"المال مقابل المعلومة".. شهادات أهالي المختفين قسريًا عن ابتزاز بعض المحامين
معاناة يواجهها أهالي المختفين قسريًا، بسبب المساومات والمبالغ الطائلة، التي يطلبها بعض الأفراد والمحامين من أجل معلومة واحدة عن ذويهم.
ووقع العديد من ذوي المختفين قسريًا، ضحية لنصب بعض الأفراد، الذين استغلوا اختفاء أبنائهم وذويهم قسرياً، من أجل الحصول على الأموال منهم.
المعلومة مقابل المال
حنان بدر الدين، زوجة خالد عز الدين، المختفي منذ أحداث المنصة في 7 يوليو 2013، تعرضت للعديد من محاولات النصب عليهم، وطلب الهدايا والأموال من بعض الأفراد والمحامين مقابل معلومة واحدة عن مكان زوجها المختفي حتى الآن.
توضح حنان لـ"مصر العربية"، أن محاولات الابتزاز التي تعرض لها الأهالي لم تكن من أشخاص معروفة بالنسبة لهم، بعضهم كانوا محامين حاولوا الحصول على أموال منهم، وهناك بعض الأهالي أعطتهم الأموال بالفعل.
"المعلومة مقابل المال"، كان هذا هو محور حديث كافة من طلبوا الأموال منهم، مشيرة إلى أنها دفعت بعض الأموال والمبالغ لم تكن كبيرة كانت تتراوح ما بين 500- 1000 جنيه في المرة الواحدة مقابل معلومات عن مكان زوجها، لكن بمجرد الحصول على الأموال يختفي هذا الشخص.
"بعض الأهالي نصب عليهم في مبالغ كبيرة من المال وصلت لما يقرب من 50 ألف جينه بالفعل مقابل الحصول على مكان نجلهم"، هكذا توضح حنان بدر الدين، موضحة أن أخر المحاولات التي تعرضت لها من عدة أشهر من خلال شخص حاول جمع معلومات حول اختفاء زوجها وظروفه طالباً منها مبلغ من المال، دون ضمانات.
تؤكد أنه طوال الوقت لا يوجد للأهالي ضمانات حول صحة المعلومة التي يقدمها هؤلاء الأشخاص، أو إشارة من ذويهم تؤكد لهم تواصل هذا الشخص أو المحامي معهم بالفعل والاطمئنان عليهم، موضحة أن أول محامي قابلته عقب اختفاء زوجها بصحبة أهالي المختفين، طلب من كلاً منهم "ألف جنيه على الحالة"، بحد تعبيره، مقابل الرد بوجوده في مكان احتجاز معين أم لا.
أموال دون جدوى
50 ألف جنيه كان ذلك المبلغ الذي تفاوض عليه أحد الأشخاص مع أسرة مصطفي عبد الوهاب، 27 سنة، المختفي قسريا منذ ديسمبر 2015، مقابل معلومة عن مكان نجلهم.
يملك أحمد نجل عم مصطفى، محل مستلزمات للهاتف المحمول، موضحاً أن كافة من قدموا يد المساعدة طلب بعضهم هواتف محمولة، أو بعض المستلزمات من المحل دون مقابل مادي، معلقا :"كلها كانت أموال وهدايا مقابل معرفة مصيره لكنها دون جدوى".
يشير أحمد أن محاولات الابتزاز واللعب بمشاعر بعض الأهالي وصل ببعض الأشخاص لطلب 150 ألف جنيه مقابل ظهورهم في القنوات التلفزيونية المصرية للحديث عن حالة نجلهم لمعرفة مصيره، لكنهم في النهاية لم يخضعوا لذلك الأمر لعدم توفر الأموال.