دي بروين.. جوهرة بلجيكية تلمع في سماء أوروبا

كتب:

فى: ستاد مصر العربية

16:00 07 أبريل 2021

لا شك أن كيفين دي بروين نجم مانشستر سيتي، يعد واحدا من أفضل لاعبي العالم، فهو بمثابة رمانة الميزان في خط وسط "السيتيزن"، ومحرك الفريق الأساسي.

النجم البلجيكي ساهم في فوز فريقه أمس على نظيره بوروسيا دورتموند، في ذهاب دور رُبع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما من سجل الهدف الأول لأصحاب الأرض.

 

وحقق دي بروين صاحب الـ29 عاما العديد من الأرقام والبطولات رفقة فريقه، وحمل هدفه أمس رقما جديد يضاف لسجل الفريق الإنجليزي، حيث يعد الهدف رقم 18 الذي يُسجله الفريق منذ آخر هدف سكن شباكهم في بطولة دوري أبطال أوروبا، وهي السلسلة الأطول في تاريخ المُسابقة.
 

وكان آن آخر هدف سجله المنافسون في مرمى السيتي عن طريق لويس فرناندو دياز في الدقيقة 14 من مُباراة بورتو ضد السيتي على أرض ملعب الاتحاد في افتتاح دور المجموعات.

 

وأقيمت المُباراة يوم 21 أكتوبر 2020، ومنذ ذلك الحين لم تتلقى شباك السيتي أي أهداف سواء في المُباريات الخمسة التالية في دور المجموعات، أو مباراتي دور ثُمن النهائي ضد بوروسيا مونشنجلادباخ.

 

دي بروين يجدد تعاقد

 

وبعد ساعات من هدفه في بروسيا دورتموند، أعلن نادي مانشستر سيتي، متصدر الدوري الإنجليزي اليوم الأربعاء، أن صانع اللعب دي بروين مدد عقده ليبقى في استاد الاتحاد حتى 2025.

 

وفي أول تعليق له بعد تجديد تعاقده، قال دي بروين، "لا يمكن أن أكون أكثر سعادة.. منذ انضمامي لسيتي أشعر بأنني في بيتي وأحب الجماهير واستقرت عائلتي هنا في مانشستر وتطور أدائي بشكل جيد حقا.. هذا النادي موجه للنجاح ويوفر لي كل شيء احتاجه لتقديم أقصى جهد لذا كان تمديد التعاقد قرارا بسيطا. أمر بأفضل فترة في مسيرتي وأشعر بأنني يمكنني القيام بالمزيد"، وفقا لرويترز.

 

وتابع قائلا "أنا والمدرب بيب غوارديولا ننظر إلى كرة القدم بنفس الطريقة، ومن المهم جدا الاحتفاظ بهذه العلاقة لأن أهدافنا متحدة تماما ونريد نفس الأشياء".

 

وقال "هذا النادي مصمم لتحقيق النجاح. إنه يوفر لي كل ما أحتاجه لزيادة أدائي إلى الحد الأقصى، لذا كان توقيع هذا العقد قرارا مباشرا. ألعب أفضل كرة قدم في مسيرتي وأشعر بصدق أن هناك المزيد في المستقبل.. ينصب تركيزي الآن على ضمان إنهاء الموسم الحالي بنجاح. قمنا بتقديم أداء رائع وحققنا نتائج مميزة حتى الآن، لكننا بحاجة للتأكد من أننا سننهي الموسم بتحقيق الألقاب التي نستحقها"، وفقا لما ذكره موقع النادي على الإنترنت.


لحظة مهمة
 

من جهته، قال مدير كرة القدم تشيكي بيجيريستين، حول تمديد دي بروين تعاقده: "هذه لحظة مهمة للغاية بالنسبة للنادي".

 

وأضاف: "كيفن هو بلا شك أحد أفضل اللاعبين في كرة القدم العالمية. كان مستوى أدائه ثابتا بشكل ملحوظ منذ قدومه إلى السيتي، وفي السنوات القليلة الماضية تطور ليصبح أحد لاعبي النخبة على مستوى العالم".

