خفض عدد الموظفين أهمها.. خبراء: هذه أصعب الإجراءات المتوقعة للحكومة
تنتاب جموع المصريين مشاعر خوف من "مصير مجهول" وموجة غلاء علت وتيرتها خلال الشهور الماضية، بعد تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار وبعده مباشرة قرار رفع اسعار البنزين والسولار .
وأمس الجمعة، لمح رئيس الوزراء شريف إسماعيل بأن سعر تذكرة المترو في طريقه للارتفاع قائلا: "المترو يتكبد خسائر كبيرة وإن لم نقم برفع الأسعار لن تستمر خدمات المترو بنفس المستوى"..
كل ذلك جعل "مصر العربية" تسأل هل اكتفت الحكومة بهذه القرارات أم لازال في جعبتها أثقال أخرى تلقيها على كاهل المواطن المصري.
تخفيض العمالة
قال الخبير الاقتصادي، محمد رضا، إنه حتى الآن لم يتم تعويم الجنيه، وماحدث يعتبر تعويمًا جزئيًا، مؤكدًا أن هناك مرحلة أخرى للتعويم، يتم من خلالها ضم شركات الصرف داخل المنظومة، سيتبعها عدة قرارات متتالية، ستصب أيضًا علي كاهل المواطن المصري.
وأضاف رضا، في تصريحات لـ "مصر العربية " أنه ضمن القرارات التي سيتم إستكمالها، عقب التعويم التام، تخفيض العمالة من الجهاز الإداري للدولة، لافتًا إلى أنه سيتم هيكلة الجهاز الإداري خلال الفترة المقبلة لعدد 2 مليون موظف بدلًا من 7 مليون.
ومن ضمن شروط النقد الدولي لحصول مصر على قرض بقيمة 12 مليار دولار خفض فاتورة أجور موظفى الحكومة إلى ٧.٥٪ من الناتج المحلى.
زيادة أخرى للوقود
وأشار إلى أنه عقب التعويم الكامل سيكون هناك استكمال تام لرفع الدعم، عن بعض السلع، قائلًا "ستشهد الفتره المقبلة موجه تضخمية غير مسبوقة"، لافتًا إلى أن الوقود سيكتمل تخفيض الدعم عليه أيضًا والأسعار الموجودة الآن.
وسجلت أسعار البنزين في مصر ، بدأ من أمس ارتفاعًا بنسبة 47%، حيث وصل بنزين 80 لـ 2.35 جنيه للتر بدلًا من 01.6 جنيه بزيادة 46.9%، وبنزين 92 إلى 3.5 جنيه للتر بدلًا من 02.6 جنيه بزيادة 34.6%، والسولار إلى 2.35 جنيه للتر من 01.8 جنيه بزيادة 30.6%.
ويأتي قرار رفع سعر الوقود ضمن حزمة إجراءات إصلاحية تتخذها الحكومة لتصحيح مسار الاقتصاد المصري والخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية فيما أعدت الحكومة إجراءات حمائية لمحدودي الدخل, لامتصاص التداعيات السلبية التي قد تنتج عن الإصلاحات الجديدة، وفقًا للمهندس شريف إسماعيل
مصطفي نمرة، الخبير الاقتصادي، استبعد صدور أي قرارات أخرى، تكون عبئا علي المواطن خلال الوقت الحالي ولمدة شهرين علي الأقل، مؤكدًا أنه ليس من الذكاء السياسي الضغط من المواطن أكثر من ذلك.
وأفاد نمرة في تصريحات لـ "مصر العربية" بأن هناك مزيد من الإجراءات، ستتخذها الدولة لكن ليس علي الوقت الحالي، وتصريحات شريف إسماعيل بشأن تذكرة المترو، مقدمات فقط لزيادة ستكون علي مدي بعيد".
صدى الشارع
الدكتور مدحت نافع الخبير الاقتصادي، قال إن الحكومة تنظر إلي صدى الشارع المصري، قبل اتخاذ أي قرارات أخرى، تابعة لإجراءات التعويم ورفع الدعم عن السلع.
وأشار نافع في تصريحات لـ " مصر العربية " إلى أنه حتى الآن لم يتم تعويم الجنيه بصورة كلية، مبينًا أن المشكلة ليست في خفض الدعم أو رفعه، بل تكمن في كفاءة الخدمات .
تذكرة المترو
وعن زيادة سعر تذكرة المترو، خلال الفترة المقبلة، فيقول نافع إن المشكلة ليست في زيادة أسعار تذاكر المترو، إنها في كفاءة الخدمات، نحن بحاجة إلي رفع الكفاءة، بشكل ملزم وحتمي.
وتابع نافع: "إذا كانت تكلفة المترو كبيرة ولن تستطيع استكمالها بنفس السعر، يمكن البحث في العاملين في هيئة المترو ومرتباتهم فهناك مستشارون مرتباتهم مرتفعة، بدون أدني أسباب، يمكن من خلالهم حل الأزمة بدلا من زيادة الأسعار".