الجارديان: السياحة المصرية مازالت تترنح ولكن "هناك أمل"
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن السياحة المصرية مازالت تترنح بسبب الاضطرابات السياسية وتحطم الطائرتين الروسية والفرنسية والمخاوف من حدوث هجمات في المناطق الأثرية، لكن عودة الرحلات الجوية المباشرة بين لندن والأقصر قد تكون خطوة على مسار تعافي السياحة المصرية.
وأضافت الصحيفة، في تقرير اليوم الجمعة، وترجمته "أصوات مصرية" أنه على الرغم من أن هذه الفترة يجب أن تكون وقت الذروة للسياح في منطقة وادي الملوك الأثرية بمدينة الأقصر في صعيد مصر، إلا أنه لا يوجد سوى آثار معدودة للأقدام على الطرق المؤدية لكل مقبرة.
وقالت إن نحو 50 سائحا يتنزهون داخل وخارج مقابر ملوك الفراعنة أو يروحون عن أنفسهم في الظل.
وقال أمير إبراهيم، أحد سكان الأقصر والذي عمل بمجال السياحة طوال حياته، حسب الصحيفة، "هذا هو أقصى وضع في حالة الذروة.. الناس كانوا يتراصون في طوابير طويلة (لدخول مقبرة رمسيس الثاني)".
وأشارت الصحيفة إلى إن السياحة المصرية معتمدة بشكل كبير على الحالة السياسية في البلاد، مضيفة أن الوضع الحالي يعد "كارثة" بالنسبة للسياحة.
وتابعت أن "انتفاضة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وما أعقبها من احتجاجات في 2013 التي عزل فيها الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك سلسلة الكوارث الجوية التي بدأت بتحطم طائرة ركاب روسية في أكتوبر 2015 عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، أرهقت السياحة التي شكلت 11.4% من الناتج القومي المحلي في 2015."
وتحطمت الطائرة الروسية في وسط سيناء في أكتوبر الماضي ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها البالغ عددهم 224 شخصا، مع وجود احتمالات بتعرض الطائرة لتفجير. وأعلنت روسيا عقب الحادث تعليق رحلاتها الجوية إلى مصر.
وتحطمت طائرة الرحلة رقم 804 التابعة لشركة مصر للطيران في 19 مايو الماضي، فوق البحر المتوسط بعد الدخول إلى المجال الجوي المصري بعشرة أميال قادمة من باريس، وعلى متنها 66 شخصا بينهم 30 مصريا، و15 فرنسيا.
وقالت الصحيفة إن هذه الأحداث جعلت أي مكاسب أحرزتها السياحة منذ صدمة 2011 كأنها لم تكن. وأشارت إلى أن بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري أظهرت أن عدد السياح الذين زاروا مصر خلال يوليو الماضي تراجع بنسبة 41.9% مقارنة بنفس الشهر من العام 2015.
ويقول منتقدون لمصر، بحسب الصحيفة، إنه لحين افصاح القاهرة بصدق وشفافية عن أسباب تحطم الطائرتين الروسية والأخرى التابعة لشركة مصر للطيران، لن يعود السياح إلى مصر بثقة.
لكن الصحيفة أضافت أن هناك آمالا بأن ترفع روسيا قبل نهاية العام الحظر الذي فرضته على الطيران إلى مصر. وأشارت إلى أن ألمانيا أعادت مؤخرا تسيير رحلات إلى منتجع شرم الشيخ في سيناء.
وبدأت مصر وروسيا العام الجاري مفاوضات لاستئناف حركة الطيران بين البلدين، حيث قدمت موسكو للقاهرة توصيات تشمل ملاحظات ومقترحات لتشديد الإجراءات الأمنية المتعلقة بسلامة الطيران، وقالت إن عودة الرحلات الجوية مرهون بتنفيذ تلك التوصيات.
وقال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف اليوم الجمعة إن مصر تخطط لإنهاء تنفيذ الإجراءات الأمنية في المطارات بحلول نهاية العام الجاري.
واستقبلت مدينة شرم الشيخ، نهاية سبتمبر الماضي، رحلة تابعة لشركة "اير كايرو" قادمة من مدينة فرانكفورت الألمانية، وعلى متنها 170 راكبا، وهي الأولى منذ حادث الطائرة الروسية.
وقالت الصحيفة إنه مازال هناك حظر على الرحلات المباشرة من بريطانيا إلى شرم الشيخ، لكن المملكة لا تفرض حظرا على زيارة المنطقة (شرم الشيخ)، مشيرة إلى أن السياح يمكنهم السفر إلى القاهرة.
وقال جون تيلفير من شركة اكسبلور ورلدوايد البريطانية للسياحة إن "الأخبار الجيدة لنا فيما يتعلق باستئناف الرحلات المباشرة إلى الأقصر، هي أنها تبعث برسالة طمأنينة جيدة للمسافرين المحتملين بأن الوضع مستقر وفي تحسن". وأشار إلى أن الشركة لاحظت انخفاض الحجوزات إلى مصر بنسبة 75% منذ عام 2011، وأن حجوزات هذا العام انخفضت بنسبة 20% مقارنة بالعام 2015 والتي كانت منخفضة بالفعل.
وأضاف تيلفير "السؤال (الذي يطرحه الجميع) هو هل مصر مستقرة؟ لذلك فإن الرحلات للأقصر هي أخبار جيدة للسياحة ككل".