نشطاء أقباط يرفضون اﻹجابة..
لماذا تجاهل البابا تواضروس ذكرى ماسبيرو في عظته اﻷخيرة؟
مساء الأحد 9 أكتوبر الجاري، بثت إحدى الفضائيات حوارًا تليفزيونيًا مسجلًا لـ" البابا تواضروس الثاني" بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تزامنًا مع الذكرى الخامسة لأحداث ماسبيرو -9أكتوبر 2011-، وصف خلاله الحادث بأنه جاء ضمن أحداث كثيرة وقعت في هذه المرحلة-ما بعد ثورة 25يناير-، رافضًا إثارتها من ناحية طائفية في زمن تغير فيه كل المسؤولين.
ترقب الأقباط حديثًا موازيًا خلال عظة الأربعاء الماضي، يتضمن تعزية لأسر الضحايا، أو أية إشارات لفظية بشأن الأحداث قبيل أيام من احتفالية الذكرى التي أحيتها كنيسة الملاك ميخائيل بمدينة 6 أكتوبر -الجمعة الماضي-، لكن رياح البطريرك أتت بما لا يشتهيه النشطاء، حيث جاءت عظته الأخيرة في سياق روحي خالص تحت عنوان "الله لم يعطنا روح الفشل"، وتجاهلت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة ذكرى الحادث تمامًا، رغم مطالبات بالإشارة إليها في تعليقات متكررة.
ورفض نشطاء أقباط التعقيب على تجاهل رأس الكنيسة للذكرى في خطابه الكنسي، نظير حساسية السؤال عن أسباب صمته، بينما أبرز المفكر القبطي جمال أسعد عضو مجلس الشعب السابق، عدة أسباب حالت بين البابا تواضروس، والإشارة في عظته إلى "ذكرى أحداث ماسبيرو"، في مقدمتها رغبته في عدم الإنجرار إلى مربع المتاجرة بالقضية.
وقال أسعد: "إن البابا تواضروس الثاني ليس له علاقة بالسياسة، مقارنة بنظيره الراحل شنودة الثالث"، لافتًا إلى أن "ماسبيرو" قضية شائكة، وحساسة بالنسبة للدولة في الوقت الراهن.
وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية"، أن البطريرك الحالي تحدث عن المذبحة منذ قدومه للكرسي المرقسي في سياقات أثارت جدلًا واسعًا، يأتي أبرزها في وصفه لـ"الأحداث" بأنها تشبه "مذبحة الأرمن"، وهو ما دفع عدد من مستشاريه إلى إقناعه بعدم التحدث مطلقُا في ذكرى "ماسبيرو" منعًا من التورط في تصريحات تحسب عليه "تاريخيًا".
وأشار أسعد، إلى أن "تواضروس" لا يريد للقضية أن تكون ذكرى ذات شجون لدى الأقباط، وتقع في دائرة طائفية، بعيدًا عن مسارها القانوني.
واستطرد قائلًا: "صمته في الذكرى الخامسة، يعني غلق باب الاستفزاز، ووضع حد للمتاجرة بهذه القضية".
في سياق متصل، قال ممدوح رمزي، عضو مجلس الشورى السابق، إن ذكرى مؤلمة كهذه، تأتي دون أي تحرك لمسار القضية، وبالتالي فإن تجاهل البابا تواضروس الثاني للذكرى في عظته الأسبوعية يشير إلى "توازن دبلوماسي" في علاقته مع الدولة.
وأضاف رمزي لـ"مصر العربية"، أن البطريرك لا يريد أي صدام مع النظام-حسب قوله-.
من جانبه، رفض الناشط القبطي فادي يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، التعقيب على غياب ذكرى ماسبيرو عن الخطاب الرسمي الكنسي، مؤكدًا أن البابا وحده هو من يملك إجابة على تساؤل كهذا.
وقال يوسف: "لا استطيع أن أخمّن لماذا لم يذكرها رأس الكنيسة في عظته".
يشار إلى أن عظة البابا تواضروس الثاني التي ألقاها مساء الأربعاء الماضي -5 أكتوبر الجاري-، جاءت تحت عنوان "الله لم يعطنا روح الفشل".
اقرأ أيضًا:
بالصور|"تواضروس" يستقبل سفراء دول أوروبية وإفريقية بالمقر البابوي