كيف تحول مورينيو من «الاستثنائي» إلى «الهادئ»؟

كتب: لؤي هشام

فى: ستاد مصر العربية

19:30 20 مارس 2017

"مورينيو الإنسان يحاول أن يكون عكس مورينيو المدرب، يحاول إيجاد أي طريقة للابتعاد عن كرة القدم، وأن يكون حكيمًا وهادئًا.. تحولت من الرجل الاستثنائي للرجل الهادئ".

 

هكذا وصف البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لمانشستر يونايتد، شخصيته في الوقت الحالي، والتي باتت أكثر هدوءً عما كانت من قبل، بحسب تأكيد المدرب نفسه.

 

عندما أعلن الشياطين الحمر تعاقدهم مع مورينيو قبل بداية الموسم الجاري، أبدى عدد كبير من الجماهير ونجوم النادي السابقين تخوفهم من طريقة إدارة "سبيشال وان" للأمور.

 

فالمدرب، الذي حقق لقبي دوري أبطال أوروبا رفقة بورتو وإنتر، لم يرحل عن تشيلسي بالطريقة المثلى، وترك البلوز وسط الكثير من الصراعات سواء مع الإدارة أو اللاعبين.

 

 

قبل الرحيل عن النادي اللندني دخل مورينيو في العديد من الصراعات -كعادته- مع لاعبي الفريق، وأبرزهم إدين هازارد، متهما إياهم بالخيانة، كما سبقها بشجار شهير مع الطبيبة إيفا كارنييرو.

 

كل هذه المؤشرات إضافة إلى الوقائع السابقة في فترته مع ريال مدريد والتي كان فيها الصراع على أشده سواء مع المنافسين -الخصم الأزلي برشلونة- أو حتى اللاعبين مثل إيكر كاسياس وسيرجيو راموس وكريستيانو رونالدو، جعلت البعض ينتقد قرار إدارة المانيو، ومن قبلهم السير أليكس فيرجسون، الرجل الذي دعم مورينيو في هذه المهمة.

 

"أظن أن المدرب تأقلم مع عادات الفريق، لقد اعترف بهذا بنفسه. هذا نجاح لمورينيو بالطبع، عليك أن تلعب بقوة اللاعبين الذين تمتلكهم، ولكن في خلفيته هو يمتلك فلسفة يرغب في تحقيقها". مايكل كاريك

 

ولكن مورينيو أثبت للجميع أن شخصيته تغيرت كثيرا سواء كان هذا التغير للتأقلم مع شخصية نادي بحجم مانشستر يونايتد، أو لأنه نضج بالفعل، إذ قال: "كان علي إيجاد طريقة للنضوج، الآن أشعر بأنني جيد تجاه شخصيتي، ونضجت وأصبحت أكثر هدوئًا".


وأوضح: "الفوز لم يعد يمثل الجنة بالنسبة لي، والخسارة لم تعني لي الجحيم، وقادر على نقل الهدوء للاعبين ومن يعملون معي. ما زلت أتمتع بنفس الطموحات التي أمتلكها في السابق، ونفس الاحترافية، ولكنني أسيطر على مشاعري الآن ".

 


وتأكدت هذه الظنون بعدما أظهر مورينيو رد فعل مغاير لعادته عندما شن الإيطالي أنطونيو كونتي، المدير الفني لتشيلسي هجوما حادا عليه قبل المباراة الفريقين بكأس الاتحاد بأيام.

 

وقال الإيطالي وقتها: "الألعاب الذهنية لا تجعلك تفوز، التصريحات لا تجعلك تفوز، فقط العمل الشاق. لا أهتم بهذا الأمر، عليك أن تكون جاهزا تماما للمباراة لأن الملعب هو من يتحدث، هذا هو ما أهتم به".

 

ورد مورينيو على هذه التصريحات بهدوء مؤكدا أن فترة الراحة الكبيرة التي حصل عليها لاعبو تشيلسي منحتهم أفضلية على المنافسين، ولم ينس في الوقت ذاته الإشادة بمجهود كونتي مع الفريق، ولكنه أشار إلى تشابه أسلوب لعب الإيطالي مع أسلوبه.

 

وتواصل حفاظ مورينيو على هدوئه، ولكن في تلك المرة أمام الحكام -على عكس المتوقع- إذ أطلق تصريحات متوازنة بعد طرد أندير هيريرا أمام البلوز بكأس الاتحاد.

 

 

وحاول تهدئة الأمور قائلا: "صافحت الحكام بعد المباراة وهنأتهم، لم يكن هناك حاجة للحديث. مايكل أوليفر احتسب 3 ركلات جزاء على فريقي، وحالة طرد فقط في 4 مباريات، ولكن لا يمكنني تغيير ذلك".

 

وكذلك أبدى رد فعل هادئ على هجوم جماهير تشيلسي عليه في تلك المباراة، وقال: "يمكنهم قول ما يريدون، أنا شخص محترف وأدافع عن ألوان فريقي الحالي، وحتى يأتي مدرب آخر ويستطيع الفوز بـ4 ألقاب دوري مع تشيلسي، سأكون رقم واحد".

 

وأظهر المدرب البرتغالي وجها آخر ولكنه شرس هذه المرة، دفاعا عن لاعبه بول بوجبا، بعد الانتقادات التي تعرض لها الأخير؛ بسبب تراجع مستواه.

 

 

وقال: "ليس ذنب بول أنه يتقاضى عشرة أضعاف الأجر الذي كان يتقاضاه لاعبون سابقون. ليس خطأه أن هناك محللين يعانون من مشاكل حياتيه ويحتاجون للمال من أجل العيش. أفضل ما فيه هو شخصيته: هو لا يكترث تماما بطريقة تفكير الآخرين فيه".

 

 

اعلان