق صاحب أعلى فارق أهداف هو الأول في الترتيب بين الأندية المتساوية في عدد النقاط".
كما تشير اللائحة وفق المستندات التي نشرها الموقع الرسمي لنادي الزمالك، على أنه في حال تعادل فريقان أو أكثر في عدد النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة، يتم اعتبار الفريقين محتلان لنفس المركز بشرط ألا تكون تلك المراكز ضمن مراكز الهبوط أو الصعود إلى المرحلة التالية، والفريق الذي يحتل صدارة الترتيب في نهاية المرحلة الثانية يعتبر بطلا للمسابقة.
واستنادا على ما تم عرضه وفقا للائحة الموسم، يعد الزمالك بطلا للمسابقة ويبدو أن الأمر كان معلوما للجميع، بدليل ما كتبه الموقع الرسمي للأهلي، صبيحة يوم المباراة، حيث أكد أن الفريق يحتاج للفوز بفارق كبير من الأهداف لتحقيق البطولة.
وبعد اللغط الذي حدث، وفي مفاجأة غير متوقعة أعلنت اللجنة الثلاثية بعد ساعات من انتهاء المباراة، إقامة مباراة فاصلة بين الأهلي والزمالك لتحديد هوية بطل دوري الشباب مواليد 1999.
وقال البعض إن قرار اتحاد الكرة فجر كارثة بعدما تم الكشف عن عدم وجود لائحة حاليا تحكم دوري الشباب بعد قرار إقامتها في ظل إجراء إلغاء دوري الجمهورية، الذي كان يقام من دورين ذهاباً وإياباً، وكانت اللائحة القديمة تنص على اعتبار فارق الأهداف هو الحاسم في تحديد البطل عند تساوي النقاط.
من جانبه، تمسك نادي الأهلي بتطبيق لائحة النظام الأساسي للمسابقات، التي تم اعتمادها من لجنة المسابقات في السابق، وتنص على اعتبار المواجهات المباشرة، الفيصل في تحديد هوية البطل لأية بطولة تقام في كرة القدم.
لكن اللجنة الثلاثية يبدو أن لم لجأت إلى الحل الوسط بإقامة مباراة فاصلة يوم 20 إبريل الجاري، وذلك لأول مرة في التاريخ لحسم هوية بطل دوري الشباب مواليد 1999.
وعلى الجانب الآخر، رفضت إدارة نادي الزمالك قرار المباراة الفاصلة، كما اقتظت وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس بالهجوم على اللجنة الثلاثية حيث تصدر هاشتاج "فضيحة لجنة مجاهد"، موقع تويتر منددين بقرار اتحاد الكرة.
مجاهد يوضح
بدوريه، تحدث أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية عن أسباب لجوء اتحاد الكرة إلى إقامة مباراة فاصلة لتحديد بطل دوري بطولة الجمهورية لمواليد 1999.
وقال مجاهد في تصريحات تلفزيونية: "لائحة بطولة الجمهورية تنص على الاحتكام للمواجهات المباشرة، أما فارق الأهداف فنحتكم له إذا لم تًستكمل البطولة.. اتحاد الكرة كان قد قرر استكمال البطولة، لكن من دور واحد"، مضيفا: "اليوم بعد المباراة ولأننا لم نقرر خوض المباريات على ملاعب محايدة من قبل، قررنا إقامة مباراة فاصلة لتحديد البطل ليكون النظام أكثر عدلا".
وفي رده على سؤال لماذا لم يتم الإعلان عن نظام المباراة الفاصلة قبل مباراة الأمس منعا لإثارة الجدل؟ قال مجاهد: إيه المشكلة! هذه بطولة لا تؤهل إلى أي شيء في النهاية وآخر بطولة في تلك المرحلة السنية.. قررنا استكمال المسابقات حتى لا يجلس اللاعبون في بيوتهم".
أزمة عاشور
على جانب آخر، وخلال احتفالات لاعبي الزمالك في غرفة خلع الملابس بالتتويج بالدوري، أظهرت مقاطع فيديو بعض من لاعبي الأبيض يوجهون سبابا إلى مسؤولي الأهلي.
وهو ما استدعى اتحاد الكرة إلى إحالة الواقعة إلى لجنة الانضباط، لاتخاذ القرار، وفقا لما تنص عليه لائحة العقوبات في الجبلاية.
من جانبه، تقدم النادي الأهلي صباح اليوم بشكوى رسمية إلى اتحاد الكرة، وأخرى مماثلة إلى لجنة الانضباط والأخلاق، ضد إمام عاشور لاعب الزمالك وبعض من زملائه من فريق الشباب بناديهم، "بعد التجاوزات غير اللائقة والخارجة عن كل قواعد الأخلاق التي ارتكبها المشار إليهم عقب مباراة الأهلي والزمالك في دوري الشباب".
وأرفق الأهلي بشكواه "فلاشات" تضمنت خمسة فيديوهات للاعب إمام عاشور وزملائه، وهم حسب بيان الأهلي "يكيلون السباب والشتائم والألفاظ الخارجة للنادي الأهلي ومجلس إدارته ورئيسه الأسبق وكيان النادي وجماهيره".
وجاء في شكوى الأهلي:
- أن التصرفات والألفاظ والشتائم التي جاءت على لسان عاشور وزملائه تمثل أفعالًا مشينة وانتهاكات دخيلة على الوسط الرياضي وتثير الفتنة بين الجماهير، ومخالفة لكل قواعد الأخلاق وتؤثر على سلوكيات الشباب، بل وتخالف بالأساس لوائح الاتحادين المصري والدولي لكرة القدم «FIFA»، وكذا لوائح الانضباط والأخلاق لاتحاد الكرة.
-تضمنت الشكوى أيضًا أنه لم يكن هناك مبرر على الإطلاق لقيام إمام عاشور وزملائه بهذه التجاوزات، وتوجيه الاتهامات إلى شخصيات قيادية في النادي الأهلي، وكَيْل السباب والشتائم بألفاظ يعاقب عليها القانون، خاصة أن المباراة أقيمت على ملاعب الأهلي ولم تشهد أية أحداث عارضة، وجرت في إطار تنافسي على بطولة الجمهورية، لكن عاشور اعتاد التجاوز في حق الغير، فقد سبق أن قام بالتعدي على لاعب الأهلي وليد سليمان عقب مباراة السوبر المصري التي أقيمت في الإمارات بالركل بالقدم، وبشكل فيه انتهاك لكل قواعد الأخلاق والأدب، خاصة أن وليد سليمان كان ملقى على الأرض.
- قامت لجنة الانضباط والأخلاق بإيقاف عاشور 10 مباريات عقب هذه الواقعة، التي كان يرى الكثيرون أنها تستوجب عقوبة أكبر.
- طالب الأهلي في شكواه ضد لاعب الزمالك وزملائه بتطبيق اللوائح ونصوص القانون التي جاءت في هذا الشق، حرصًا على الأجواء التنافسية والعلاقة بين جماهير الناديين، خاصة أن إمام عاشور اعتاد التجاوز في حق الآخرين في وقائع عديدة ولم تردعه العقوبات السابقة.