نحن أمناء فى حفظ الوقف وتحصيله..
خطبة الأوقاف: في مصر شهدنا أزمنة بها أوقاف للكلاب الضالة
أكدت وزارة الأوقاف، أن للمصريين تاريخ مشرف فى الوقف، مشيرة إلى أنه مر عليها أزمنة كثيرة لم يكن فيها جائع واحد من أهلها، أو المقيمين بها، أو الوافدين عليها لكثرة أوقافها ومحسنيها.
وقالت الوزارة فى موضوع خطبة الجمعة القادمة المقررة بعنوان "مال الوقف .. حرمته وتنميته ودوره في خدمة المجتمع"،: إن المصريين سجلوا أروع الأمثلة فى أوقافهم حتى أوقف بعضهم على حمام الحرم، والبعض الآخر على دواب العلم، وأوقف أخرون على إيواء وإطعام الكلاب الضالة، مما يؤكد عمق الحضارة المصرية ويجسد أعلى درجات الرحمة حتى بالحيوان في ديننا الحنيف.
ودعت الأوقاف فى خطبتها المصريين إلى المحافظة على مال الوقف وتنميته واستثماره، مؤكدة أنه مال الله يحرم أكله أو تضييعه، أو التحايل بأى حيلة لاستباحته، أو الاعتداء عليه أو تسهيل الاستيلاء عليه أو الإهمال في حقه وعدم المحافظة عليه فإن ذلك إثم كبير وجرم عظيم.
وأكدت أن مال الوقف أمانة في أعناق المجتمع بأثره، لأن نفعه يتعدى الأفراد إلى المجتمعات، وليس ملكا لفئه معينة من الناس، والقائمون عليه أنما هم أمناء فى حفظه وتحصيله، وصرفه لأهله، فلا يحل لأحد أن يعتدى عليه أو يأخذ منه ما لا يستحق، لأن ذلك يعد خيانه وظلما واعتداء على جميع المسلمين .
ووجهت الأوقاف رسالة شديدة اللهجة للمتربصين بالوقف الذين يظنونه صيدا سهلا ومالا لا صاحب له قائلة :" إن لهذا المال صاحبا لا يغفل ولا ينام، ولن ينتفع أحد بمال الوقف بغير حق فيهنأ به أبدا، إنما يكون عليهم حسرة فى الدنيا والأخرة .
وأشارت إلى أن للوقف أثرا كبيرا ودورا عظيما فى بناء المجتمع فى كثير من المجالات الاجتماعية، من رعاية طلاب العلم، وعمارة المساجد، وبناء المدارس والمستشفيات، وعلاج المرضى، ورعاية المحتاجين من الفقراء والأيتام والأرامل، وكفالة ذوى الاحتياجات الخاصة، وغيرهم فهو يسهم إسهاما كبيرا فى بناء المجتمع وتحقيق أمنه واستقراره .
وطالبت الوزارة جميع الأئمة والخطباء بالالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى ، مؤكدة أنها واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي.
بالتزامن مع موضوع خطبة أصدر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، القرار الوزاري رقم (274) لسنة 2016م بشأن حماية مال الوقف وتحصينه.
وعثرت الأوقاف على أطالس بأملاك الوجهين البحري والقبلي، بجانب مجموعة وثائق ومطبوعات ومخطوطات تضم 23 مجلدًا من القطع الكبير توثق جميع حجج الوقف.
وأكد وزير الأوقاف أن هذه المجلدات والأطالس تعضد حق الأوقاف في مواجهة المعتدين على مال الوقف، وتسهم في تذليل عمل اللجنة التي شكلها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية برئاسة المهندس إبراهيم محلب لاسترداد أراضي الوقف وتعظيم استثماراتها.