كيف قتل "إنريكي" هوية برشلونة في ثلاث سنوات؟
أثارت الخسارة برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا سخط مشجعي برشلونة على لويس إنريكي المدير الفني للبارسا.
ولخصت صحيفة "سبورت" الإسبانية ما يعانيه جمهور البارسا بكلمة واحدة "هذا ليس برشلونة" في إشارة إلى فقدان الفريق هويته تحت قيادة إنريكي.
ونشرت مجلة "FourFourTwo" البريطانية تقريرًا يسلط الضوء على هوية برشلونة التي ظهرت في فلسفة بيب جوارديولا مع الفريق خلال الفترة التي قضاها هناك بين عامي 2008 - 2012 وما تلاها مع تيتو فلانوفا، والتغييرات التي أثرت سلبًا على النادي الكتالوني مع إنريكي.
ففي موسم 2012/2013 تحت قيادة تيتو فيلانوفا كان اللاعبين الـ7 الأكثر تمريرًا من لاعبي برشلونة طوال الـ90 دقيقة هم لاعبي وسط الملعب، حيث حطم تشافي هيردنانديز الأرقام القياسية بوصوله لتقييم 118.2 وتياجو ألكنتارا 111.9 وأندريس انييستا96.3 وجاء خلفهم الظهيرين داني ألفيس وجوردي ألبا.
لكن هذا الأمر تغير تحت قيادة لويس إنريكي، فالفريق أصبح الآن يعتمد على نقل الكرة من المدافعين مباشرة إلى المهاجمين وتحرك ميسي ونيمار إلى عمق الملعب لخلق الخطورة، مع تحرك لاعبي وسط الملعب للأمام مما قلل استحواذ لاعبي برشلونة على الكرة.
مما يعني خروج برشلونة من أفضل 10 فرق تمريرًا في الدوري الإسباني هذا الموسم.
كل هذه العوامل أدت إلى فقدان برشلونة السيطرة على الكرة وهي الميزة التي ظهرت في طريقة لعب البلوجرانا مع جوارديولا، أما مع إنريكي، فوصل معدل الاستحواذ في موسمه الأول إلى 65.3% ثم انخفض في الموسم الثاني إلى 62.9% ثم إلى 61.9% في الموسم الثالث.
كما أنّ دور ليونيل ميسي، هداف الفريق التاريخي، تغير كثيرًا مع إنريكي، فأصبح ليو أشبه بصانع ألعاب للفريق، وأضحت طريقة اللعب أقرب إلى 4-4-2 منها إلى 4-3-3، ولم تصبح مهمة ميسي الرئيسية في الثلث الأخير من الملعب كما اكنت أيام الفليسوف.
وما يبرز أكثر التحولات الكبيرة في أسلوب برشلونة هو سيرجيو بوسكيتس، فهبط معدل دقة تمريرات بوسكيتس من 93.3% وقت تولي فيلانوفا إلى 80.1% ثم 75% حتى وصل إلى 71.5% مع لويس إنريكي.
وربما يظهر الأمر بو ضح أكبر، حينما تعقد مقارنة بين أسلوب لعب برشلونة في 2013 ضد إسبانيول في الديربي الكتالوني، وطريقة لعب الفريق ذاته في 2016.
في 2013 كان داني ألفيس الأكثر تمريرًا بواقع 15 تمريرة وتلاه بوسكتس بـ9 تمريرات ثم تشافي وتياجو بـ7 تمريرات في حين 6 تمريرات فقط من 71 ذهبت لكارلوس بويول
في 2016 جاءت تمريرات برشلونة الـ72 على النحو الآتي 24 لخافيير ماسكيرانو، و12 لسيرجي روبرتو، و11 لتيرشتيجن، ثم 9 لسواريز وفي المركز الخامس أندريس إنيستا وحصل على الكرة 5 مرات فقط
الآن خرج بوسكتس من المعادلة، فبينما كان في الماضي جزء مهم من طريقة لعب برشلونة من أجل الخروج بالكرة من الخلف، وينزل بالكرة إلى أسفل الملعب للتخلص من الضغط واللعب من اللمسة الأولى لإختراق دفاعات المنافسين، أضحى الآن سبب خسارة البارسا بصورة كبيرة.
فمع إنريكي أصبحت برشلونة لديها مشكلة مع الفرق التي تعتمد على الضغط العالي، فخسرت 4-3 من سيلتا فيجو و 3-1 من مانشستر سيتي و2-1 من إشبيلية، و 1-1 مع ريال سوسيداد لأن هذه الفرق استطاعت اغلاق المساحات بشكل جيد من الخلف، وبسبب كسر الرابط الذي كان يمثله بوسكتس بين خطي الدفاع والهجوم أصبحت برشلونة تعاني من تحريك الكرة من الخلف للأمام، لذا يضطر لاعبي برشلونة لإرجاع الكرة لبيكيه والتمريرات القصيرة بين بيكيه وأومتيتي او ارسال الكرة الطولية إلى عمق الملعب لميسي ونيمار
وبناءً على كل ذلك، فإنّ أزمة برشلونة ليست في خسارة مباراة أو حتى الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، ولكن المشكلة الحقيقية في تغير هُوية النادي الكتالوني.
فحينما رفضت يوهان كرويف، أسطورة البارسا الراحل، التوقيع مع جوزيه مورينيو في 2008 وطلب من الإدارة وقتها بضرورة استقدام بيب جوارديولا رغم قلة خبرته وقتها لم يكن بسبب سوء مورينيو أو فشله التدريبي ولكن بسبب ابتعاده عن فلسفة برشلونة.
فهل يبقي النادي الكتالوني على إنريكي رغم قتله لهوية الفريق في حال نجح في الفوز بخماسية نظيفة وتجاوز عقبة باريس سان جيرمان، أم يبحث النادي عن مجدد لفلسفته في الموسم المقبل؟