بسبب السكر.. النحل يموت جوعا.. وأصحاب المناحل: "خراب بيوت"
لا صوت يعلو في مصر فوق صوت الأزمات مؤخرًا، وعلى رأسها أزمة السكر، التي تفاقمت بشكل كبير وتعددت أثارها السلبية، حيث لم تقتصر على المواطن الذي يعاني الأمَرين إما لعدم توافره أو اضطراره لشرائه من السوق السوداء بأضعاف سعره الأصلي، بل امتدت إلى تهديد بعض الصناعات ومنها "عسل النحل".
ويواجه النحل المصري شبح الموت فعليًا بسبب نقص الشديد في السكر، خاصة وأنه يعتمد عليه كليًا في غذائه في الفترة الحالية وحتى فبراير القادم، لعدم وجود زهرة القطن أو البرسيم ولا السمسم، الذي يتغذى عليها في الظروف الطبيعية.
وفي هذا السياق، قال مصطفي عبد الرحمن، منتج عسل، إن الغذاء الوحيد للنحل في ظل غياب الزهرة هو السكر، وذلك في الفترة من بداية أكتوبر وحتى فبراير، مؤكدًا أن الأزمة الحالية في السكر تعرض حياة النحل للخطر ومن الممكن أن تؤدي إلى موته.
عبء كبير
وتابع، خلال تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، سيموت النحل لو لم يتوفر السكر لأنه يعيش على التغذية السكرية واعتمادنا الكلي عليه حاليًا، قائلًا:"السكر مش موجود ولو موجود كل يوم بسعر في السوق السوداء، ووصل سعر الطن لـ12 الف جنيه ومش لاقينه".
وأشار "عبدالرحمن" إلى أنه يضطر إلى نقل خلايا النحل الخاصة به إلى الفيوم، حيث تتواجد بعض الزهور التى يمكنه أن يتغذى عليها، وذلك لمواجهة نقص السكر، موضحًا أن ذلك عبء كبير عليه، إضافة إلى أنه غير آمن على النحل، حيث يتواجد هناك "دبور البلح"، الذي يهاجم النحل، قائلا: "أحنا بنواجه الخطر بخطر".
وأوضح أن تكاليف إنتاج العسل ارتفعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بسبب غلاء الشمع والخشب الذي يُصنع منه صناديق النحل إضافة إلى أزمة السكر الأخيرة، وهو ما سيترتب عليه ارتفاع ملحوظ في أسعار العسل في الفترة المقبلة.
النحل يموت
"خراب بيوت".. هكذا بدأ أحمد إبراهيم، صاحب منحل حديثه، مؤكدًا أن أزمة السكر الحالية أثرت على عملهم للغاية، لأنه هو الغذاء الوحيد للنحل حاليًا، في ظل عدم وجود زهرة القطن والبرسيم والسمسم.
وأضاف إبراهيم خلال تصريحات خاصة لـ"مصر العربية" أن النحل يتغذى على السكر، وفي ظل عدم وجوده، يمكن أن يموت النحل، مشيرًا إلى أن تواجد السكر ولكن في السوق السوداء فقط بأرقام باهظة.
وذكر أن هناك بعض أصحاب المناحل الكبرى، لا يعانون من الأزمة التي تؤرقهم حاليًا، كونهم شخصيات لها صلة بالحكومة بشكل أو بأخر، وبالتالي يحصلون على السكر اللازم لهم بسهولة، مشددًا على خطورة هذا الأمر لأنه سيجعل منهم محتكرين للسوق وأسعار العسل.
وقال إن أصحاب المناحل البسطاء في ظل هذه الظروف سيلجأون إلى تصفية عملهم، قائلًا: "أنا عندي 400 خلية نحل هصفيهم أخليهم 100 أو 50".
ومن جانبه أوضح حسن الفندي، رئيس شعبة السكر بغرفة الصناعات الغذائية، أن السكر يدخل في صناعات كثيرة للغاية وبكميات كبيرة وحدوث نقص فيه، يعرقل تلك الصناعات كما أنه يودي إلى وجود خلل في منظومة الاقتصاد بشكل عام.
وأكد خلال تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، أن أزمة السكر لا زالت موجودة على أرض الواقع، ولن تُحل إلا بتغيير الظروف المواتية لها والتى تسببت في حدوثها، من خلال تعاون الشركة القابضة للصناعات الغذائية، مع المصانع والشركات.
وذكر الفندي، أن هذه الشركة هي المتحكمة في كميات السكر الموجودة حاليا في السوق، موضحًا أنها لا توفر الكميات المطلوبة بالإضافة إلى الزيادة الهائلة في أسعار السكر.
في المقابل، أكد المهندس محمد زكي السويدي، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، خلال تصريح مقتضب لـ"مصر العربية" على أن أزمة السكر لم تعد موجودة وتم حلها، مشيرًا إلى أن هذا ما قاله له وزير التموين بعد تواصله معه في وقت سابق.