القصة الكاملة| «التوريث» يفرض نفسه على القلعة البيضاء
بين ثنايا الصفحات، وُجدت المعرفة، بين السطور كانت هناك دومًا الحقيقة، وما بين هنا وهناك روت تلك الصفحات قصةً تعددت أطرافها وكثرت روايتُها، ولكن تاهت الصورة الواضحة المعلقة على جدرانها.
وفي متعة البحث عن التفاصيل، وربط الخيوط المتناثرة في كل حدب وصوب، كنا هنا من أجل تقديم "القصة الكاملة" بكل ما تحمله من أحداث وردود أفعال ونتائج.
"ستاد مصر العربية" يصحبكم في سلسلة تقارير "القصة الكاملة"، التي يبدأ أولى حلقاتها بقصة "توريث الأبيض"..
غالبًا الأشياء الثمينة فقط هي التي تُورث، لما فيها من النفع للوارث خلفًا للموروث عنه، وإلا فلو كان الشيء الموروث عديم القيمة لرأينا الجميع يزهد في امتلاكه.
"التوريث" في الرياضة ليس بالأمر الغريب، فمعظم الموهوبين يورِّثون أبنائهم حب الرياضة التي يمارسونها، كما تلعب الجينات دورًا في تطابق الموهبة، مثلما الحال في نجم الزمالك حازم إمام، الذي أخذ عشق الساحرة المستديرة، عن والده حمادة إمام، وهذا توريث محمود، كان سببًا في إدخال السعادة لقلوب عشاق الفارس الأبيض، أما أن يورث حكم نادي ويكأنه ضمن مقتنيات شخصية، فهذا ما يحتاج إلى البحث والتنقيب للوقوف على حقيقة الأمر.
مرتضى منصور: أحمد ابنى قريب من رئاسة نادي الزمالك
في آخر تصريحات للمستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك الحالي، أعلن إلغاؤه بند الـ8 سنوات كحد أقصى من لائحة القلعة البيضاء، بموافقة أغلبية أعضاء الجمعية العمومية، مشيرًا إلى أنه لن يتم العمل بهذا البند إلا مع صدور قانون الرياضة الجديد.
وذكر مرتضى أنه يرى أن نجله أحمد مرتضى هو الأقرب لرئاسة النادي مستقبلًا، باعتباره الأكثر إخلاصًا للزمالك، مع احتمالية وجود أمير مرتضى ضمن قائمة أعضاء المجلس، مع التأكيد أن كل ذلك سيتم بقرار الجمعية العمومية للنادي.
وفي تصريح آخر، قال مرتضى: "شرف لأي نادي أن يتولى رئاسته أحمد مرتضى"، ولم يكن التصريح السابق الذي جاء في حواره الأخير مع الإعلامي سيف زاهر، هو الأول من نوعه، فلو عدنا للوراء نجد تصريح مماثل عقب فوز المستشار ونجله في الانتخابات الأخيرة".
ورد "منصور" وقتها، عبر تصريحات تلفزيونية، على من يتهمونه بمخطط التوريث، بقوله: "هذا شرف لنادي الزمالك أن يتولى أحمد مرتضى رئاسته، وكذلك أمير، فأحمد حصد أصوات أكثر مني في الانتخابات، ويحظى بحب الجمعية العمومية".
فيديو| جماهير الزمالك ترد على رغبة مرتضى
التوريث..متغلغل داخل القلعة البيضاء
يضم المجلس الحالي للزمالك أحمد مرتضى، والمستشار أحمد جلال إبراهيم، نائب الرئيس، ونجل جلال إبراهيم، رئيس الزمالك السابق، ورحاب أبو رجيلة، عضو المجلس، ونجل محمود أبو رجيلة، نجم الزمالك السابق، وشريف منير حسن، عضو المجلس، ونجل منير حسن، عضو مجلس الزمالك السابق، ونفس الأمر بالنسبة لمصطفى سيف العماري، ووالده سيف العماري.
