قصة خروج القيادي الجهادي "سلامة مبروك" من مصر ودوره بجبهة النصرة

كتب: محمد الفقي

فى: أخبار مصر

15:11 28 أكتوبر 2016

في وقت كانت تحاول اﻷجهزة اﻷمنية البحث عن القيادي الجهادي أحمد سلامة مبروك،ﻹلقاء القبض عليه باعتباره القائد الفعلي لتنظيم "أنصار بيت المقدس" -ينشط في سيناء-، عقب 30 يونيو، كان يخطط للخروج من مصر بطريقة غير شرعية.

 

مبروك، المكني -أبو الفرج المصري-، تمكن من اﻹفلات من محاولات القبض عليه، واختفى تماما عن اﻷنظار وانقطعت كل خيوط البحث عنه، من دون معرفة ما إذا كان لا يزال في مصر أو تمكن من التسلل خارجها.

 

وبدون سابق إنذار، ظهر الرجل في شريط مصور لجبهة النصرة قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة، مطلع العام الجاري، وهى المعلومة الأولى عنه منذ اختفائه عقب 30 يونيو.

 

عاد مبروك للظهور مرة أخرى تحت راية "النصرة"، ولكن هذه المرة كان على يمين أمير الجبهة أبو محمد الجولاني، حينما أعلن فك الارتباط عن القاعدة، قبل أن يتم استهدافه بصاروخ من طائرة من دون طيار -تابعة للتحالف الدولي لمواجهة "داعش"-، في مدينة إدلب، بعد زرع شريحة إليكترونية بسيارته.

 

 

الخروج من مصر

 

مصادر في جبهة فتح الشام -جبهة النصرة سابقا-، كشفت أن مبروك وصل إلى سوريا عام 2014 وليس 2016 قبيل الشريط المصور الذي ظهر فيه لأول مرة، ولكنه ظل مختفيا تماما عن اﻷنظار دون الكشف عن أي معلومات عنه ﻷسباب أمنية.

 

وقالت المصادر لـ "مصر العربية"، إن مبروك خرج من مصر في الربع اﻷخير من عام 2013 أي عقب بضعة أشهر فقط من 30 يونيو، واتجه إلى ليبيا متسللا عبر الحدود بين البلدين.

 

وأضافت أنه ظل في ليبيا بضعة أشهر أخرى، قبل أن يتجه بعدها إلى سوريا للانضمام إلى جبهة النصرة، قبل فك الارتباط عن تنظيم القاعدة.

 

 

دوره مع النصرة

 

وتابعت أن "أبو الفرج المصري"، لم يكن المسؤول الشرعي لجبهة النصرة كما يدعي البعض حيث كان نائبا للجولاني، وكان له دورا بارزا في تأسيس ما يعرف بـ "دار القضاء"، ويعتبر هو مؤسسه، إضافة لبعض طلاب العلم بسوريا.

 

وحول دوره الحقيقي في فك ارتباط النصرة عن القاعدة، لاعتبار وجود علاقة تاريخية مع زعيم التنظيم الدكتور أيمن الظواهري، شددت المصادر، على أنه لم يكن لمبروك دور إلا من خلال مجلس شورى النصرة، الذي كان عضوا فيه.

 

وزادت حول دور مبروك في جبهة النصرة، بأنه كان رئيسا للجنة تعرف بـ"المتابعة"، ودورها اﻹشراف على كل الجوانب اﻹدارية للجبهة، فقد كان يشرف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة.

 

وأوضحت المصادر ذاتها، أن القيادي الجهادي، كان يتابع بنفسه إعداد المعسكرات الجديدة للنصرة ودائم التحرك على مختلف الجبهات، ورغم التحذيرات له بعدم التحرك كثيرا منعا لاستهدافه إلا أنه كان يرفض بشدة.

 

وكشفت عن جانب من جهود مبروك لتوحيد فصائل المعارضة السورية المسلحة، حيث كان دائم الاجتماع مع الفصائل منذ وصوله للشام، وبالأخص حركة "أحرار الشام".

 

 

محطات في حياته

 

ونشر مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية، هاني السباعي، عدد من المحطات في تاريخ أحمد سلامة مبروك، حيث أنه أحد مؤسسي جماعة الجهاد المصرية وعضو مجلس الشورى، وتخرج في كلية الزراعة.

 

وكان مبروك صديقا لرائد المدرعات عصام القمري والمهندس محمدعبد السلام فرج صاحب الفريضة الغائبة، وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

 

حكم عليه بالسجن7سنوات في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وسافر بعدها لأفغانستان خلال مواجهة الاتحاد السوفيتي في معارك جلال آباد وخوست.

 

أسس مع الظواهري وآخرون معسكرات تدريب بأفغانستان، وبعد هزيمة الاتحاد السوفيتي، تم طردهم من باكستان وأفغانستان، فسافر إلى اليمن والسودان،  ثم حاول دخول الشيشان فاعتقل في داغستان ولم تعرف المخابرات اسمه الحقيقي، وأفرج عنه وتوجه إلى أذربيجان حيث اختطف بمعرفة المخابرات اﻷمريكية ورحل إلى مصر.

 

وحكم عليه بالمؤبد عام 1998 في قضية المعروفة إعلاميا بـ "العائدون من ألبانيا"، وأفرجت عنه النيابة العسكرية في 2012، قبل أن يغادر مصر  في 2013 إلى سوريا.

 

اعلان