أمنيون:تفجير الكنيسة البطرسية محاولة لضرب مصر سياسيا
استيقظ المصريون صباح اليوم الأحد، على انفجار استهدف الكنيسة البطرسية الواقعة بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والذي أسفر حتى سقوط 25 شخصا وإصابة 49 .
ولم يكن ذلك الانفجار الأول الذي شهدته محافظة القاهرة، بل وقع قبل يومين انفجارين لعبوة ناسفة أحدهما في كمين أمني بشارع الهرم، ما أسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة- حسب ما أعلنته وزارة الداخلية- وآخر بالطريق الدولى بدائرة مركز شرطة الرياض أسفرعن إصابة 2 من رجال الشرطة أثناء مرورهما.
ضرب مصر سياسيا
من جهته قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي والعسكري إن انفجار الكنيسة
البطرسية هو محاولة لإظهار أن مصر لاتتمتع بالأمن والاستقرار، ولضرب مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مشيرا إلى أنه يجب الربط بين انفجار كمين الهرم والكنيسة البطرسية، خاصة وأن انفجار الكنيسة وقع بداخلها وهذه أول مرة تحدث.
وأضاف مظلوم لـ"مصر العربية"، أن هناك تغييرا في استراتيجية الجماعات الإرهابية المنفذة، وأن أغلب الترجيحات المتعلقة بانفجار الكنيسة هو زرع عبوة داخل قاعة الصلاة وربما كانت من النساء باعتبار أن أكثر الجرحي من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية تحاول قدر الإمكان إيصال رسالة بأنهم موجودين في الساحة.
وتابع حديثه: " الجماعات الإرهابية المنفذة للانفجار استغلت أن هناك ثلاثة أيام واسترخاء الأجهزة الأمنية بعض الشيء لتكون عمليتهم مدوية أكثر من اللازم، وقد نجحوا في ذلك من خلال سقوط عدد أكبر من المدنيين ولكن نجاحهم قصير الأمد"، مشيرا إلى أنه لايوجد قصور أمني في الأجهزة الأمنية كما يدعي البعض وأن الأجهزة تقوم بواجبها على أكمل وجه.
واستطرد : "اختيار الأماكن مقصود وليس عشوائي، ومحاولة لتشتيت الأجهزة الأمنية في أماكن مختلفة حيث شهدنا سلسلة انفجارات في الهرم والكنيسة البطرسية وكمين آخر بكفر الشيخ"، مؤكدا على ضرورة تواجد أمني مكثف بالشوارع خلال الفترة المقبلة.
زرع القلق والخوف
وأيده في ذلك، اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي والمستشار بالشئون المعنوية للقوات المسلحة قائلا: إن انفجار الكنيسة البطرسية الذي وقع صباح اليوم الأحد، نتيجة لفشل دعوات التظاهر يوم 11 نوفمبر التي دعا لها مجهولون، ولم يستجب لها الشعب المصري، وأنه مجرد محاولة تستهدف زرع القلق والخوف بين الشعب المصري.
وأشار إلى أن الانفجار رسالة من الجماعة الإرهابية المنفذة، للعالم كله بأن مصر بها فوضى ، لإلغاء التقرير الأمريكي الذي أقر بأن مصر بلد آمنة .
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية خريطة للعالم صنفت بها الدول الآمنة للسفر والسياحة في موسم إجازات ومناسبات أعياد الكريسماس ، واضعة مصر ضمن الدول الآمنة والمستعدة لاستقبال المواطنين الأمريكيين مع اقتراب إجازات الكريسماس .
وحذرت الخارجية الأمريكية، خلال الخريطة التي نشرها موقع "إيندى 100" التابع للصحيفة البريطانية "ذى إندبندنت"، في نهاية شهر نوفمبر، من زيارة دول القارة الأوروبية لوجود تهديدات بتعرضها لعمليات إرهابية من تنظيمى داعش والقاعدة.
وأضاف كاطو لـ"مصر العربية"، أنه لايوجد تطور نوعي في العمليات الإرهابية، فالإرهاب ينفذ تعليماته وجرائمه بتوجيه من شياطينه، فالإرهاب ليس له دين ولاوطن لافتا إلى أن المنفذين للعمليات الإرهابية مصيرهم معروف إما القتل أو القبض عليهم من خلال دلائل قد توصل الأجهزة الأمنية لمنفذي التفجيرات عن طريق تفريغ الكاميرات الموجودة بمحيط الكنيسة وشهود العيان.
وأكد أن العمليات الإرهابية التي شهدتها جمهورية مصر العربية على مدار يومين بمناطق مختلفة لم تكن عشوائية وإنما هي مخططة ومنظمة، ووفقا لخطة بعض العناصر المنفذة لهذه العمليات، معربا عن تخوفه من العائدين من ليبيا والذين يتوجهون هناك لأغراض معينة ويتدربون على الأساليب القتالية الحديثة وضرورة التدقيق فيهم وفي المعلومات المتعلقة بهم.
وتابع حديثه: "بدون شك يجب أن نشهد خلال الفترة المقبلة تواجد أمني مكثف لأجهزة الشرطة بالشوارع، واحتمال نزول القوات المسلحة أيضا لتأمين الدولة".
اختيار الأماكن مقصود
ورأى اللواء طلعت مسلم الخبير الأمني، أن أسلوب اختيار الأهداف لمنفذي العمليات الإرهابية لم يتغير أو يتطور فهو يستهدف في المقام الأول "قوات الشرطة والقوات المسلحة"، بجانب المدنيين المتواجدين بمحيط الحدث، مشيرا إلى أنه يجب الربط بين حادثة كمين الهرم والكنيسة البطرسية بالعباسية.
وأضاف مسلم لـ"مصر العربية"، أن الإرهاب يختار أماكن وأوقات معينة، وهذا الاختيار لايأتي عشوائيا بل يكون مقصودا لاستهداف عدد أكبر من الضحايا سواء المدنيين أو قوات الشرطة، لافتا إلى أنه يقال بأن المواد المتسببة في الانفجار بدائية الصنع ولكنها نفس المكونات التي يتم استخدامها لأي عملية إرهابية.