في أروقة المدربين| فالفيردي.. شبيه ديل بوسكي الذي يفرض نظام «النمل»

كتب: لؤي هشام

فى: ستاد مصر العربية

12:06 30 مايو 2017

داخل هذا الرواق، أبهر ميتشلز الجميع بكرته الشاملة وبذات الرواق سار كرويف على نهجه، في ذلك الرواق حاصر إيلينو هيريرا الجميع بالكاتيناتشو، وفي نفس الرواق أبدع تشابمان بالـ"WM".

 

ذاك الرواق شهد تفكير بيب العميق قبل دفعه بميسي كمهاجم وهمي وإبهار التيكي تاكا، وبهذا الرواق حسم كونتي قراره بالعودة إلى خطته المفضلة "الثلاثي خلفي"، ذات الرواق الذي شهد على أمجاد فيرجسون والأجيال التي عاصرها فينجر.

 

"ستاد مصر العربية" يصحبكم في أروقة المدربين.
 

كان طفلا عاديا للغاية مثل باقي أقرانه ممن في عمره، صار الطفل لاعب كرة، ولكنه كان أيضًا لاعبًا عاديًا، لم يكن هناك شيئًا مميزًا في مسيرته.. 6 أندية في 14 عامًا واعتزال سريع دون بصمة تعلق بأذهان الجماهير.

 

ولكن لأن القدر قد يخبئ لك فصلاً آخر في الرواية، فقد يبقى هذا الفصل عالقًا إن اكتملت سطوره الأخيرة.

 

إرنستو فالفيردي، المدير الفني لفريق أتليتك بيلباو، بات مدربا لبرشلونة، بعدما أجبر الجميع على الإعجاب بما يقدمه مع الفريق الباسكي.

 

ولأن فالفيردي لعب تحت قيادة الأسطورة الهولندية عامين عندما كان لاعبا مع الفريق الكتالوني فقد آمن سريعًا بأفكاره وفلسفته الهجومية.

 

"الشيء الأصعب في مباراة سهلة هو جعل خصم ضعيف يلعب بطريقة ضعيفة، لاعب ضعيف ليس ضعيفا لأنه يركل الكرة داخل مرماه وإنما لأنه حينما تضغط عليه يفقد السيطرة". يوهان كرويف

 

فرض النظام

 

يؤمن المدرب، الذي عُرف بلقب "النملة" بين الجماهير الباسكية، بأفكاره ويتمسك باستراتجياته، يجيد وضع النظام وفرضه.. لا عجب فهو يسير على نظام النمل.

 

تدرُج فالفيردي في المناصب التدريبية ساعده على تكوين خبرات، ومعرفة كيف يتعامل مع اللاعبين، فقد تعامل مع مختلف الفئات العمرية منذ أن بدأ مسيرته مع الفتيان في الأكاديمية ثم الشبان في الفريق الرديف، مرورا بتنقله بين عدد من الأندية الإسبانية وكذلك اليونانية وتعامله مع اللاعبين المحترفين.

 

أندير هيريرا، لاعب مانشستر يونايتد الحالي ولاعبه السابق في بيلباو، أكد قدرات مدربه في هذا الجانب، إذ قال: "هو شخص عادي جدا، كان لاعبًا في فترة ليست بعيدة لهذا يعرف احتياجتنا جيدا، يفهمنا ويتحدث معنا كثيرا".

 

وبناءً على اهتمامه بالتفاصيل وبُعد النظر الذي يتمتع به فقد رفض مهمة برشلونة في 2014 خلفًا لتاتا مارتينو، وأيضًا ريال مدريد في 2015 خلفًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي.

 

الحفاظ على الهوية

 

الأسباب التي جعلت إرنستو على رأس المرشحين لتولي مهمة البلاوجرانا لم تأت من فراغ، وإنما كان خلفها أسباب عديدة، أبرزها قدرته على التعامل مع اللاعبين الصغار.

 

 

تألق العديد من اللاعبين الشباب تحت قيادة فالفيردي في بيلباو، وقدرته على تطويرهم أظهرت نجوم من عينة إيمريك لابورت، وميكيل سان خوسيه، وإناكي ويليامز.

 

كذلك عُرف مدرب ريال مايوركا الأسبق بقدرته على الحفاظ على إرث الفرق التي تولاها، ففي بيلباو كانت الجذور الباسكية حاضرة على أرض الملعب، وفي اليونان قاد أولمبياكوس للتتويج بثلاثة ألقاب دوري بلاعبين غالبيتهم من اليونانيين.

 

ناهيك عن مدرسته الهجومية، وقدرته الكبيرة على تحفيز لاعبيه وهو ما جعله يصل رفقة إسبانيول لنهائي الدوري الأوروبي موسم 2006–07، وثباته في المنافسة مع أتليتك، إذ احتل المركز الرابع والسابع والخامس خلال 3 مواسم على الترتيب.

 

"هو مدرب تكتيكي ويرسخ دائمًا شخصية السيطرة في الفريق، إنه يشبه فيسنتي ديل بوسكي". ميكيل سان خوسيه

 

أسلوبه التكتيكي

 

يعتمد فالفيردي مع بيلباو على طريقة 4-2-3-1 والتي تتحول في بعض الأحيان إلى 4-4-1-1 في الحالة الدفاعية، وكذلك إلى 4-3-3 في الحالة الهجومية.

 

هو من أصحاب مدرسة الضغط العالي والتنظيم الكبير في أرض الملعب، ويفرض نظامًا بدنيًا صارمًا مع لاعبيه، ويتميز أسلوبه بمميزتين أساسيتين هما التحكم في إيقاع الكرة والتهديد المستمر لمرمى الخصم.

 

ولطالما ذكر المدرب ذلك في أكثر من مناسبة بقوله "لا يتحكم في المباراة من يسيطر على الكرة بل من يخلق الفرص"، إلا أنه يقدر في جميع الأحوال الاستحواذ ويرغب دائما في "الإمساك بزمام المبادرة" في اللعب.

 

تنظيمه الدفاعي أقرب إلى تنظيم أتليتكو مدريد مع سيميوني من ناحية التقارب سواء عموديًا أو رأسيًا.

 

 

وتنظيمه الهجومي أقرب ما يكون إلى إشبيلية مع سامباولي من ناحية الكثافة.. في الحقيقة هو مزيج بين الثنائي.. مزيج أكثر توازنًا.

 

 

 

اعلان