الجيل الذهبي| ثلاثية «الأنفاس الأخيرة» لمانشستر يونايتد بقيادة فيرجسون

كتب: محمود محيي

فى: ستاد مصر العربية

18:22 19 مايو 2017

شهد تاريخ كرة القدم العديد من النجوم الذين كتبوا أسمائهم بحروف من ذهب، إلا أن هناك علامات كبيرة تركتها "أجيال" قادت أنديتها ومنتخباتها لصنع المجد.

 

يستعرض «ستاد مصر العربية» تاسع حلقات «الجيل الذهبي»، عن مسيرة مانشستر يونايتد الإنجليزي في تسعينيات القرن الماضي وتحديدًا موسم 1998/1999 والذي فاز به الشياطين الحمر بالثلاثية.

 

الجيل الذهبي| أياكس «ميتشلز وكرويف» يحتل أوروبا بالكرة الشاملة

 

سنوات قبل فيرجسون

قبل الحديث عن إنجازات مانشستر يونايتد وموسم الثلاثية يجب العودة للوراء وتحديدًا في منتصف الثمانينات.

في موسم 1985/1986 احتل الفريق المركز الرابع في الدوري الإنجليزي برصيد 76 نقطة متخلفًا عن ليفربول صاحب الصدارة بـ12 نقطة تحت قيادة مدربه رون أتكينسون.

وفي الموسم الذي تلاه كان الفريق مهددًا بالهبوط؛ حيث كان يحتل المركز الـ19 برصيد 13 نقطة قبل أن يرحل أتكينسون بعد التعادل الإيجابي مع كوفينتري سيتي بهدف لكل فريق.


تعيين فيرجسون

تم تعيين السير أليكس فيرجسون مدربًا لمانشستر يوناتيد في الـ6 من نوفمبر عام 1986 واستطاع فرض الانضباط داخل الفريق بعد أن كان قلقًا في البداية من بعض اللاعبين أمثال نورمان وايتسايد، بول ماكجراث وبراين روبسون الذين كانوا يشربون الخمر، وبالتالي تتأثر اللياقه البدنيه لديهم.

 

وقاد الفريق بعد توليه المهمة بيومين ولكنه خسر أمام أوكسفورد بثنائية نظيفة في الجولة الـ14 من الدوري الإنجليزي.

 

وانتشل الأسكتلندي النادي من الهبوط، وأنهى الموسم في المركز الـ11 برصيد 56 نقطة.
 

وفي موسم 1987/1988 تعاقد مانشستر مع العديد من اللاعبين أمثال ستيف بروس، وفيف أندرسون، وبريان مككلير وجيم لايتون، واحتل المركز الثاني في الدوري الإنجليزي بفارق 9 نقاط عن المتصدر ليفربول.

 

وفي الموسم الذي تلاه خيب فيرجسون آمال مشجعي مان يونايتد بعد عودة مارك هيوز للفريق، محتلًا المركز الـ11، بعد أن سجل بداية كارثية بالخسارة في مباراة واحدة والتعادل في ثمانية أخرى، والخروج أمام نوتنجهام فورست في الجولة السادسة من كأس الاتحاد الإنجليزي عقب الهزيمه بهدف نظيف.


استمرار الاخفاقات 
بدأ مانشستر يونايتد موسم 1989/1990 بقوة بالفوز على أرسنال حامل اللقب فيما بعد  برباعية مقابل هدف، بعد ضم نيل ويب، ومايك فيلان وبول اينس والمدافع جاري باليستر والجناح داني والاس، ولكن الفريق سقط في سبتمبر بالخسارة أمام مانشستر سيتي بخماسية مقابل هدف.

وتلقى الفريق الهزيمة في 6 مباريات بعد ذلك وتعادل في مباراتين ماجعل المشجعين يهاجمون فيرجسون وعلقوا لافتة على ملعب أولد ترافود كتب عليها: "ثلاث سنوات من الأعذار، أنه لا يزال أحمق".

وطالب الصحفيون والنقاد بضرورة إقالة فيرجسون الذي وصف الفريق بأنه يعاني من أي وقت مضى في تاريخه. 
 

وأكد أن إدارة النادي لاتفكر في رحيله، وتفهموا أسباب تراجع النتائج بسبب إصابة أبرز اللاعبين، واحتل الفريق وقتها المركز الـ13 برصيد 48 نقطة.

 

ولكنه أنهى الموسم باللقب الاول له مع الشياطين الحمر بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي عقب الفوز على كريستال بالاس بهدف نظيف في المباراة المعادة لسابق التعادل بين الفريقين 3/3 في المباراة النهائية.

