بعد ترحيل ذويهم لسجون أخرى
أهالي سجن برج العرب: ما حدث "كابوس".. ووالد أحدهم: ابني لم يعرفني
اعتداءات وترحيلات لأربعة عنابر استمرت لما يزيد من 3 أيام داخل سجن برج العرب بالإسكندرية، تم ترحيل على أثرها ما يزيد عن 350 محتجزا لسجني المنيا الجديد وجمصة بالمنصورة، إلا أن وزارة الداخلية رحلت يوم الأحد عددا آخر لسجن وادي النطرون بعد جلسة محاكمتهم.
في الزيارة الأولي لأهالي المحبوسين داخل السجون التي تم ترحيلهم لها، حصل بعضهم على بعض التفاصيل لما حدث مع ذويهم.
إلا أنه في حالة معاذ صالح عبد العزيز ( 24 عاما)لم تستطع أسرته الحصول على تفاصيل ما حدث معه لكونه لم يعد يتذكره.
والد معاذ قال لـ"مصر العربية"، إن نجله لم يعد يتذكر ما حدث بعد اقتحام زنزانة 9 بعنبر 21 التي كان يتواجد فيها، فعقب إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع ورصاص الصوت اقتحمت الزنازين من قبل قوات تأمين السجن وبدأت الاعتداءات بالضرب من خلال العصي والأيدي والأرجل.
خرج المحبوسون سحلاً من الزنازين، ولا يتذكر معاذ ما هو أكثر من ذلك، على حد قول والده، موضحاً أن شقيقه التوأم محبوس معه في نفس السجن و تم ترحيله معه، ولكنه لم يعد قادراً على التعرف عليه أو عليهم.
ولم يستطع والده معرفة باقي التفاصيل فالزيارة لم تتخط 5 دقائق تلقي فيهم هذه الصدمة، على حد تعبيره، فقط علم أنهم رُحلوا مقيدي اليدين وبغمامة على أعينهم.
قدم والد معاذ طلب بعرض نجله على الطب الشرعي، وبلاغ للمحامي العام بالإسكندرية والمحامي العام لنيابات المنصورة للتحقيق ومعرفة ما حدث لنجله.
آلاء نجلة جمال أمام، أحد المرحلين لسجن وادي النطرون 430 شديد الحراسة، تروي عقب أول زيارة لوالدها، أنه رحل بصحبة عدد من الموجودين في القضية معه ، لم يستطع كافة ذويهم رؤيتهم بحجة وجودهم في عنابر التأديب لكن بانتهاء الزيارة علموا بوجودهم داخل المستشفي.
"كل حاجة ممنوعة" هكذا كان الوضع داخل سجن وادي النطرون، لم يُسمح لهم بإدخال شيء إلا الخضار والفاكهة عقب تقسيمهم لأجزاء، وسمحوا بقطعة ملابس واحدة لكل فرد، و منعت إدارة السجن دخول الأدوية والبطاطين، على حد تعبير آلاء.
بدخول المُرحلين من سجن برج العرب، كان جميعهم يغلب عليهم شكل واحد بملابس السجن الصيفية الممزقة والمتسخة،بعد حلق شعورهم ووجود إصابات وورم في وجههم وأقدامهم التي غلب عليها اللون الأزرق، وبحة في أصواتهم التي قاربت على التلاشي، على حد قول نجلة جمال إمام.
حضر الزيارة 4 ضباط، وما بين كل محبوس وأسرته جلس مخبر للاستماع للحديث، لكنهم أخبروهم بما حدث معهم بعد وصولهم وادي النطرون وتجريدهم من الملابس وحرق ملابس السجن التي رُحلوا بها، ووضعهم في زنازين أصغر من 50 مترا يطلق عليها "زنزانة شديدة الخطورة.
لم تكمل الزيارة 5 دقائق و سحب العساكر و أمناء الشرطة المحبوسين من وسطهم، مشيرة إلى أن والدها وضع في التأديب لطلبه نظارته الطبية التي جردوه منها، تصف آلاء ما حدث بـ"الكابوس".