بعد تهديدات التصعيد «دوليًا»
أزمة مصر مع «كاف»| هل تفوز أثيوبيا بالمقر؟.. «القصة الكاملة»
«كاف سيدافع بشراسة عن موقفه، وحقوقه وسمعته باستخدام كل الوسائل المتاحة في القانون الدولي».. جملة خطيرة تضمنها البيان الرسمي الصادر عن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، مساء الأحد، والذي حمل أيضًا تهديدًا ضمنيًا بنقل مقره من مصر عقب قرار إحالة مسؤوليه للنيابة العامة في القاهرة استنادًا إلى بلاغ من قبل جهاز حماية المنافسة.
ويرصد "ستاد مصر العربية" في هذا التقرير «القصة الكاملة» للأزمة منذ بدايتها وحتى بيان التصعيد الصادر قبل أيام قليلة من الجمعية العمومية لـ"كاف" والتي تستضيفها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا منتصف مارس الجاري.
عرض المليار وبداية الأزمة
ترجع بدايات الأزمة إلى إعلان شركة "برزنتيشن" التقدم بعرض رسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" للحصول على حقوق بث الأحداث التي ينظمها ومن بينها نهائيات كأس الأمم الأفريقية ودوري الأبطال والكونفدرالية.
وأصدرت "برزنتيشن" بيانًا رسميًا في 28 سبتمبر من العام الماضي 2016 تؤكد فيها تقدمها بعرض مبدئي للحصول على حقوق بث بطولات الـ"كاف" مقابل 600 مليون دولار، ورفعت العرض إلى 750 مليون دولار، ثم مليار دولار، وانتهت بمليار و200 مليون دولار.
كان "كاف" قد أتم الاتفاق مع وكالة "لاجاردير سبورتس" الفرنسية لحصولها على حق تسويق بث بطولات الاتحاد الأفريقي مقابل مليار دولار ولمدة 12 عامًا مُقبلة.
وأعلن "كاف" توقيع عقوده مع شركة "لاجاردير سبورتس" في القاهرة لتبدأ فصول الأزمة الحقيقية.
ظهور «حماية المنافسة» وإحالة حياتو إلى النيابة العامة
في الرابع من يناير من العام الحالي 2017، ظهر جهاز حماية المنافسة فجأة وأصدر بيانه متضمنًا بلاغًا ضد الكاميروني عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، إلى النائب العام.
وجاء في نص البيان: "أن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) ومقره القاهرة أعطى شركة لاجاردير حق البث "لفترة 12 عاما بدءا من 2017 وحتى 2028.
تجدر الإشارة إلى أن الكاف كان قد منح شركة لاجاردير سبورتس الحق ذاته عام 2008 حتى عام 2016 لتستحوذ على هذا الحق لفترتين متصلتين ولمدة 20 عامًا.
ولم يقتصر الأمر على هذا فقط لكنه شمل أيضا البث الأرضي والفضائي عبر التلفزيون والبث عبر الإنترنت، وليس فقط على نطاق مصر وإفريقيا ولكن على نطاق العالم كله".
"كاف" يرد في بيان رسمي
في اليوم التالي لقرار إحالة حياتو إلى النيابة العامة أصدر "كاف" بيانًا رسميًا للرد على الأمر ونفى التهم المنسوبة إلى رئيسه.
وجاء في نص البيان: " معلومات غير صحيحة تم نشرها في الصحافة المصرية بداية من الأمس وانتشرت بشكل واسع عبر العالم، كان منها احالة رئيس الاتحاد الافريقي للنائب العام المصري بتهمة الفساد.
التوصية المذكورة جاءت عن طريق جهاز حماية المنافسة المصري، وهو الذي اتهم الكاف بخرق قواعد المنافسة في مصر، بشأن إجراءات توزيع الحقوق التجاري لبعض البطولات في الفترة بين 2017-2028.
يجب أن يتم الانتباه لما يلي، أن الخطاب الذي وصل للكاف من قبل جهاز حماية المنافسة المصري لم يذكر أي شيء عن ملاحقة رئيس الاتحاد الافريقي باتهامات الفساد أو أي اتهامات آخرى.
الاتحاد يتذكر جيدًا أن اللجنة التنفيذية بعد تقييم العروض المقدمة وتحت إلتزام شديد ببنود العقود، أتفقوا على تجديد تعاقد لاجاردير سبور لدورة 2017/2028، وتم هذا في يونيو 2015، والعقد يضمن زيادة واضحة في الموارد للكرة الافريقية تساعد في تطويرتها حول القارة.
