في عيد ميلاده
3 مدربين صنعوا موهبة ساديو ماني.. «أن تؤمن وتتطور»
"أي فريق في العالم قد يفتقد ساديو ماني، أنت تحتاج للاعب دائما ما يسجل في نهاية تحركاته، ساديو لاعب رائع".
هكذا أعرب الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، عن إعجابه الكبيرة بقدرات وأهمية لاعبه السنغالي، الذي يحتفل اليوم الإثنين بعيد ميلاده الـ25.
تألق ماني خلال هذا الموسم وخلال 29 مباراة نجح في المساهمة بـ21 هدفا (سجل 13 وصنع 8)، ليقود فريقه للعديد من الانتصارات برفقة الثنائي البرازيلي روبرت فيرمينو وفيليب كوتينيو.
وظهر تأثير ماني الكبير على الريدز، في المباريات التي غاب عنها، إذ لم يشارك في 5 مباريات هذا الموسم (3 مباريات للإصابة - ومبارتين للمشاركة مع السنغال في كأس الأمم)، خسر ليفربول خلالهم مبارتين، وتعادل في مثلهما، وحققوا انتصار وحيد.
ومن المتوقع أن يواجه فريق مقاطعة ميرسيسايد معاناة أكبر خلال المباريات المقبلة، إذ سيغيب ماني حتى نهاية الموسم؛ بسبب إصابته في الركبة.
كانت بداية ماني الاحترافي عام 2011 مع فريق ميتز الفرنسي، وهو في عمر الـ20 عاما، وكان الفريق الفرنسي قد هبط لتوه إلى دوري الدرجة الثالثة، ولكن تألقه دفع المدرب الألماني روجير شميدت للتعاقد معه وضمه إلى فريق "ريد بول سالزبورج" النمساوي.
كان لمدرب باير ليفركوزن السابق، تأثيره الأكبر على الموهبة السنغالية، وهو ما يؤكده الأخير، إذ قال: "شميدت كان له تأثيره الكبير للغاية على مسيرتي، شكرا لأنه آمن بي وساعدني كثيرا".
"كنت ما أزال صغيرا عندما ذهبت إلى سالزبورج، والعمل معه ساعدني كثيرا على التطور سواء كشخص أو كلاعب، تعلمت الكثير عن التكتيك وطرق اللعب المختلفة".
شميدت كان يعتمد على أسلوب الضغط، والضغط المعاكس وهو ما يتشابه مع أسلوب يورجن كلوب التدريبي كثيرا.
تألق ساديو خلال موسمين مع الفريق النمساوي، وسجل 31 هدفا في 61 مباراة، وهو بالتأكيد ما ساعد ماني على الاندماج سريعا مع فلسفة كلوب في ليفربول.
وأظهر كلوب إعجابه السريع بما يقدمه ماني، وقال بعد الانتصار بخماسية على بورتون بكأس المحترفين، حيث ساهم ماني في 3 أهداف: "أنا أحب هذا اللاعب كثيرا، ليس من عادتي أن أشيد بلاعب بعد مبارتين، ولكن قدراته هي من جلبته إلى هنا".
ويوضح كلوب أهمية ماني التكتيكية بالنسبة له، قائلا: "هو يعطينا المساحة، وبدون المساحات التي يخلقها لما قدمنا الأداء الذي يقدمه".
وفي المقابل يُظهر ماني إيمانه بأفكار مدربه، ناسبًا الفضل له عندما قال: "كل يعرف مهمته، نحن نعرف ما نحتاجه من مباريتنا، والأمر أصبح أسهل بالنسبة لنا، نستمتع باللعب بهذه الطريقة، لا يهم سواء بدأت في العمق أو على الأطراف، المدرب يقول لي كن حُرا وتحرك في المساحات التي تصنع الخطورة".
ولكن لا يمكن أيضا تجاهل تأثير الهولندي رونالد كومان على مسيرته حينما كانا في صفوف ساوثهامبتون، رغم انتقادات مدرب إيفرتون الحالي له العلانية في كثير من الأحيان.
انتقد كومان، ماني في أكثر من مناسبة بسبب عدم ثبات مستوى الأخير، قائلا: "هو لاعب غير متوقع في كثير من الأحيان، مازال صغيرا في السن ويحتاج إلى الثبات والاستمرارية، كان قبل ذلك حاسما وفي كامل تركيزه".
وأجلس كومان، ماني عدة مباريات على مقاعد البدلاء، ولكن تلك المعاملة شكلت حافزا أكبر للنجم السنغالي، الذي رد على مدربه سريعا بثنائية في ليفربول بشهر مارس من العام الماضي، عندما شارك كبديلا.
ليرد كومان على هذا التألق: "كان وقتا صعبا بالنسبة له، لم يشارك الأسبوع الماضي، ولم يبدأ أمام الريدز ولكنه أظهر ردة فعل رائعة للغاية".
في الحقيقة، كان هناك ثلاثة مدربين رسموا الملمح الأكبر لشخصية ساديو ماني وساعدوه على التألق.