فيديو| الدولار "المتذبذب" يهدد صناعة الغزل والنسيج
ظلت صناعة الغزل والنسيج، والتي تعد من الصناعات الاستراتيجية للاقتصاد، تعاني لعقود طويلة من تدهور شديد أدى في بعض الأوقات إلى فقدان تنافسية المنتج المصري على مستوى العالم، ليأتي قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه بالقضاء على أحلام صغار الصناع في النهوض بالصناعة بعد ارتفاع أسعار الغزل وعدم وجود العملة الصعبة في استيراد المادة الخام.
والصناعة التي تواجه أزمات عديدة، ليس فقط في وجود القطن طويل التيلة، أو إيجاد العمالة المدربة؛ أصبحت مهددة من قبل الدولار "المتذبذب" خلال الأيام المنقضية، في ظل وجود توقعات باستقرار سعر صرفه مقابل الجنيه بعد موافقة صندوق النقد الدولي على منح الحكومة المصرية قرض بقيمة 12 مليار دولار، لتستلم مصر الدفعة الأولى منه الثلاثاء المقبل.
عدد من صناع الغزل والنسيج، أكدوا أنه في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لوضع خارطة طريق لإنقاذ الصناعة بإقامة أول معرض دولي لصناعة الغزل والنسيج - أقيم يوم الجمعة الماضي – إلا أن الصناعة تواجه الكثير من العثرات، أهمها استيراد المواد الخام اللازمة في التصنيع، فضلاً عن أزمة العملة الصعبة التي تقف حائلاً بين جميع القطاعات.
محمد قاسم رئيس المجلس التصديري للملابس ونائب رئيس المجلس الأعلى للصناعات النسيجية، قال إن الصناعة في مصر تواجه العديد من المشاكل خلال الخمس سنوات الأخيرة كأي قطاع آخر تعرض لأزمة بعد 25 يناير 2011، مضيفًا أن معدلات نمو الصادرات كانت تمثل 20% فيما أكثر، ولكن في أعقاب ثورة يناير أخذت المعدلات في الانخفاض إلى أن أصبح لدينا عجز في الصادرات.
وأكد قاسم في تصريحات لـ "مصر العربية"، أن القرارات الحكومية الأخيرة سيكون من شأنها إصلاح ما فسدته الأوضاع السياسية خلال الفترة الأخيرة، وتحقيق النمو والرخاء في القطاع الصناعي، لتبدأ مصر مرحلة جديدة في التنافس الصناعي بين الدول.
كما أشار وسيم مجدي، أحد الصناع، إلى أن المشكلة الحاليةالتي تواجه صناعة الغزل والنسيج تكمن في أزمة الدولار الذي يعد السبب الرئيسي في تذبذب أسعار الغزل المستورد وذلك بعد تدهور زراعة القطن المصري، مؤكدًا أن ارتفاع الغزل المصري لا يساهم في تقليل الاستيراد، ما يضعف موقف الدولة حاليًا من الاستيراد، ففي الوقت الذي تبادر فيه الدولة لحل المشاكل الاقتصادية؛ تواجه شركات التصنيع ارتفاعات في أسعار المنتج المحلي، ما يجعلها غير قادرة على اقتناء رغم جودته.
وأوضح محمد إبراهيم، أحد الصناع، أن الصين حاليًا تسيطر على الأسواق المصرية بشكل كبير، وذلك لعرض منتجاتها بأسعار وجودة أقل من المنتج المحلي، غير أن المواطن يتكالب على الأسعار المنخفضة دون تفكير في الجودة، مطالبًا الدولة أن تضع رقابة على الصادرات ودعم مصانع الغزل والنسيج ليصل المنتج المصري إلى درجة منافسة المنتجات الآخرى.
وأشار إلى أنه مع نقص الأيدي العاملة والمدربة، اختفى عنصر الإبداع والابتكار في صناعة الغزل، وذلك على الرغم من البطالة التي يعاني منها الكثير من الشباب، قائلًا: "الشباب مش عايز يشتغل".