من النضج حتى التطور.. رسائل إلى رمضان صبحي لـ«معانقة المجد»
"لا يمكننا الوصول لمستوى أعلى من ذلك حاليًا، إنه مازال بعمر الـ20، إنه قادم من دولة جديدة وثقافة جديدة، ولم يتعلم الكثير في اللغة حتى الآن، لكنه يعمل بجدية من أجل تطوير لغته".
هكذا أشاد مارك هيوز، المدير الفني لستوك سيتي، بلاعب المنتخب الوطني رمضان صبحي، بعد الأداء المتميز من الأخير في مواجهة ميدلزبره بالجولة 27 من البريميرليج، والتي انتهت بفوز البوترز بهدفين نظيفين، لكنه اعترف في الوقت نفسه بحاجة لاعبه إلى التطور.
رمضان صبحي مازال بحاجة لتثبيت أقدامه في الملاعب الإنجليزية، ولكنه يخطو خطى ثابتة في طريقه نحو ذلك، فلاعب الأهلي السابق شارك في آخر 5 مباريات لفريقه في الدوري بصفة أساسية.
هذه المشاركات جميعها أتت بعد عودته من بطولة كأس الأمم الأفريقية رفقة الفراعنة، وهو ما أشار إليه هيوز بأنه كان سببا رئيسيا لفتح باب المشاركة أمام صاحب الـ20 عاما، إذ ساعد اللاعب على الاحتكاك وزيادة خبراته.
وقال هيوز عن هذا الأمر: "أعتقد أننا نسير معه الآن على الطريق الصحيح، حاولت إراحته بعد العودة من بطولة الأمم الأفريقية، التي استفاد منها بشكل كبير، بعد حصوله على الراحة".
"أعتقدت أنه قادر على المشاركة أساسيًا في المباريات، وفي المباريات التي شارك بها أظهر تطور في مستواه، وأدى بشكل جيد".
أرى أنه يحتاج معاملة خاصة من الناحية النفسية، يجب عدم منحه المساحة للدلع ومعاقبته إذا أخطأ لأنه يشعر بنفسه وبموهبته
رمضان في طريقه نحو أبواب البريميرليج، مر بعدة مراحل ساهمت في تكوين شخصيته وساعدته كثيرا للوصول إلى الدوري الأقوى عالميا في سن صغير.
محمد عمارة، نجم الأهلي السابق ومدرب فريق 95 والذي تدرب تحت قيادته رمضان، كان أحد الذين ساعدوا اللاعب وحاولوا تطوير موهبته.
وفي 2015 أجرى عمارة حوارا مع "الأهرام" وقال إن الفتى الموهوب كان يحتاج دائما لتقويم سلوكه من أجل السيطرة على تصرفاته.
وأوضح عمارة: "دربت رمضان لمدة ثلاث سنوات في الناشئين، حاولت أن أزرع به العديد من الأمور أهمها الالتزام واحترام المدرب والاستفادة بكل النصائح التي تقدم له من أصحاب الخبرة ومع ذلك أرى أنه يحتاج معاملة خاصة من الناحية النفسية، يجب عدم منحه المساحة للدلع ومعاقبته إذا أخطأ لأنه يشعر بنفسه وبموهبته".
ولكن عمارة يؤكد أنه لمس بعد فترة من الوقت تغيرا في عقلية اللاعب وسلوكه، إذ بات أكثر نضجا.
رمضان قادر على التطور بشكل كبير وسريع للغاية، وهو ما أشار له عمارة وأكده هيوز، وكذلك شدد عليه مدرب الأهلي السابق محمد يوسف، والذي كان أول من صعد صبحي إلى الفريق الأول.
منح يوسف رمضان صبحي فرصة المشاركة في مباراة غزل المحلة في الأسبوع الثامن من منافسات الدوري الممتاز موسم 2013 / 2014 والتي انتهت بفوز الأحمر بهدف نظيف.
وبرر يوسف ذلك القرار لـ"ستاد مصر العربية" قائلا: "أول ما لفت انتباهي مع رمضان هو ثقته الكبيرة في قدراته، وجدت فيه لاعبا كبيرا رغم صغر سنه، كان صغيرا ولكنه يتمتع بنضج مبكر للغاية فيما يخص التحركات أو المهارات الفنية".
وعما يحتاجه اللاعب، الذي يتمنى اللعب في ريال مدريد مستقبلا، أكد يوسف أنه لا يحتاج إلا لاستمرار المشاركة بانتظام، والتي إن تحققت ستثقل قدراته وتزيد من خبراته مع الوقت ليصبح أكثر نضجا، كذلك التأقلم على أوضاع وثقافة الإنجليز.
الأرقام أيضا تؤكد تطور مستوى رمضان "التصاعدي" مع توالي مشاركاته، فقد نال تقييم 7.4 أمام كريستال بالاس ووصلت دقة تمريراته 79%، وهبط تقييمه أمام توتنهام إلى 6.9 ولكنه كان أفضل لاعبي فريقه بالمباراة.
وارتفعت دقة تمريراته إلى 80% وهي نسبة ضئيلة ولكن بالإشارة إلى أن فريقه خسر برباعية فهي نسبة جيدة، فيما وصل إلى تقييمه الأعلى أمام ميدلزبره بدرجة 8.7 ودقة تمرير 85%.
ورغم ذلك إلا أن هناك ما ينقص رمضان صبحي على صعيد اتخاذ القرارات المناسبة والفاعلية على المرمى، فيقول تقرير لموقع "ياهو سبورت" البريطانية: "أحيانًا يراوغ في الوقت الذي يجب فيه أن يمرر، يحتاج للعمل بصورة أكبر على قدراته البدنية، ففي بعض المناسبات لم يستطع اللاعب المصري مجاراة المنافسين بدنيًا".
وهو ما لا يتفق معه بصورة كاملة سامي قمصان، المشرف على قطاع الناشئين بحرس الحدود ومدرب أهلي 97 السابق، والذي كان من أوائل من اكتشفوا موهبة رمضان صبحي.
ويوضح قمصان لـ"ستاد مصر العربية": "نعم، رمضان يحتاج للتطور على صعيد إنهاء الهجمة، فما ينقصه هو اللمسة الأخيرة، إذ يهتم أكثر بصناعة الفرص، لطالما كانت نصيحتي له هي تتويج مجهوده بتسجيل الأهداف، الأهداف تعطيك الكثير من الثقة وتجذب أنظار الجماهير".
ويواصل لاعب الأهلي السابق المتوج بـ4 ألقاب دوري ودوري أبطال أفريقيا عام 2001: "عليه أيضا أن يكون أكثر جرأة أمام المرمى ويهتم بالتسديد أكثر، ولكني أرى أن هذه الأمور ستأتي مع الوقت، وما يحتاجه هو أن يحافظ على تجدد طموحه دائما كي يصبح الأفضل، ويتطلع للأمام".
قمصان كان محقا فيما يتعلق بحاجة رمضان صبحي للتسديد، فصاحب الـ20 عاما لم يسدد سوى 4 تسديدات خلال 12 مباراة، وكانت واحدة منهم فقط على المرمى.
"لا يمكننا الوصول لمستوى أعلى من ذلك حاليًا". هكذا يرى مارك هيوز، ولكن رمضان صبحي قد يثبت لمدربه عكس ذلك إن استمع لرسائل مدربيه السابقين.