الاتحاد الافريقي يأمل في توضيح أن لاجاردير سبور لا يخالف أي قانون محلي أو دولي كما ذكرت الأراء القانونية التي تناولت ذلك الأمر، فالتسويق بهذه الطريقة لحقوق المواد السمعية والبصرية لا تنطبق على بطولات الاتحاد الافريقي فقط، لكنها تمتد بشكل واسع عالميًا، في بطولات عديدة، حتى للاتحاد الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فلا يتم تسويق تلك الحقوق في الدول بشكل منفرد، هذا حتى يحدث في معظم البطولات الأوروبية.
الكاف أدار الكرة الافريقية على مدار 60 عامًا بشكل مستقل وبدون مساعدات، وألزم نفسه بالتعاون مع كل الجهات المعنية ملتزمًا بلوائحها وقوانينها وإلتزاماتها التشريعية داخل وخارج القارة الافريقية".
بيان التهديد والوعيد
وتشهد الأزمة فصلاً جديدًا أكثر حدة وسخونة اليوم ببيان "كاف" والذي يتضمن تهديدًا باللجوء إلى المحاكم الدولية للدفاع عن حقوقه وسمعته عقب قرار إحالة مسؤوليه إلى القضاء في مصر.
وأوضح "كاف" في بيانه أن عرض "برزنتيشن" جاء متأخرًا لأكثر من 15 شهرًا، ولم يرتق إلى المستوى المطلوب فنيًا وماليًا حين قال: "الاتهامات المقدمة للإعلام من قبل هيئة المنافسة المصرية والنائب العام، من خلال الظهور في البرامج الحوارية وإصدار بيانات صحفية، تناقض الحقائق الواضحة والمذكورة فيما بعد، من المقترح أن شركة تدعى وكالة برزنتيشن للإعلان تقدمت بعرض أكبر لـCAF وقت المفاوضات.. لتفادي أي شك، العرض المقدم من برزنتيشن تم تقديمه في سبتمبر 2016، بعد 15 شهراً من توقيع التعاقد، وكان مادياً وبشكل كبير أقل من الإشتراطات المالية والفنية والتنفيذية والاشتراطات الأخرى المتوقعة والمطلوبة للاتفاقات من هذه النوعية في صناعة الإعلام الرياضي".
وأردف: "الأهم وبالإضافة للنقاط السابقة، عرض برزنتيشن المتأخر كان لطلب حقوق التسويق والإعلام التي يملكها CAF، والتي ليست للبيع مطلقاً وسيكون حمل حقوق الوكالة هذه من قبل برزنتيشن خرقاً وانتهاكاً للمواد الخاصة بالجمعية. مثلما هو محدد بوضوح من قبل هيئة المنافسة المصرية في الماضي بواحد من تقاريرها العامة، الاتفاق بين CAF ولاجاردير سبورتس هو اتفاق وكالة وليس اتفاق بيع، لكن الحملة الإعلامية الأخيرة لهيئة المنافسة المصرية تقدم الإدعاءات على أساس أن الاتفاق كان اتفاقاً للبيع".
هل تخسر مصر وتفوز أثيوبيا بمقر "كاف"؟
تنطلق فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي يوم 16 مارس الحالي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتشهد إجراء انتخابات جديدة لـلـ"كاف".
وحمل بيان "كاف" اليوم تهديدًا ضمنيًا بنقل المقر حين قال: "بالنظر لهذه الحقائق، يبدو جلياً وبوضوح أن هذا شكل من أشكال التدخل في التفاوض على العقود التجارية العامة في مصر تحت ستار من انتهاك قانون حقوق المنافسة المحلية الذي لا أساس له، والذي يضع معايير مثيرة للقلق بشدة وغير مسبوقة ليس فقط لكرة القدم في مصر، ولكن للعمل في مصر وللرياضة والعمل في أفريقيا. توقيت حملة هيئة المنافسة المصرية الإعلامية يؤكد أيضاً محاولتها عرقلة وتقويض CAF في وقت انتخاباته الرئاسية. حتى يكون الأمر واضحاً تماماً، يؤكد CAF بشكل قاطع أن كل الإدعاءات ضده لا أساس لها، وأنه سيقابلها بكل قوة".
وترددت أنباء قوية عن إمكانية وضع بند للتصويت على نقل مقر الـ"كاف" من القاهرة إلى أديس أبابا من خلال ما يستجد في جدول الأعمال بسبب الأزمة التي سردنا تفاصيلها في هذا التقرير.
فهل تفوز أديس أبابا بمقر الـ"كاف" وتخسر مصر ود عيسى حايتو وتفقد ريادتها التاريخية واستئثارها بالمقر؟