في حوار خاص لـ"استاد مصر العربية"
نجم أتلتيكو مدريد: كوبر "أستاذي".. وأعجبت بميدو "من أول لمسة"
فيليكو باونوفيتش.. مهاجم كبير ظلمته جنسيته الصربية في بداية مسيرته مع الساحرة المستديرة، لكنه لم يستسلم وشد الرحال إلى بلاد الأندلس لينضم في سن صغيرة إلى أتلتيكو مدريد الإسباني ويبدأ رحلة التألق.
انتقل باونوفيتش من فريقه الأول بارتيزان بلجراد الصربي إلى إسبانيا عبر بوابة ماربيا ومنه إلى أتلتيكو مدريد ليتدرج في الفريق الثاني، ويتم تصعيده للفريق الأول وينتقل معارًا إلى ريال مايوركا لفترتين مع الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني الحالي لمنتخب مصر، ويعود مجددًا إلى أتلتيكو مدريد ويتألق بقميصه مسجلاً أهدافًا عديدة في مرمى أكبر الأندية الإسبانية.
وتخللت مسيرة باونوفيتش مع الساحرة المستديرة تجارب في الدوري الألماني والصربي والروسي مع أندية هانوفر وبارتيزان وروبن كازان، وعاد إلى إسبانيا مجددًا عبر بوابة خيتافي، قبل أن يختتم مسيرته في أمريكا مع فيلادلفيا في 2011 ويتجه إلى التدريب.
باونوفيتش يروي في حوار حصري لـ"استاد مصر العربية" تفاصيل رحلته مع كرة القدم لاعبًا ومدربًا، وأسرار يحكيها للمرة الأولى عن كوبر وأكثر من ذلك.
* لنبدأ من رحلة باونوفيتش اللاعب.. أي المحطات تعتبرها الأفضل في مسيرتك؟
- بلا شك أتلتيكو مدريد الإسباني فما عشته هناك لا يُنسى أبدًا، فلا يمكن لي أن أنسى كيف تعامل معي الناس في أتلتيكو مدريد منذ اليوم الأول لي في النادي، كنت حينها في سن السابعة عشرة من عمري، لقد استوعبوني وأدخلوني في أسرة هي أسرتنا في النادي سواء لاعبين أو إداريين، ويمكنني القول بأن ذكرياتي الرائعة مرتبطة بكل لحظة استيقظت فيها أفكر في تقديم أفضل ما لدي لهذا النادي الإسباني، أيضًا أن تطأ قدمي أرض ملعب فيسنتي كالديرون وأستمع إلى هتافات الآلاف من جماهير أتلتيكو مدريد في كل مباراة كلها ذكريات عصية على النسيان.
* وكيف ترى مستوى أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم، وخسارته أمام ريال مدريد في الديربي؟
- أعتقد أن الفريق يؤدي بشكل جيد، وخسارة الديربي كانت صعبة للغاية، ولكن لننظر إلى الجانب الأهم وهو قدرة أتلتيكو مدريد على تحقيق فوز مهم جدًا على أيندهوفن الهولندي في البطولة الأوروبية بعد يومين فقط من الخسارة أمام الريال في الدوري الإسباني، وهذا يؤكد امتلاك الفريق لعقلية الفوز وثقة اللاعبين في أنفسهم وفي مدربهم.
* على ذكر سيميوني لعبت معه في أتلتيكو مدريد فكيف تراه الآن مديرًا فنيًا؟
- "الشولو" كان دائمًا اللاعب الأكثر حماسة في الفريق، ومازال محافظًا على حماسه وشغفه الكبيرين بكرة القدم حتى بعد تحوله إلى التدريب، وكمدرب استطاع تحويل هذا الحماس إلى طريقة في التدريب استوعبها اللاعبون، وحتى الجماهير أيضًا أصبحت تؤدي بحماس على نفس نسق سيميوني.
في رأيي أن سيميوني هو المدرب الأول الذي يحقق هذه الإنجازات في بدايته مع أتلتيكو مدريد منذ ولاية الصربي رادومير أنتيتش في التسعينيات، وهذا ما نعتبره جزء من ثلاثية الفريق والجماهير والإدارة.
* سجلت أهدافًا عديدة في الدوريات المختلفة.. أي أهدافك لا يغيب عن الذاكرة؟
- أعتقد أن أهدافي في مرمى ريال مدريد وبرشلونة ﻻ تُنسى، فأنا أكن احترامًا وتقديرًا كبيرين لهذين الناديين، وأن تسجل في مرماهما أمام أعداد غفيرة من الجماهير وتحتفل مع فريقك أمر مدهش حقًا.
* بعد مسيرة حافلة كلاعب والآن كمدرب.. ما الفارق بين اللعب والتدريب في رأيك؟
- أنا أستمتع بتجربتي التدريبية وهي مختلفة تمامًا بخبراتها عن تجربة اللعب، لقد استمتعت بمسيرتي داخل المستطيل الأخضر وقدمت أفضل ما لدي خلالها مع مختلف الأندية التي لعبت لها، ولكن الآن الأمر مختلف تمامًا من خارج الخطوط، وعليك أن تهتم بأمور عناصر أخرى غير اهتمامك بنفسك عندما كنت لاعبًا، فالآن أنت مسؤول عن جهازك الفني واللاعبين ومن حولك من الإداريين، إنها حقًا مسؤولية كبيرة.