 

وتابع قائلا: "لا شك في موهبته، لكنه أيضا محترف بارع، حيث كان تفانيه لمانشستر سيتي خلال فترة وجوده هنا غير عادي. إنه يسعى باستمرار إلى التحسن، ونهجه هو المخطط المثالي لأي لاعب شاب يتطلع إلى الحصول على مسيرة احترافية.. نحن سعداء لأنه لاعبنا وأتطلع إلى مشاهدته خلال السنوات القادمة هنا في مانشستر سيتي".

 


 

ماذا قدم دي بروين مع السيتي؟
 

خاض دي بروين 255 مباراة مع مانشستر سيتي بجميع المسابقات، وسجل 65 هدفا وقدم 105 تمريرات حاسمة.


وفاز النجم البلجيكي بلقب الدوري الممتاز مرتين مع سيتي بجانب كأس الاتحاد الإنجليزي و4 ألقاب لكأس الرابطة وجائزة لاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين في 2020 منذ انضمامه من فولفسبورغ الألماني في 2015.

نشأته
 

تعد مدينة تونشيان البلجيكية موطن النجم ولد كيفن دي بروين حيث ولد هناكفي 28 يونيو 1991 وعاش هناك حتى سن السابعة من العمر.

عرف دي بروين كرة القدم في سن السابعة حيث بدأ ممارسة اللعبة الشعبية الأولى مع فريق دروجن المغمور الذي علمه أبجديات الكرة واستمر معه لـ7 سنوات، بحسب موقع أراجيك. 
 

وأكد المراقبون للاعب حينها أنه أظهر تفوقا واضحا على زملائه في الفريق وكان أدائه دائما حاسما، ما جعل الكثير من المتتبعين يتوقعون أن يصبح لاعبا كبيرا في السنوات القادمة.
 

وبعد تألقه مع "دروغن" اتجهت إليه الأنظار حيث التحق في سن الـ14 مع نادي لاغونتواز، وكانت بداية رحلة تألقه وقد شد انتباه مدربيه، الامر الذي جعله يتدرج سريعا بعد خوضه مع هذا النادي 3 مواسم استثنائية.

 


 

بداية رحلة احترافية كبيرة

 

وفي عام 2008، تمكن مسؤولو نادي جينك البلجيكي من التوقيع مع اللاعب على عقد احترافي مدته 4 سنوات، حيث اقتنع دي بروين بالعرض المقدم له وبدأ رحلة التألق في دوري الدرجة الأولى البلجيكي وسنه لم يتجاوز 17 عاما.
 

خاض على مدار تلك الفترة 93 مباراة في الدوري وسجل 15 هدفا، كما ساهم بقسط وافر في قيادة الفريق للفوز بالدوري البلجيكي سنة 2011 وكأس السوبر في نفس القترة، ما جعل الكثير يعتبر أن قدومه إلى جينك كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته الكروية.
 

بعد 4 سنوات ناجحة مع جينك، أثار دي بروين اهتمام العديد من الأندية الإنجليزية أبرزها تشيلسي الذي تمكن مسؤولوه من التعاقد معه بعد أن تمكن الميلياردير الروسي رومان أبراموفيتش من تقديم عرض مغر لفريقه.
 

وصنعت الصفقة حينها الحدث في بلجيكا، خاصة أنها تزامنت مع قدوم مواطنه إيدين هازاد وتواجد البلجيكي الآخر لوكاكو قبل مغادرته لويست برومويتش، ما جعل وسائل الإعلام هناك تتوقع أن يكون الثلاثي بمثابة القوة الضاربة للبلوز.
 

فرحة دي بروين بالانضمام إلى تشيلسي لم تدم طويلا، حيث قرر مسؤولو البلوز إعارته لموسم واحد إلى فيردر بريمن الألماني، غير أن الدولي البلجيكي تمكن من فرض نفسه مباشرة.
 

