سانشيز وفينجر.. مشهد متكرر مع اختلاف الوجوه
"الفريق لا يتوقف على لاعب واحد فقط، فسبق ولعبنا مباريات عديدة بمشاركة سانشيز وخسرنا وهذا طبيعي".
كعادته كانت إجابات الفرنسي أرسين فينجر، المدير الفني لارسنال، تحمل رسائل مبطنة بعد التقارير التي أشارت إلى الأزمة بينه وبين المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز عقب جلوس الأول على مقاعد البدلاء في مواجهة ليفربول.
الصحافة البريطانية تتحدث منذ فترة كبيرة عن رغبة التشيلي في الرحيل عن ملعب "الإمارات" بسبب رفض الإدارة لمطالبه المادية من أجل تجديد تعاقده الذي ينتهي في الموسم المقبل، إضافة لفشل الفريق في المنافسة على البطولات.
واشتعلت الأمور مجددا بجلوس سانشيز على مقاعد البدلاء أمام الريدز السبت الماضي، والتي انتهت بالخسارة 3-1، إذ شارك سانشيز في الشوط الثاني وصنع هدف فريقه الوحيد، لتُثار التكهنات مرة أخرى.
وبرر فينجر قراره عقب المباراة قائلا: "التفكير كان في أننا نحتاج أن نكون مباشرين أكثر، وكنت أحتاج لاعبين أقوياء في ألعاب الهواء؛ لأننا قررنا أن نكون مباشرين".
وأضاف المدرب الفرنسي: "بعدها دفعت به لأني رأيت أن الشوط الثاني سيكون أسهل للمهاجمين، لا أنكر أن سانشيز لاعب عظيم، أنا من اشتريته وأشركته أساسيًا دائما، وأظن أنه تطور معنا جيدًا ".
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن العلاقة توترت أيضًا بين سانشيز وزملائه، بعد رد فعله، عقب الخسارة بخماسية من فريق بايرن ميونخ في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضحك اللاعب التشيلي، وهو على دكة البدلاء بعد تلقي الجانرز الهدف الأول من ليفربول، تفيد باقتراب اللاعب من الرحيل، كما أوضحت أن فينجر تحدث مع سانشيز سرًا، للوقوف على موقفه مع النادي، لكن كلمات المدرب الفرنسي لم يكن لها تأثير على اللاعب.
وحاول مدرب المدفعجية تلطيف الأمور خلال المؤتمر الصحفي لمواجهة بايرن ميونخ غدا الثلاثاء، وقال: "لا أعلم إن كان سيبدأ سانشيز مباراة بايرن أم لا، ولكن هذا لا يمنع أن علاقتي باللاعب قوية للغاية ولم يحدث أي خلاف بينه وبين اللاعبين، وكل هذه الأخبار التي تغلف صفحات الجرائد البريطانية لا أساس لها من الصحة".
وهو ما سار على نهجه أيضا سانشيز، إذ قال اليوم الثلاثاء عبر حسابه على (إنستجرام): "المقاتل الحقيقي لا يقاتل لأنه يكره الشخص الذي أمامه وإنما لأن هناك أشخاص يحبوه من خلفه، هيا ارسنال، الفشل الوحيد في عدم القتال".
وتعيد واقعة الخلاف بين فينجر وسانشيز إلى أذهان الأزمة التي نشبت أيضًا بين الإسباني سيسك فابريجاس ومدربه مع رغبة الأول في الرحيل إلى صفوف برشلونة.
وبدأ أرسين أيضا تلك الأزمة بتصريحات تطمئن جماهير ناديه عام 2010، وقال حينها: "لا تقولوا كلام لا فائدة منه عن رحيل سيسك لبرشلونة، لا يسعدني أن اقرأ كل يوم هذه الكلمات، سيسك هو قائدنا ونريد أن نبقي عليه ولهذا لا نسمع للعروض القادمة.
وبعدها بعام رحل فابريجاس إلى صفوف الفريق الكتالوني، ليرد فينجر بعدها بأعوام عند انتقال الإسباني إلى تشيلسي: "لم أندم على ترك فابريجاس ابدًا، ندمي الوحيد كان لرحيله عنا"، ولكنه تراجع بعدها بعام أيضا قائلا: "أشعر بالأسف على مغادرة فابريجاس".
ولم يكن فابريجاس هو اللاعب الوحيد الذي فضل مغادرة الجانرز بسبب الفشل في الحصول على بطولات كبرى، فقد سبقه أشلي كول متجها إلى تشيلسي، ورحل معه جايل كليشي نحو مانشستر سيتي، ثم سار بكاري سانيا على خطاه بانتقاله إلى النادي السماوي.
فهل نرى مشهدا متكررا مرة أخرى برحيل اللاعب التشيلي؟