ذكرياتي| هيثم فاروق (7): هددوني بالشطب في مصر.. ولوكيرين البلجيكي «نقطة تحول»
الرحلة مع الساحرة المستديرة ليست ككل الرحلات، زاخرة دائمًا بالأحداث والذكريات، لحظات الفرحة والانتصار، ولحظات الدموع والانكسار أيضًا، لها طابعها الخاص، والحنين إليها يبعث الحماس والتفاؤل في نفوس أصحابها ومن يستمعون إليها أو يقرأونها.. هكذا هي سلسلة «ذكرياتي».
يروي هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد الهولندي والزمالك السابق، تفاصيل رحلته مع كرة القدم وكيف بدأت على شواطئ الإسكندرية وبين جدران النادي الأولمبي العريق ويحكي في الحلقة السابعة دور نادي إكسلسيور في احترافه، وتفاصيل رحلة بلجيكا التي غيرت مساره.
ذكرياتي| هيثم فاروق(1): البداية في الأولمبي.. ونصيحة أخي حولتني من حارس مرمى لمدافع
ذكرياتي| هيثم فاروق (2): بصري اكتشفني في قلب الدفاع.. وكاد ينهي مشواري في بدايته
ذكرياتي| هيثم فاروق (3): عندما كنت قائدًا للمنتخب.. وهذه نصيحة محمود الخطيب لنا
ذكرياتي| هيثم فاروق (4): هذه قصتي مع الأهلي.. ومواجهة جوارديولا وإنريكي لا تُنسى
ذكرياتي| هيثم فاروق (5): أكملت مباراة الأهلي و«الدموع في عيني».. والإعلام ظلم الأولمبي
ذكرياتي| هيثم فاروق (6): أحدثت انقلابًا في الكرة المصرية.. وأنا سبب احتراف اليماني وميدو
ويقول هيثم فاروق:"بدأت موسم 1995/96 مع الأولمبي ولعبت 3 أشهر وكنت قائد الفريق وهدافه بعد رحيل صديق العمر أحمد الكأس إلى الزمالك وتصعيد بعض الناشئين مثل خميس جعفر وإسلام الشاطر، وكنت القائد الأصغر في تاريخ النادي الأولمبي في هذا التوقيت، وكنا نفوز في مباراة ونتعادل في أخرى ثم نخسر مباريات متتالية، حتى جاء شهر يناير، وكنت قد انتهيت من أداء امتحاناتي، وفي التوقيت ذاته كان منتخب مصر يستعد للسفر إلى جوهانسبرج لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية تحت قيادة الهولندي رود كرول الذي اعتمد على جيل الشباب الذي توج معه بذهبية زيمبابوي، وسافرت إلى هولندا في اليوم ذاته وكان هذا العام نقطة تحول في مشواري".
"وأتذكر جيدًا يوم سفري إلى أمستردام، يوم 21 يناير 1996 وكان أول يوم رمضان، وتأخرت طائرتي، فبدلاً من الإقلاع في العاشرة صباحًا، أقلعنا في السابعة مساءً، ودرجة الحرارة كانت -4 في أمستردام، وأقمت مع خالي في منزله، وبعد يومين سافرت إلى روتردام وتدربت مع نادي إكسلسيور، وأظهرت الفاكس الذي حصلت عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأكدوا لي أنهم سيطلبون البطاقة الدولية الخاصة بي من الفيفا، وسأخوض معهم التدريبات وكذلك المباريات مع الفريق الثاني".
"لم أكتف بذلك، بل تدربت منفردًا مع أحد الشخصيات المؤثرة في مشواري مع كرة القدم وهو المدرب اليوغوسلافي ميك سامرتيتش، أحد أصدقاء خالي في هولندا، وتعلمت منه الكثير، لأنه كان صاحب خبرات ومعلومات غزيرة في كرة القدم، ويعرف ماذا أحتاج بالضبط".
"وصلتني تهديدات من النادي الأولمبي بالشطب والإيقاف، ولم يكن ذلك قانونيًا، ولم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعي مثل هذه الأيام، وكان اتحاد الكرة ضعيفًا، وكان يخشى من تكرار تجربتي مع لاعبين آخرين، ويبحث فقط عن مصالح الأندية لأغراض انتخابية، ولم أكن أهتم لهذه الأخبار بسبب خطاب الـ«فيفا»، وواصلت تدريباتي مع إكسلسيور، ولعبنا مباراة ودية ذكرناها أمام فينورد واستطعت تسجيل هدفًا رائعًا من ضربة ثابتة في مرمى دوديك، حارس مرمى بولندا وفينورد وريال مدريد، والذي أصبح أحد أصدقائي بعد ذلك".
"بدأ اهتمام فينورد بي في مايو 1996، وكان هناك اتفاقًا بين إكسلسيور وفينورد على التعاون بشأن تبادل اللاعبين، وانقطعت المراسلات بين النادي الهولندي والـ«فيفا» بشأن بطاقتي الدولية، ولم يكن يملك إكسلسيور القدرة المالية على التفاوض والتعاقد معي بمبلغ مادي، وخصوصًا أن الأولمبي سيطلب مبلغًا كبيرًا، وأصبت بإحباط شديد، بعد أن أخبروني بهذه الحقيقة في اجتماع بحضور خالي، ولكنهم أكدوا لي وجود مدرب هولندي في نادي لوكيرين البلجيكي ويطلب التعاقد مع مدافع ويرغب في رؤيتي، وفي هذا التوقيت كانت الكرة متوقفة في يونيو 1996، واتفقوا معي على موعد الانتقال إلى بلجيكا وخوض مباراة ودية مع لوكيرين أمام أندرلخت".
"رغم عدم نومي خلال هذا اليوم وانتقالي من أمستردام إلى روتردام ومنها إلى بروكسل ومعي في السيارة أحد كشافي نادي فينورد، استقبلني المدرب الهولندي، ولعبت مباراة ممتازة، وكنت موفقًا جدًا فيها بشكل غير طبيعي، وتمسك بي المدرب عقب اللقاء قاموا بحجز فندق لي، وشكرت الله لأنه منحني الأمل في إتمام الانتقال لأحد الأندية الأوروبية".
"بعد يومين من التدريب، أخبرني المدرب الهولندي أن نادي فينورد أرسل خطابًا يطلب عودتك إلى روتردام حالاً، وفوجئت بأن الكشاف الذي حضر معي إلى بلجيكا كان مكلفًا بالبحث عن مدافع جيد، وأرسل لهم خطابًا بعد مشاهدة مباراة لوكيرين وأندرلخت الودية، وأخبرهم بأنه مستاء من رغبتهم في إعارتي، والبحث عن مدافع آخر في ظل وجودي وتألقي في المباراة الودية".
"دار بيني وبين المدرب الهولندي للوكيرين حوارًا قررت بعده العودة إلى أمستردام ونكشف تفاصيله في الحلقة المُقبلة".