ففي أول موسم له في البوندسليجا تمكن من خوض 33 مباراة وتسجيل 10 أهداف واختير حينها في نهاية الموسم كأفضل صفقة في الفريق رفقة نيلز بيترسن حسب تصنيف لصحيفة "كيكر"، ما جعل القائمين على فيردر بريمن يفكرون في التعاقد معه بشكل نهائي.
 

وبعد انتهاء الموسم الكروي 2012-2013، أصر جوزي مورينيو مدرب تشيلسي على استعادة دي بروين بعد أن انبهر بإمكانياته الكبيرة ورفض مواصلة إعارته لأي فريق آخر، غير أن اللاعب عاد من جديد إلى نقطة الصفر بعد أن عجز عن فرض نفسه في التشكيلة الأساسية للفريق في ظل كوكبة النجوم التي كان يمتلكها البلوز. 
 

فرغم مشاركة الفريق على أكثر من جبهة، إلا أن ظهور دي بروين كان نادرا، ما جعله يكتفي بخوض مباريات مع الفريق الثاني للإبقاء على لياقته البدنية.
 

رغم الموسم المخيب الذي قدمه دي بروين مع تشيلسي في موسم 2013-2014، كان المكلفون بالتعاقدات في فولفسبورغ يراقبون وضعيته تحسبا للتعاقد معه.
 

وبعد مفاوضات طويلة تمكنوا من إقناعه بعد كأس العالم  بالبرازيل بالتوقيع لـ5 سنوات إلى غاية 2019 مقابل مبلغ وصل لـ21 مليون أورو، ومباشرة بعد تقديمه، أكد مدرب الذئاب ديتر هيكينغ أن دي بروين هو الحلقة المفقودة التي تنقص فولفسبورج.
 

بعد ذلك كان اختبار دي بروين اللعب في فولفسبورج موفقا إلى أبعد الحدود بالنظر للموسم الاستثنائي الذي حققه مع الذئاب، حيث ساهم بقسط وافر في احتلال الفريق للمركز الثاني في الدوري وفوزه بكأس ألمانيا ناهيك عن وصوله لربع النهائي في الدوري الأوروبي.
 

وقد خاض النجم البلجيكي 51 مباراة في جميع المنافسات مع الفريق وسجل 16 هدفا، كما قدم 28 تمريرة حاسمة، إضافة لذلك تم اختياره أفضل ممر حاسم في أوروبا برصيد 20 تمريرة حاسمة، ليتفوق على  ليونيل ميسي (18 تمريرة حاسمة) وسيسك فابريجاس (18 تمريرة حاسمة) وكريستيانو رونالدو (16 تمريرة حاسمة).
 

وأدى تألق دي بروين مع فولفسبورج إلى أن سارع مسئولو مان سيتي بالدخول في مفاوضات مع اللاعب والذي أعلن في صيف 2015 عن أنتقال اللاعب من فولفسبورج الى نادي السيتي بقيمة 55 مليون يورو في صفقة تعتبر ثاني أغلى انتقال بعد دي ماريا لمان يونايتد. 
 

في العام الأول له مع السيتي لعب أساسي في تشكيلة بليجريني ولكنه تعرض لأصابة شديدة في مباراة من مبارايات الدوري أمام ايفرتون أبعدته عن الملاعب لمدة شهريين تقريبا.


 

بعد رجوع اللاعب من الأصابة لم يقدم المستوى الذي كان عليه قبل الأصابة، ومع رحيل بليجريني وقدوم جوارديولا أنتاب جميع اللاعبين القلق لتغير مدرسة اللعب من مدرب لأخر وأنتاب الخوف دي بروين أن يحدث معه مثل ما حدث مع جوزيه مورينهو، ولكن حدث العكس فمع جوارديولا أصبح دي بروين اللاعب رقم واحد في تشكيلة السيتي فهو اللاعب الذي يبني عليه الخطط.

 

اعلان