وسبق أن دلل المستشار بهذه الأمثلة في دحض شبهة مخطط التوريث، قائلًا: "أعضاء مجلس الإدارة الحاليين وارثين العضوية عن آبائهم"، معتبرًا أن هذا يصب في مصلحة النادي، بداعي أنهم الأكثر حرصًا على مصلحة الزمالك، والأكثر عشقًا لكيانه.
التهيئة للحكم
إذا كان التوريث مخططًا يدور في ذهن مرتضى، فهو لا يحتاج الإفصاح عنه، فقط مواقفه كافية لإثبات أن هناك ثمة مخطط محكم قيد التنفيذ.
ويبدو أن مرتضى يعد أحمد ابنه، كرؤساء الدول، حين يسندون الحقائب الوزارية لأبنائهم، من أجل صقل خبراتهم بالعمل القيادي، فنرى "منصور" تارة يدعم ابنه حتى يحصل على عضوية مجلس إدارة الزمالك، وأخرى يدفع به في خضم العمل السياسي، كعضو مجلس نواب.
هذا بخلاف إسناده منصب المشرف العام على الكرة بالنادي، وسفره الإمارات كرئيسًا لبعثة الزمالك، التي عادت بلقب كأس السوبر المصري، وخروج رئيس النادي بعدها يشيد بإنجاز نجله كأصغر رئيس بعثة يحوز بطولة في تاريخ النادي.
أمير يرد: "التوريث موجود في كل حتة"
أبدى أحمد مرتضى منصور، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، استيائه من ترديد وجود توريث داخل نادي الزمالك، مضيفًا في تصريحات لبرنامج "بالورق والقلم": "لو بنتكلم عن التوريث فموجود، وفي عضو مجلس إدارة الإسماعيلي ابن رئيس النادي، وفي النادي الأهلي شقيق العامري فاروق العضو السابق موجود في مجلس الإدارة".
وتابع يقول: "لا أنا ولا عشرة زيي يقدروا يعملوا ربع اللى بيعمله مرتضى منصور مع نادي الزمالك".
من شابه أباه فما ظلم
الإدارة في أي مؤسسة تحتاج لتغيير جزئي أو كلي من آنِ لآخر، لعلاج الخلل الذي غاب عن أعين الإدارات القديمة، وهذه فكرة الدورات الانتخابية، التي تفرض التغيير وفق رغبة الجمعية العمومية.
ولكن في حالة نجاح مخطط التوريث في الزمالك كما يطلق عليه البعض، بانتقال لواء رئاسة المجلس من مرتضى لأحمد نجله، فهذا مجرد تغيير صوري، فالمستشار نجح في تشكيل ابنه على نحو يجعل منه نسخة مصغرة منه، ولا عيب في ذلك، فكل أب يريد ابنه صورة طبق الأصل منه، ولكن ليس كل أب يريد ابنه في نفس وظيفته، ليشغل نفس منصبه، في نادي ليس ملكية خاصة.
وأمارات الشبه بين منصور الأب (الرئيس) ومنصور الابن (العضو الحالي) كثيرة، فكلاهما يخوض المعارك الانتخابية والإعلامية بحدة، وتثار حفيظتهما في أقل من الوقت الذي يأخذه عود الثقاب لكي يشتعل ويحرق كل ما يقابله، لدرجة أن قبة البرلمان لم تمنعهما من ممارسة هذا الطقس.
زوجة أحمد: "هيمسك رئاسة الزمالك..وأنكل مرتضى هيبقى رئيس الجمهورية"
ولم تنف "إيمان" أحمد مرتضى الحقيقة، التي فرضت نفسها على فصول القصة التي رويناها، فصرحت في حديث لها برغبتها أن ترى زوجها رئيسًا لنادي الزمالك خلفًا لوالده.
وقالت "إيمان": "أنكل مرتضى مربي ولاده كويس جدًا ..وولاده طالعين محترمين ومتربيين زيادة لأنه عرف يربي.. وأكيد أحمد مش هيترشح للرئاسة غير لما أنكل مايترشحش".