وعلى الجانب الآخر بالفعل أنت تشعر بالراحة والرضا عن عملك عندما تساعد فريقك على تحقيق الأهداف الكبيرة، فهذه مهمتي كمدير فني أن أساعد فريقي والنادي كله والجماهير على تحقيق البطولة والوصول إلى أهداف ضخمة دون المساس بالقيم العليا والأخلاق.
* نجحت في تحقيق كأس العالم مع منتخب شباب صربيا.. هل تطمح لقيادة منتخب صربيا الأول في المستقبل؟
- قيادتي لمنتخب شباب صربيا والتتويج بلقب كأس العالم للشباب 2015 مصدر فخر دائم لي، أن تتوج بالمونديال وتصبح مصدر الفرحة لشعب بلادك أمر مدهش وتجربة رائعة لكل من شارك فيها.
عندما توجنا بكأس العالم للشباب بكى شعب صربيا من الفرحة وعندما كنت التقيت الجماهير في الشارع كانوا يذكرون هذا لي ويقولون أنت مصدر فخر لنا وأنا أطمح لقيادة منتخب بلادي في المستقبل.
* وماذا عن فريقك الحالي شيكاجو فاير الأمريكي وتعثره في الدوري؟
شيكاجو فاير في مرحلة إعادة بناء الآن، وهذه هي الضريبة، وأسعى إلى إعادة الفريق الأمريكي إلى مكانه الطبيعي في مقدمة أندية الدوري، ولكن نحتاج كثيرًا من الصبر ﻹنجاز هذه المهمة.
وهل عقدت جلسة مع الألماني باستيان شفاينشتايجر نجم مانشستر يونايتد للتعاقد معه؟
بالفعل التقيت شفايني ولكن لن نخوض في تفاصيل الجلسة مع وسائل الإعلام والأمر لم يحسم بعد.
* تدربت تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني الحالي لمنتخب مصر.. ما رأيك فيه؟
لقد تدربت تحت القيادة الفنية لكوبر مع ريال مايوركا في العام 1998، وكان أحد أفضل المدربين الذين عملت معهم، وعلمني أشياء لم أكن أعرفها من قبل، وأعتبره مهمًا بالنسبة لي في مسيرتي كلاعب، والآن أنا أتعلم الكثير في مسيرتي كمدرب من خبراتي السابقة مع كوبر.
* وهل تعتقد أن كوبر قادر على قيادة منتخب مصر إلى نهائيات مونديال روسيا 2018؟
- أعتقد أن كوبر يملك القدرة والخبرة للتأهل مع منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، ولكن السؤال الأهم الآن، هو أن أي مشروع كبير يحتاج للصبر على خطواته، وهذا ما فعلته مع منتخب شباب صربيا الذي بنيته على مدار 3 سنوات متعاقبة حتى حصلنا على كأس العالم للشباب 2015، فالإنجاز جاء بعد مشروع من 120 صفحة قدمته لاتحاد الكرة الصربي ونتاج عمل متواصل لأكثر من 36 شهر، ولذلك أعتقد أن المصريين يجب أن يصبروا حتى تكتمل تجربة كوبر مع المنتخب المصري.
* وما أبرز ذكرياتك مع كوبر في إسبانيا؟
- أتذكر موقف وحيد ظهرت فيه مشاعر كوبر، كنا نخوض مباراة كبيرة في مايوركا أمام أتلتيكو مدريد، واستطعنا تحقيق فوز تاريخي بالأربعة وسجلت هدفًا، ولسوء الحظ تعرضت لإصابة قوية في الدقيقة 72 من المباراة، لقد كانت إصابة مروعة.
احتجت إلى تدخل جراحي عقب اللقاء، وفوجئت في غرفتي داخل المستشفى بكوبر ورأيته يبكي لقد كنت في سن الـ 21 عامًا وقال لي إنه يشعر بالحزن لما حدث، وأنني أديت بشكل ممتاز ثم خرج من الغرفة، وبصراحة لم أكن أريد أكثر من ذلك، كنت سعيدًا بهذا التكريم من مدربي.
* ومن تتذكر من اللاعبين المصريين في أوروبا خلال مسيرتك؟
- اللاعبون المصريون موهوبون حقًا، ويلعبون كرة القدم بتفكير "خارج الصندوق" وهو ما يعني أن لديهم القدرة على قراءة أحداث المباراة بسرعة وقبل الخصم، وتنفيذ ما يدور في رأسهم بشكل جيد، والمثال الأبرز على ذلك أحمد حسام "ميدو"، أتذكره في الدوري الإسباني وأعجبت به منذ الوهلة الأولى وأحببت طريقة قراءته للمباراة في معظم الأوقات، وأعتقد أن هذا التناغم هو ما يصنع اللاعب البطل.
* وما رأيك في المحترفين المصريين في أوروبا الآن؟
محمد صلاح ومحمد النني ورمضان صبحي وأحمد المحمدي وأحمد حسن "كوكا" كلهم ﻻعبين ممتازين، ويملكون ما ذكرته لك في السابق مثل ميدو.
* وهل تقبل العمل مع أندية مصرية أو في المنطقة العربية؟
- ما أستطيع أن أقوله لك الآن أن تركيزي بالكامل مع شيكاجو فاير، ولن أتوقف أو أمل من العمل مع الفريق حتى يستعيد مكانته في الدوري الأمريكي وليس المنافسة فقط وإنما احتلال القمة.