ظالم أم مظلوم..

تحليل| «جوارديولا».. الفيلسوف يتعلّم في بلاد الإنجليز

كتب: محمود البي

فى: ستاد مصر العربية

23:37 24 أبريل 2017

قيادة برشلونة، وبايرن ميونخ، اثنين من أفضل الفرق في العالم، أسهل بكثير من تدريب مانشستر سيتي، فهي مخاطرة غير محسوبة، ومجازفة من الفليسوف بيب جوارديولا، أحد أفضل المدربين بالسنوات الأخيرة.
 

تحويل الدفة من الدوري الإسباني، إلى الألماني، سهلة نسبيًا، بوجود منافسين فقط في كلتا البطولتين، ريال مدريد وبرشلونة بالليجا، وبروسيا دورتموند وبايرن ميونخ بالبوندزليجا، وو ما يختلف عن شراسة وقوة البريمير ليج، الأقوى في العالم.

وجاء قرار جوارديولا بعدم تمديد عقده مع بايرن ميونخ، والإعلان في فبراير 2016 بقيادة مانشستر سيتي"كمشروع جديد لبيب"، في البريمير ليج.

ونلقي في التقرير التالي لـ"ستاد مصر العربية"، الضوء على موسم بيب في البريمير ليج، وما إذا كان ظلم نفسه، أم ظلم الفريق، بالإضافة إلى الدروس التي تعلمها بموسمه الأول بالدوري الإنجليزي.
 

ظالم أم مظلوم؟

 

جملة "جوارديولا ظلم نفسه أم تعرض للتظلم"، تحتدم عليها الصراعات بين عشاق بيب جوارديولا، ومدرسة الكرة الجميلة، والاستحواذ على الكرة، ومدرسة الواقعية، واللعب على المضمون، خاصةً معتادي متابعة البريمير ليج، الذين يدركون شعار "اخطف منافسك قبل أن ينقض عليك".

 

بالنسبة لجوارديولا، فهو ظلم نفسه في شق، وتعرض للظلم في شق آخر، الشق الذي ظلم نفسه فيه، هو عدم إدارة سوق الانتقالات الصيفية بصورة جيدة.
 

وبالنظر إلى صفقات السيتي هذا الموسم "برافو بدلًا من جو هارت، والصفقة الخيالية جون ستونز من إيفرتون، ونوليتو، وليروي ساني، وجابريل خيسوس، وإيلكاي جوندوجان"، كانت جميعها تتركز على الهجوم الذي يعشقه الفليسوف، ولكنه لم يتدارك شيئًا مهمًا، أن البريمير ليج يختلف تمامًا عن الليجا والبوندزليجا.

 

ظالم

 

وظلم بيب نفسه بهذه التعاقدات، التي استفاد منها مانشستر سيتي بشكل قليل، باستثناء ليروي ساني، الذي يقدم مستويات كبيرة، بينما نوليتو، وبرافو، لم يقدما المستوى المطلوب، وجون ستونز ، يرتكب أخطاء فادحة هذا الموسم، جعلته لا يستحق مبلغ 60 مليون إسترليني، التي دُفعت فيه، في حين تعرض جابريل خيسوس لإصابة، غيبته طويلًا.

 

وكان من الأحرى لبيب، التعاقد مع مدافع آخر في الميركاتو الشتوي، وظهيرين "أيمن وأيسر"، ولاعب وسط قوي، مع وجود البرازيلي فيرناندينو فقط في هذا المركز، قبل عفو جوارديولا عن يايا توريه، الذي اعتذر لمدرب برشلونة السابق، على تصريحات وكيل أعماله.

 

مظلوم

 

جوارديولا مظلوم من الإعلام البريطاني في نقطة برافو، فالحارس التشيلي لم يتأقلم مع أجواء مدينة "مانشستر"، واللعب في البريمير ليج، في حين تهاجم الصحافة الإنجليزية الغاضبة، أسلوب بيب في الاستغناء عن جو هارت، الذي أعير لتورينو.

وقدم جوارديولا مع مانشستر سيتي مباريات قوية، خاصةً عندما واجه برشلونة في دوري أبطال أوروبا بالفوز على واحد من أفضل الفرق في العالم بثلاثة أهداف لهدف.

بيب له العذر في بعض الأشياء هذا الموسم، منها عدم التأقلم، والأخطاء الكارثية من دفاعاته، التي أقصته من بطولة دوري أبطال أوروبا، ونصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

 

ويُعتبر جوارديولا غير مظلوم، في إصراره في بعض الأحيان على طريقة لعبه، والهوس بالاستحواذ على الكرة، دون التفكير في الحصول على نتائج جيدة، وبناء فريق قوي ينافس ببطولة قوية مثل البريمير ليج.

وبيب مظلوم في اتهام البعض له بأن "مغرور"، ولكنهم لا ينظرون بأنه بموسمه الأول بأقوى البطولات في الدوريات الخمس الكبرى، وقيادته لفريق دون هواية "شخصية" مثل برشلونة، أو بايرن ميونخ، أو ريال مدريد.
 

عقب الانتهاء من نقطة كون جوارديولا ظالم أم مظلوم، فهناك دروس تعلمها جوارديولا في موسمه الأول في البريمير ليج.

 

صغار البريمير ليج شكل تاني عن الليجا والبوندزليجا والاستحواذ ليس كل شيء

 

دروس قاسية تلقاها جوارديولا من الفرق الصغيرة والمتوسطة التي واجهها هذا الموسم، والتي تختلف عن "صغار" الدوري الإسباني والألماني، بل فرصة وحيدة لمهاجم هذه الفرق تستطيع بها قلب المباراة وخطف النقاط الثلاثة.

 

فخلال مباراة مانشستر سيتي وإيفرتون، استحوذ بيب على كل المباراة، ولكنه خسر برباعية نظيفة عن طريق الهجمات المرتدة.

 

وتعلم جوارديولا هذا الدرس في الدور الثاني، بسحق كل الفرق الصغيرة، ومعرفة نقاط ضعفها، مع الاستمرار على نفس طريقة اللعب.
 

ودرس آخر تعلمه بيب، أنه طريقته المفضلة دائمًا لا تنجح بالسيطرة على الكرة بعد تلقي ضربات قاضية من إيفرتون (4-0) وتشيلسي 3-1 بواسطة الهجمات المرتدة، بالرغم من استحواذ على المباراتين وإضاعة مهاجميه العديد من الفرص.

اعلان