تحليل| "4/4/2”.. الأزمة والحل لـ"الأهلي"
"الزمالك لم يحصل على ضربة ركنية خلال الـ90 دقيقة"، هكذا تحدث حسام البدري، المدير الفني للنادي الأهلي، في المؤتمر الصحفي، بعد خسارة الفريق للسوبر أمام غريمه التقليدي الزمالك، و كأن كرة القدم تحسم بالركنيات لا المحصلة النهائية و النتائج، لا الأهداف، لا الفعالية الهجومية.
لم يشعر المدير الفني للأهلي بالخجل بعد الخسارة، و الـداء الباهت، ليخرج في المؤتمر الصحفي يتحاكي بمباراة لم يراها أحد غيره، و عن كرة هجومية في الشوط الثاني من المباراة، دارت في مخيلته، أما الواقع لم يكن كذلك على الأقل في كرة القدم.
انتظر الجمهور الأحمر مباراة الإسماعيلي، و التي أقيمت اليوم، كي يعود للفريق بريقه، و الأداء الممتع الذي طالما تمنوه، و لم يروه منذ فترة ليست بالقليلة، على المستوي الفني فالفريق يمتلك من المرونة التكتيكية ما يجعله الأفضل بين جميع منافسيه.
و يسرد "استاد مصر العربية" في هذا التقرير، التصور لطريقة 4-4-2 التي استخدمها البدري في مباراة الإسماعيلي.
بدأ البدري ولايته الثالثة مع الفريق بخطة 4-2-3-1 و التي يلعبها الفريق منذ اكثر من ثلاثة مواسم، ليلعب بها طوال الدور الأول، و ينجح في تصدر جدول الترتيب حتي نهاية الدور.
استعان البدري في مباراة السوبر بنفس فكره، الذي رجح كفته قبل التفوق، لكنه اصطدم بالإجهاد الذي ضرب اللاعبين الدوليين، و أخفق في إدارة المباراة.
بدأ البدري مع الفريق حقبة "خططية" جديدة، أمام الإسماعيلي، بخطة 4-4-2، و هي الخطة التي تتطلب بعض المقومات الفنية للاعبي الفريق، و تهمش أدوار البعض الآخر، فهل الأهلي لديه مقومات نجاح الخطة؟، الإجابة بالتأكيد نعم، و لكن تكمن الحلول في الأسماء الخارجة من حسابات البدري، لما نراه منذ بداية الموسم، فإذا أردت اللعب بطريقة 4-4-2، لعلمك المسبق بفاعليتها الهجومية، عليك أن تعرف نقاط ضعفها، و تعالجها، طبقًا لقوام الفريق، و الأسماء المتاحة به.
1- عندما تواجه فريق يلعب بثلاثي وسط "الإسماعيلي"، ستواجه مشاكل عدة في المساحة الفارغة وراء لاعبي الوسط، لذلك لابد أن يكونوا على لياقة بدنية عالية، تتيح لهم سرعة الارتداد إلى الخلف، و تغطية المساحات الفارغة بالملعب، و هو ما لم يتوافر في الثنائي حسام غالي، و حسام عاشور، نظرًا لكبر سن الثنائي، و هو ما يجعلك غير قادر على تطبيق الضغط بالشكل الأمثل، و هو ما تميز به البدري في خطته القديمة. لذلك الثنائي الأنسب لهذه الخطة بوسط الملعب، هو اللعب بعمرو السولية، و أكرم توفيق، لما يملكانه من قوة بدنية، و تنوع في الأدوار، من حيث التسديد و صناعة اللعب.
2- من أهم العلامات التي تميز الأهلي في الفترة السابقة، هو وجود عبدالله السعيد، في مركز الرقم (10)، و وجود بدائل جيدة له، أمثال صالح جمعة، و أحمد حمدي.
إذا تم تطبيق ال 4-4-2، ستهمش أدوار الثلاثي، في الفريق تمامًا، نظرًا لصعوبة مشاركاتهم على الأطراف "كأجنحة"، لافتقادهم السرعة و المهارة، و التحول من طرف الملعب إلى الداخل.
3- تعتبر خطة 4-4-2 من الخطط "غير الاستحواذية" و تتطلب مجهودًا بدنيًا وافرًا في حالتي الدفاع أو الهجوم، خاصةً مهام ظهيري الأروقة، و سرعة ارتدادهم من الحالة الدفاعية للهجومية، و العكس.
4- هناك مهام دفاعية كبيرة بعض الشئ للأجنحة، سواء في الترحيل مكان أحد لاعبي الوسط في حال تأخر ارتداده، أو معاونة الظهير في مقابلة جناح الفريق الخصم، و هذا يجعلك تختار نوعية الأجنحة المناسبة للخطة، مثل جونيور أجاي، الذي تألق في هذا المركز بأخر مباريات الدور الأول، و الوافد الجديد أحمد حمودي.
5- الثنائي الهجومي، و هو الخط الأكثر تأثيرًا في هذه الخطة، لفاعليته الكبيرة على المرمى، من خلال الضربات الرأسية، و التسديد المباشر على المرمي، لقلة دخول الأجنحة في عمق الملعب، و زيادة العرضيات، لذلك يجب أن يكون المهاجمان مختلفي الأدوار، و يمكن أن يكون أحدهما وهميًا، يتحرك بعرض الملعب، و يعود لاستلام الكرة من لاعبي الوسط، لذلك تكون لمؤمن زكريا الأفضلية في هذا المركز، و بديله سليماني كوليبالي، الذي يجيد في العمق و على الأطراف، أما المهاجم الثاني لابد أن يكون من مهاجمي الصندوق، و هو ما يفقده الأهلي بشدة بعد إصابة مروان محسن، و تدني مستوى عمرو جمال، وخروج عماد متعب من حسابات البدري، و لكن الأخير يظل أفضل اختيار، لأن الخطة ستوفر الكثير من المجهود للمهاجم صاحب الـ 33 ربيعًا. ليكون التشكيل الأمثل للفريق بخطة 4-4-2:
حراسة المرمى: شريف إكرامي
الرباعي الخلفي: علي معلول، أحمد حجازي، سعد سمير، أحمد فتحي
الوسط: جونيور أجاي، أكرم توفيق، عمرو السولية، أحمد حمودي
الهجوم: مؤمن زكريا و عماد متعب