يوميات البرلمان:

نائبان يهزمان وزراء مبارك في البرلمان.. والأزهر يفشل في جلسة "تجديد الخطاب الديني"

كتب: أحمد الجيار

فى: أخبار مصر

23:06 15 ديسمبر 2016

على غير العادة، لم تكن أروقة البرلمان هادئة اليوم الخميس، وهو اليوم الذي لم يشهد أي زخم أو نشاط داخل المجلس منذ انعقاده في يناير الماضي، والسبب في ذلك هو عودة النواب المغتربين إلي قراهم ومدنهم، وهم يشكلون شريحة عريضة من قوام البرلمان، ليكون اليوم الأكثر ضجيجا وازدحاما بالبرلمان منذ فترة، وذلك رغم غياب الجلسات العامة أيضا.

 

اللجنة الدينية التي يرأسها النائب أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر السابق والتي لاطالما عقدت اجتماعات لم يكن لها أي طابع استثنائي، تصدرت المشهد اليوم، فهي اللجنة الفرعية الوحيدة التي حضر اجتماعها اليوم مايزيد عن 40 شخصية من خارج البرلمان، بين رجال دين وسياسيين ووزراء وترأس اجتماعها الوكيل الأول للبرلمان، نظرا لحساسية الموضوع الذي تناقشه والتوصيات الرئاسية بشأنه "تجديد الخطاب الديني".

 

الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، ومحمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور على جمعة، المفتي السابق، ونصر فريد واصل، مفتى الديار المصرية الأسبق، والأنبا بولا والأنبا أرميا، كانوا أبرز الحضور في اللجنة التي استغرق اجتماعها 5 ساعات كاملة، وذلك في قاعة مخصصة مجاورة للقاعة الرئيسية تحت قبة البرلمان، وسط عشرات من الكاميرات التليفزيونية والأطقم الإعلامية، والمحررين البرلمانيين.

 

بدأ التجهيز للاجتماع الضخم باللجنة الدينية عقب حادث الكنيسة البطرسية مباشرة، ومنذ الصباح الباكر تستطيع أن تلاحظ في البرلمان "حركة غير عادية"، انتشار مكثف لحرس البرلمان خارج البوابات الرئيسية والجانبية، تغيير في مسار الحركة بين أروقة البرلمان، بوابات إلكترونية حديثة لا تتوقف عن الرصد والتنبيه، ورجال أمن على باب القاعة، كان من الممكن أن تتناول معهم كوب شاي بأريحية في اليوم السابق، اليوم لا يعيرون أحد أنتباها ولايستثنون أحدا من التفتيش.

 

رغم الضخامة التي بدا عليها الحدث، إلا أنه لم يخرج منه سوى عبارات سبق وأن تم التوصل إليها، مثل التأكيد على ضرورة تحصين الأطفال من الأفكار المتطرفة، وسن التشريعات التي تكافح الإرهاب، ومنع غير المؤهلين من إبداء الفتاوى، حتى صعد ممثل للأزهر الشيخ محي الدين عفيفي بالكلمات التي أتفق أغلب الحضور بشكل غير معلن على أنها الأكثر قيمة: لا يمكن تجديد الخطاب الديني قبل حل المشكلات المجتمعية، أي خطاب ديني يفلح وسط هذا الكم من التدهور الصحي، ونقص فرص العمل.

 

على الجانب الآخر وفي التوقيت ذاته الذي عقد فيه اجتماع اللجنة الدينية، كان هناك أثنين من وزراء الرئيس المخلوع حسني مبارك يناقشون إنجازات التنمية والمشروعات في أقليم قناة السويس، وزير التضامن السابق علي المصيلحي، ووزير التنمية الإدارية السابق أحمد درويش، الأول بصفته الرئيس الحالي للجنة الاقتصادية بمجلس النواب، والآخر رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس حالياً.

 

شهدت الجلسة صراعا بين الأجيال أكثر منه صراعا بين الأيدلوجيات، فالاجتماع الذي كان حاضره مجموعة من النواب البارزين كاللواء مدحت الشريف والنائبة نادية هنري ووكيل اللجنة الحالي النائب عمرو الجوهري، إلا أن من تولوا إشعال السجالات، وناطح درويش والمصيلحي، النواب الشباب عن محافظة بورسعيد محمود حسين وأحمد فرغلي.

 

"حسين وفرغلي" تمكنوا من كسر الصورة التقليدية عن الوزير السابق أحمد درويش، ذو الطبيعة الهادئة والردود المحسوبة، لينفعل أكثر من مرة أثناء مواجهته بعدم استعانته بالطرف الوطني أو شباب بورسعيد في مشروعاته بأقليم قناة السويس، كما استفزه النواب عندما اتهموه بالعمل منفردا دون أن يهتم بإعلام المصريين بمشروعاته، عكس حرصه على الطرف الأجنبي الذي يقدم له دراسات شاملة ويعلمه بكل كبيرة وصغيره عكس المصريين.

 

أهم ما قاله درويش خلال الاجتماع، كان هجوما حادا على قانون القيمة المضافة، كاشفا عن تعاون جاري بين رئيس ائتلاف دعم مصر النائب محمد السويدي ونائب وزير المالية عمرو المنير لإجراء تعديل تشريعي يستهدف تصحيح آثار سلبية على الصناعات المصرية تسبب فيها قانون القيمة المضافة.

 

كشف درويش خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية بالبرلمان عن ذلك بعد سؤال من النائب مدحت الشريف الذي اقترح على درويش التنسيق مع اتحاد الصناعات المصري للاستفادة مما ينتجه الطرف الوطني بدلا من استيراد مستلزمات المستثمرين الأجانب العاملين في مصر، ليرد درويش موضحا: هل تعلم أن قانون القيمة الُمضافة الذي خرج من البرلمان ساهم في زيادة مؤثرة على المنتجات التي يمكن للمستثمر أن يستوردها أرخص ب13% من نظيرتها المصرية، وهو عائق لم يكن في الحسبان عندما خرج القيمة المضافة من البرلمان.

 

اعلان