شيخ الأزهر : الإلحاد سبب الكثير من مآسي البشرية
أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين أنه يعوًل كثيرًا –بعد الله تعالى – أن تكون الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب خُطوة جديدة على طريقِ بناءِ عالَمٍ متكامِلٍ ومتفاهِمٍ، للعملِ من أجلِ تخفيفِ ما يُعانيه الناسُ –اليوم-من رُعبٍ وألم ودماء وحروب.
وأشاد خلال كلمته الرئيسة في افتتاح الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في حضور جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري رئيس الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، وممثلي الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، وأعضاء مجلس حكماء المسلمين - بقيادات الإمارات الرَّشيدة، وحِكمةِ القائمين على أمورِها حتى أصبحت نموذجًا يُقتدى به في الانفتاح المتوازن والتطوُّر المحسوب بدقَّةٍ.
وأشار الإمام الأكبر أنَّ كثيرًا من المآسي التي تُعاني منها البشريةُ اليوم إنَّما مرَدُّها إلى شيوعِ الفكرِ المادي، وفلسفات الإلحاد، والسياسات الجائرة التي أدارت ظهرَها للأديان الإلهية، وسَخِرَت منها ومن تعاليمها، ثم أخْفقَت إخفاقًا كبيرًا في توفير بدائل أخرى غير الدِّين، تُحقِّق للإنسان قَدْرًا من السعادة، موضحًا أنَّ البشـــريةَ تتطلَّــعُ اليــــومَ إلى العودةِ لجوهرِ الأديانِ الإلهيَّةِ، وتعاليمِها الإنسانيَّةِ والخُلُقيَّة، بعد أن جرَّبت الكثيرَ والكثيرَ مِمَّا كادَ يُشْرِفُ بها على هلاك مُحقَّقٍ ودمارٍ شاملٍ.
ولفت شيخ الأزهر، إلى أن التقدُّم العلمي المذهل لم يواكبه تقدم مــوازٍ في الأخـلاقِ، وأنَّ التطــوُّرَ التِّقنــــي –وبخاصةٍ في مجالِ صِناعة الأسلحة الفتَّاكةِ- جاءَ خَالِيَ الوِفَاض من كل القيم التي تضبط خُطواته في الاتِّجَاه الإنساني الصَّحيح، مضيفًا أنَّ الحروبَ يَزدادُ سَعيرَها وتشتدُّ وطأتُهَا كُلَّمَا ترقَّى العلم في سلم التطور، حتى صار التقدُّم العلمي واندلاع الحروب كأنهما حلقتان مترابطتان، يدعم كل منهما الآخر ويقويه، مؤكدًا أن ذلك حدث في ميادين الفلسفة والأدب والاجتماع والفنون.