 



اللقب الأوروبي الأول

وفي موسم 1990/1991 احتل الفريق المركز السادس في الدوري الإنجليزي برصيد 60 نقطة رغم الفوز على أرسنال 6/2، ولكنه أخفق أمام فرق أقل منه في الإمكانيات، والسقوط أمام ليفربول في أنفيلد برباعية نظيفة بالإضافة إلى الخسارة في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام شيفيلد بهدف نظيف. 


ونجح  في التتويج بكأس الكؤوس الأوروبية بهدفين لهدف أمام برشلونة الإسباني على ملعب دي كويب في روتردام الهولندية.

وتحدث فيرجسون بعد المباراة أن الفريق سيفوز بالدوري الإنجليزي في العام المقبل.


وأخفق مجددًا في موسم  1991/1992، بعد التعاقد مع بيتر شمايكل حارس مرمى والمدافع بول باركر، والأوكراني أندريه كانتشيلسكيس وتدعيم الفريق بالشباب على رأسهم رايان جيجز، ولي شارب، واحتل المركز الثاني خلف ليدز يونايتد الذي خطف اللقب بفارق 4 نقاط فقط، والفوز بكأس الرابطة للمرة الأولى على حساب نوتنجهام فورست بهدف في ويمبلي.

 

وشهد موسم 1992/1993 تحول الدوري إلى مسمى الدوري الإنجليزي "البريمييريليج"، وتعاقد فيرجسون مع المهاجم ديون دبلن قادمًا من كامبريدج يونايتد بعد فشل ضم آلان شيرار الذي انتقل من ساوثهامبتون إلى بلاكبيرن روفرز.

وبدأ الفريق بالتذبذب في الدوري الإنجليزي حتى وصل إلى المركز العاشر في شهر نوفمبر حتى تحسن الفريق بعد التعاقد مع الفرنسي إريك كانتونا من ليدز يونايت مقابل 1.2 مليون جنيه إسترليني، ويحقق ثنائيًا مع مارك هيوز جعل الفريق يتوج بطلًا للدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ 1967،  بعد تحقيقه 84 نقطة متفوقًا على أستون فيلا بـ10 نقاط.

 

وأصبح مانشستر يونايتد يفوز بأول لقب للبريمييرليج، وتم اختيار فيرجسون مدربًا للعام.


الثنائية الأولى

تعاقد مانشستر يونايتد مع الأيرلندي روي كين موسم 1993/1994 برقم خيالي في ذلك التوقيت 3.75 مليون جنيه إسترليني، ليحل بديلًا لبراين روبسون، ونجح الشياطين الحمر بالفوز بالدوري بعد صراع مع بلاكبيرن روفرز.

 

واحتل لاعبه كانتونا صدارة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 25 هدفًا.

 

قبل أن يحقق الثنائية بالتتويج بكأس الاتحاد عقب الفوز على تشيلسي برباعية مقابل هدف، قبل أن يخسر أمام أستون فيلا في نهائي كأس الرابطة بثلاثة أهداف لهدف.

وفشل في موسم 1994/1995 في تحقيق أي بطولة بسبب إيقاف نجمه كانتونا لمدة 8 أشهر وسجن لمدة 14 يومًا قبل أن يتم تغييرها إلى العمل لمدة 120 ساعة في الخدمة الاجتماعية بعد اعتدائه على مشجع من كريستال بالاس في ملعب سلهورست بارك.


وأدى هذا الإيقاف إلى تعاقد الشياطين الحمر مع أندي كول من نيوكاسل يونايتد بـ7ملايين جنيه استرليني، وخسر الدوري في آخر جولة بعد التعادل أمام وست هام بهدف لكل منهما، بالإضافة إلى خسارة كأس الاتحاد الإنجليزي أمام إيفرتون بهدف مقابل لا شيء.

 

 

تحقيق الثنائية الثانية

وصعّد فيرجسون في موسم 1995/1996 العديد من اللاعبين الشباب واعتماد عليهم أمثال جاري نيفيل، وفيل نيفيل، وديفيد بيكهام، وبول سكولز، ونيكي بات مقابل التخلي عن ثلاثة من نجوم الفريق وهم بول إنس الذي انتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي، والمهاجم مارك هيوز الذي انتقل إلى نادي تشيلسي، وأندري كانتشيلكيس الذي انتقل إلى نادي إيفرتون. 


وبدأ مانشستر يونايتد الدوري سيئًا بالهزيمة أمام أستون فيلا ب3/1، وأرجع فيرجسون السبب إلى قلة خبرة الفريق لوجود عناصر شابة.

