خبراء: الهجوم على بعض الإعلاميين في محيط "البطرسية " حمل رسالة واضحة
حالة من الجدل فجرتها وقائع الاعتداء التي تعرض لها عدد من الإعلاميين اليوم فور وصولهم لمقر الكتدرائية المرقيسية بالعباسية ، من عدد من الغاضبين جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية صياح اليوم خلال قداس الأحد .
وشهد محيط الكنيسة اليوم الاعتداء على كل من الأعلامية لميس الحديدي ، وأحمد موسى ، وريهام سعيد فور وصولهم لتغطية الحادث .
فيما أرجع عدد من خبراء الإعلام ذلك الهجوم إلى أن هناك حالة احتقان من قبل الشعب ضد الإعلام المصري بصفة عامة، ولإيصال رسالة معينة لهولاء بأنهم غير مرغوب فيهم، على حد رأيهم.
حالة احتقان عامة
من جهته قال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق إن ماحدث من هجوم على الإعلاميين المتواجدين بمحيط الكنيسة البطريسة يشير إلى حالة من الاحتقان على أداء الإعلام بشكل عام، لأن الأداء غير مُرضس خاصة وأنه يركز على قضايا هامشية وتافهة ، تاركا القضايا الهامة مثل "الإرهاب" التي لا يتطرق إليها إلا عند حدوث عمليات إرهابية.
وأضاف مكاوي لـ"مصر العربية"، أن الهجوم أيضا جاء لانتقاد أشخاص بأعينهم موجودين في كل زمان ومكان، يتلونوا ويتغيروا بمرور الزمن والأحداث وهؤلاء فقدوا مصداقيتهم عند الناس، لافتا إلى أن ماحدث يعد استفتاء على الإعلاميين .
إثارة الفوضى
فيما قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إنها لاتعتقد بأن الهجوم على الإعلاميين من قبل أهالي الشهداء لأنهم مكلومين ومحزونين ولكن قد يكون هناك بعض المدسوسين – على حد وصفها – بين أهالي الشهداء غير معروفين، هدفهم إثارة الفوضى.
وأضافت عبد المجيد لـ"مصر العربية"، أنها مهما اختلفت مع طريقة معالجة أو تقديم لهؤلاء الإعلاميين لبعض القضايا فلا يمكن التشكيك في وطنيتهم، فهؤلاء توجهوا لموقع الإنفجار من أجل القيام بواجبهم المهني.
تفرقة تعسفية
وعلى جانب آخر، قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن الهجوم على إعلاميين بعينهم أثناء تغطية انفجار الكنيسة البطرسية بالعباسية نتيجة التغطية الأولية للأحداث، حيث وضعت وسائل الإعلام حالات الوفاة في قائمة القتلي، بالرغم من أن الناس اعتادت خلال الأيام الماضية اعتبار كل من يموت في العمليات الإرهابية بأنه شهيد .
وأضاف العالم لـ"مصر العربية"، أن الأقباط المتواجدين خلال انفجار الكنيسة شعروا بالتفرقة التعسفية بالرغم من أن الأحداث واحدة حينما أطلق الإعلام عليهم لفظ "قتيل"، بجانب تباطؤ وتقاعس الجهات الرسمية عن إصدار البيانات الخاصة بالواقعة ومواكبة الحدث.
وأرجع العالم الهجوم على الإعلاميين إلى أن الجو العام مشحون ضدهم ، حيث تجد من اعتدى عليهم من المواطنين البسطاء الذين لايشغلهم سوى ارتفاع الأسعار، والأوضاع الاقتصادية الحالية ، في الوقت الذي تجد فيه هؤلاء الإعلاميين يقبضون ملايين الجنيهات ولايشعرون بمعاناة الشعب.
وأشار إلى أن من أسباب الهجوم أيضا أن التغطية الإعلامية الموجودة حاليا بين القنوات التلفزيونية لصالح سياسة معينة وليس لصالح المواطن، فالإعلاميين أصبح لديهم تحول سياسي لتحقيق المنفعة الخاصة بهم ، لافتا إلى أن الهجوم على بعض الإعلاميين مرتبط أيضا بصورتهم وسمعتهم لدى الجمهور عما إذا كان يعملوا لصالح الفقراء أم المستثمرين الأغنياء.
ورأى أن الهجوم على الإعلاميين رسالة واضحة، خاصة وأن هؤلاء لايعملون لصالح المواطن ولكن تختلف حدة الهجوم على حسب طبيعة صورة كل إعلامي لدى الجمهور، حيث تجد أن الإعلامية منى عراقي نظمت مسيرة وسط الأقباط وبمحيط الكنيسة إلى مستشفى الدمرداش دون أن تتعرض إلى أي هجوم، مشيرا إلى أنه لايمكن تحديد من قام بالهجوم بأنه من الأقباط أو ممن يريدون إثارة الفوضى.