سيرجي روبرتو| أحدث أعضاء نادي أساطير برشلونة
على الرغم من صغر سنه، 25 عاما فقط، إلا أنه إذا قرر الاعتزال غدًا سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة جميع عشاق برشلونة كأحدث الأعضاء المنضمين لنادي أساطير البلاوجرانا.
سجل سيرجي ربورتو اسمه بأحرف من نور في تاريخ النادي الكتالوني بعدما سجل هدفا قاتلا قاد به الفريق لتحقيق انتفاضة وصفها الجميع بـ"الإعجازية" والمرور إلى الدور ربع النهائي بدوري الأبطال باكتساح باريس سان جيرمان الفرنسي بسداسية مقابل واحد.
وأقر اللاعب نفسه في تصريحات عقب مباراة الأمس التي لن ينساها أبدا ملعب (الكامب نو) "ارتميت بجسدي كله ناحية الكرة".
ووضع سيرجي اسمه إلى جانب العديد من الأسماء ذات الثقل في نادي أساطسير البلاوجرانا مثل: رافائيل زوفيريا 'توريتو' وأنخل 'بيتشي' ألونسو ورونالد كومان وخوان أنطونيو بيتزي وجوليانو بيليتي وأندريس إنييستا، وجميعهم سبقوا اللاعب الشاب في منح الفريق ليال أسطورية كالتي حدثت بالأمس.
زوفيريا كان أول من سجل عضويته في نادي الأساطير وتحديدا في أول نوفمبرعام 1978 في إياب ثمن نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عندما استقبل البرسا حامل لقب البطولة حينها، أندرلخت البلجيكي وهدفه تحقيق المستحيل وهو تعويض خسارة الذهاب في بلجيكا بثلاثية نظيفة.
وكان "الكامب نو" شاهدا على أول انتفاضة في تاريخ البلاوجرانا في هذه المباراة عندما قطع المدافع الأرجنتيني الكرة من منتصف الملعب وركض بها ما يقرب من 40 م حت سجل هدفا مذهلا امتد به اللقاء لشوطين إضافيين، قبل أن تقول ركلات الترجيح كلمتها وتمنح الفريق بطاقة العبور للدور التالي قبل أن يكلل المشوار في النهاية برفع أول كأس أوروبية على حساب فورتونا دوسلدورف الألماني بنتيجة (4-3) في النهائي الكبير بمدينة بازل السويسرية.
ليلة تاريخية أخرى عاشها ملعب "الكامب نو" وكان بطلها هذه المرة هو المهاجم ألونسو بيتشي الذي سجل ثلاثية "هاتريك" عوضت خسارة ذهاب نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية موسم (1985-86) أمام جوتبرج السويدي بثلاثية نظيفة.
ومجددا ابتسمت ركلات الترجيح لبرشلونة ليعبر للدور النهائي قبل أن تدير ظهرها هذه المرة له في النهائي أمام ستيوا بوخارست الروماني.
كما يتذكر التاريخ أيضا اسم خوسيه ماريا باكيرو الذي كان له الفضل في تتويج الفريق الكتالوني بأول لقب في دوري الأبطال عندما ارتقى فوق الجميع وحول الكرة برأسه في شباك كايزر سلاوترن الألماني منح به الفريق بطاقة العبور لربع نهائي البطولة موسم (1991-92).
وكان الفريق الكتالوني قد فاز في مباراة الذهاب على ملعب الكامب نو بثنائية نظيفة، قبل أن يتأخر بثلاثة أهداف في مباراة الإياب بألمانيا، حتى الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء عندما ارتقى باكيرو فوق الجميع وأسكن الكرة الشباك مانحا فريقه التأهل.
ولولا "معجزة" باكيرو تلك، التي أعادت الفريق للبطولة قبل أن يتوج باللقب في النهاية، لم يكن أحد ليتذكر "فريق الأحلام" الكتالوني تحت قيادة الهولندي الراحل الطائر يوهان كرويف الذي أبهر الجميع بأسلوب لعبه آنذاك وأدخل مفهوم الكرة الحديثة على اللعبة.
وتواصلت ملحمة هذا الجيل بعدها بستة أشهر، تحديدا في 20 مايو عام 1992 ، عندما سجل الهولندي رونالد كومان هدفه الشهير من تسديدة بعيدة المدى في شباك سامبدوريا الإيطالي في الشوط الإضافي خلال المباراة النهائية.
وكان يوم 12 مارس عام 1997 أحد أكبر الليالي المذهلة التي كان ملعب "الكامب نو" على موعد معها في ربع نهائي كأس الملك أمام أتلتيكو مدريد.
وفي تلك المباراة، فاجأ الفريق المدريدي الجميع وتقدم في النتيجة بثلاثية نظيفة قبل الاستراحة، قبل أن تنقلب الصورة تماما في الشوط الثاني.
وأمطر البلاوجرانا حينها شباك الأتلتي بخمسة أهداف في غضون 37 دقيقة، كان آخرها هدف خوان أنطونيو بيتزي قبل النهاية بثمان دقائق، لتصبح النتيجة (5-4) لصالح برشلونة، ثم واصل الفريق الكتالوني مسيرته في البطولة ويتوج باللقب على حساب ريال بيتيس بنتيجة (3-2) في قلب ملعب "سانتياجو برنابيو" معقل الغريم التقليدي ريال مدريد.
وبالعودة لدوري الأبطال، يتذكر تاريخ الفريق الكتالوني الحديث اسمين ساهما بشكل أو بآخر في اعتلاء البلاوجرانا منصات التتويج في البطولة الأعرق داخل القارة العجوز وهما: البرازيلي جوليانو بيليتي والقائد الحالي أندريس إنييستا.
ومنح المدافع البرازيلي برشلونة لقبه الثاني في "التشامبيونز" بعدما سجل هدف الفوز قبل نهاية اللقاء بتسع دقائق في نهائي البطولة موسم (2005-06) الذي احتضنه ملعب "سان دوني" أمام أرسنال الإنجليزي وكانت النتيجة حينها تشير إلى التعادل بهدف في كل شبكة.
أما إنييستا فسيكون مجرد ذكر اسمه بمثابة ذكرى سيئة لجماهير تشيلسي بعدما سجل هدف تأهل فريقه لنهائي دوري الأبطال موسم (2008-09) بعدما كانت النتيجة تشير لتقدم الفريق اللندني بهدف نظيف أمام جماهيره على ملعب "ستامفورد بريدج" قبل أن يقلب "الرسام" الطاولة عليهم ويسجل هدفا قاتلا في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
وكانت مباراة الذهاب على ملعب "الكامب نو" قد انتهت بالتعادل السلبي ليبلغ الفريق النهائي بأفضلية الهدف خارج الأرض.
وفي النهائي، تواصلت مسيرة تفوق الكتالونيين على الفرق الإنجليزية بالتتويج باللقب الثالث في البطولة على حساب مانشستر يونايتد بفضل ثنائية المهاجم الكاميروني صامويل إيتو والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وجاء سيرجي روبرتو لينضم بالأمس لنادي أساطير "الانتفاضات" الكتالونية المذهلة، ويظل يوم 8 مارس/آذار عام 2017 عالقا في أذهان الجميع للأبد.