 

 

وجاء رد الصحافة عنيفًا عندما أكدت أنه لايمكنه الفوز مع مجموعة من الأطفال، ثم فاز الفريق بـ5 مباريات متتالية.

 

وحينما عاد كانتونا للفريق كان نيوكاسل يونايتد متقدمًا على الشياطين الحمر بـ14 نقطة، ولكنه سبب ضغطًا على منافسه.

 

ما أدى إلى توجيه كيفن كيجان مدرب نيوكاسل يونايتد إلى فيرجسون في مناظرة تليفزيونية قائلًا: "سأكون سعيدًا عندما أهزمكم، سعيدًا جدًا"، قبل أن ينجح الشياطين الحمر في الفوز بالدوري الإنجليزي في أخر جولة، ثم الفوز على ليفربول في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بهدف نظيف سجله إيريك كانتونا.


 

استراحة محارب

حقق مانشستر في موسم 1996/1997 الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة خلال 5 سنوات، وفشل في الصعود إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عقب الخسارة في نصف نهائي البطولة أمام بروسيا دورتموند الألماني بهدفين نظيفين بمجموع المباراتين، قبل أن يقرر كانتونا الإعتزال في نهاية الموسم


وفي الموسم الذي أعقبه تعاقد فيرجسون مع مهاجم إنجلترا تيدي شيرنجهام والمدافع هينينج بيرج، ولكن أرسنال خطف اللقب بفارق نقطة واحدة تحت قيادة أرسين فينجر.

وودع الشياطين الحمر الموسم الذي يعتبر استراحة محارب بلا بطولة عقب وداعه في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام موناكو الفرنسي.

 

 

الموسم التاريخي الثلاثية

في صيف 1998 تعاقد فيرجسون مع الثلاثي المهاجم دوايت يورك، والمدافع الهولندي ياب ستام، والجناح السويدي يسبر بلومكفيست في صفقات قدرت بما يقرب من 30 مليون جنيه أسترليني.

 

ووسط منافسة شرسة مع أرسنال وتشيلسي خطف فيرجسون الدوري الإنجليزي بفارق نقطة عن الأول، و4 عن الثاني، والتتويج بكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب نيوكاسل يونايتد بهدفين نظيفين والظفر بدوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونخ بهدفين مقابل هدف.

 

وتعتبر الإثارة والدراما أهم خواص موسم الثلاثية لمان يونايتد، ففي نصف نهائي دوري الأبطال كان الفريق متخلفًا عن يوفنتوس الإيطالي بهدفين قبل أن يسجل 3 أهداف ويتأهل للنهائي، على ملعب كامب نو، قلب الفريق الإنجليزي تأخره بهدف أمام بايرن ميونخ، إلى الفوز بثنائية، خلال الوقت المحتسب بدل الضائع الذي قدره الحكم الإيطالي بييرلويجي كولينا بـ3 دقائق.

 


وفي نصف نهائي كأس الاتحاد واجه منافسه أرسنال الذي كان تجه للفوز، بعد طرد كين و الحصول على ركلة جزاء في اللحظات الأخيرة قبل أن ينقذها بيتر شمايكل، ولكن وفي الوقت الإضافي جرى رايان جيجز بطول الملعب وسط خمسة لاعبين من المدفعجية وسجل هدف الصعود ويعتبر الأغلى في تاريخ مانشستر يونايتد.



و في 12 يونيو 1999 تلقى فيرجسون تكريمًا من الملكة إليزابيث ولقب بـالسير ووسام الفروسية تقديرًا لخدماته في كرة القدم.

 

تغيير الفريق

رحل لاعبي الجيل  شيئًا فشيئًا على الرغم من فوز الفريق بالدوري أمثال بيتر شمايكل إلى سبورتنج لشبنة بعد الموسم التاريخي، قبل أن يذهب إياب ستام إلى لاتسيو الإيطالي بعد موسمين، وكذلك ديفيد بيكهام موسم 2002/2003 إلى ريال مدريد، وفسخ التعاقد مع روي كين في 2005.

 

وبقى الثلاثي جيجز، وبول سكولز وجاري نيفيل حتى الإعتزال.


الوضع الحالي

فشل الفريق بالفوز بالدوري الإنجليزي منذ رحيل فيرجسون عن قيادة مانشستر يونايتد واعتزاله التدريب، عام 2013 وغاب عن المشاركات الأوروبية.
 

واحتل الفريق المركز السادس في الدوري الإنجليزي، تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، وفوزه بكأس الرابطة، وصعوده إلى نهائي الدوري الأوروبي ومواجهة أياكس الهولندي عقب تخطي سيلتا فيجو في نصف نهائي البطولة.

اعلان