حديث التهدئة والمصالحة داخل الإخوان .. تخوف القيادات من غضبة شبابية يدفع للتراجع دائما
جدل كبير فجرته الأنباء المتواترة عن قيادات في جماعة الإخوان المسلمين بشأن الاستعداد لقبول اتفاق يقضي بالمصالحة أو التسوية ما بين الجماعة والنظام الحالي .
فما بين تأكيدات من مستويات قيادية بعدم الرفض المطلق للمبدأ ، من جهة طالما ستساعد على خروج السجناء ، ومابين إنكار رسمي متكرر من جهة أخرى، تشهد الجماعة نقاشات حادة بين أعضائها وقيادتها ، في وقتا تؤكد فيه مصادر من الجماعة أن هناك رغبة لدى قيادات الصف الأول بالجماعة للتوجه نحو تهدئة مع الدولة ، إلا أن هذا الفريق يفتقد للشجاعة الكافية لإعلان موقفه بشكل واضح خشية الغضب الشبابي .
قيادي إخواني بالخارج قال إن الحديث عن التهدئة مع النظام المصري مسار نقاش منذ فترة داخل الجماعة إلا أن الغالبية العظمى من قيادات الجماعة يرفضون التصدر له أو إعلان ذلك بشكل واضح خوفا من غضب الشباب .
وأوضح القيادي الذي خرج من مصر منذ نحو عامين " الكثير من بيوت الإخوان باتت أكثر تقبلا للدخول في تهدئة مع الدولة والنظام الحالي، بعد ما لحق بها من خراب ، في ظل عدم وجود رؤية واضحة من جانب القيادة التي تتصدر المشهد حاليا "، مستطردا " الأمر الأخر الذي دفع قواعد الإخوان لتقبل فكرة المصالحة أو التهدئة هو حالة الانقسام الشديد الذي ضرب الجماعة بعنف مؤخرا ".
مساعي كثيرة جرت خلال الفترة الماضية بحسب قيادي أخر في قطر ، قائلا " الجميع يعلم أن هناك لقاءات تمت في هذا الإطار وأن الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة والدكتور إبراهيم منير نائب المرشد أجروا الكثير من اللقاءات خلال فترات مختلفة منذ بداية العام الجاري بهدف التوصل لحل للازمة الراهنة ولكن الأمور دائما ما تصطدم بالهجوم العنيف من جانب بعض القيادات في الخارج ممن أجادوا النضال الإليكتروني عبر شاشات الكمبيوتر وهم يجلسون في القاعات المكيفة في مأمن في الخارج ".
وتابع القيادي الذي رفض ذكر أسمه " فليقل لنا الرافضين للتهدئة ماهي خطتهم البديلة لإخراج المعتقلين ، وانهاء الأزمة الراهنة " .
أحد الشباب الذي كان متحمسا في فترة سابقة لما أسماه اسمرار الحراك الثوري ضد النظام المصري الحالي قال " أي حل يضمن لي العودة إلى بيتي ، وعدم الملاحقة الأمنية وخروج المعتقلين أن موافق عليه" ، مؤكدا "للأسف البعض هذه الأيام لم يعد يحركه سوى المصالح " ، متابعا الكثيرين يدفنون رؤسهم في الرمال ولا يريدون الاعتراف بصعوبة الوضع الراهن " .
وكانت تقارير صحفية كشفت على لسان مصادر قيادية بالجماعة مقيمة في الممكلة العربية السعودية عن تفاصيل اتفاق للتهدئة بين الجماعة والنظام المصري برعاية سعودية ، طرح خلاله القيادات ابتعاد الجماعة عن العمل العمل السياسي مشاركة وتصويت ،والتوقف عن أي نشاط مناهض للنظام الحالي ، في مقابل إفراد النظام عن سجناء الجماعة وعودة المطاردين إلى وطنهم ووظائفهم .
وهو الأمر الذي نفته قيادة الجماعة جبهة القائم بأعمال المرشد محمود عزت ، مؤكدة على تمسكها بالشرعية وأنها لم تدخل في مصالحة مع النظام المصري .
في مقابل ذلك قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة محمد سودان المقيم في لندن والمحسوب على جبهة عزت في تصريحات صحفية " نتمنى تدخل أي دولة بغض النظر عن اسمها لحلحلة الأزمة السياسية الراهنة في مصر" ، موضحا "لا يوجد تصور مبدئي، ولكن نحن نفتح الباب أمام الجميع حكماء ودول وأي إنسان مخلص للوصول لحل للأزمة بشكل يحافظ على عودة الشرعية، وفي نفس الوقت ينهي معاناة المعتقلين".
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الدكتور عماد عبد الغفور المساعد السابق لرئيس الجمهورية المعزول محمد مرسي في أول ظهور له منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة على أن الوفاق الوطنى هو حتمية، وليس شيئًا اختيارياً أو ترفيهيًا، والمصالحة الوطنية تحتاج لإرادة حقيقية مخلصة وشجاعة سياسية".
وأضاف عبد الغفور الذي يترأس حزب الوطن السلفي في تصريحات لأحدى القنوات التابعة للجم: "أى مصالحة وطنية تقتضى من الأطراف المختلفة أن يقدم كل منهم قدر من التنازلات والتراجعات، كاشفاً أن الحزب تقدم فى وقت سابق بورقات للمصالحة طالب فيها بتقاسم المسئولية، وضرورة تقديم ضمانات لتنفيذ المصالحة".
وطالب عبد الغفور القوى الإقليمية بأن تشارك فى تجميع القوى وإحداث ما أسماه "الوفاق الوطنى"، وتنفيذ الضمانات.