2016.. عام اﻷزمات والاستقالات داخل حزب ساويرس
عام كامل عاشه حزب المصريين الأحرار في حالة من التوتر والارتباك، على المستويين الداخلي والخارجي، وتقدم عدد من اﻷعضاء باستقالتهم وفصل آخرين بعد الاعتراض على سياسات الحزب الذي ابتعد عن الليبرالية بحسب العناصر المستقيلة.
الاستقالات لم تكن السمة الوحيدة لعام 2016 داخل المصريين الأحرار، بل ظهر أيضا تضارب المواقف والتناقض في التصريحات، فمنذ الجلسات الأولى للبرلمان كان للحزب مواقف متناقضة سواء فيما يتعلق بمشروعات القوانين أو موضوع التحالف الانتخابي الذي يسعى الحزب لتشكيله.
تحت القبة
الجانب الأبرز للتضارب داخل الحزب ظهر جليا تحت القبة، خلال مناقشات مشروعات القوانين والتي في أكثر من مناسبة ينتهي الحزب إلى موافقات على قوانين اعترض عليها قبلها.
تحالف الحزب
منذ أن انتهى مجلس النواب من إقرار اللائحة الداخلية له، خرج حزب المصريين الأحرار بتصريحات يعبر فيها عن نيته تشكيل ائتلاف برلماني لمواجهة ائتلاف دعم مصر، ولكن حتى الآن ومنذ بداية البرلمان صدرت تصريحات متضاربة حول موعد الانتهاء من تشكيل التحالف والإعلان عنه غير أنه حتى الآن لازال هذا التحالف لم يتحقق.
دعم مصر
بدأت مواقف الحزب المتناقضة مع الهجوم على تحالف "دعم مصر" البرلماني وفي نفس الوقت سعى الحزب للتنسيق معه خلال انتخابات رئاسة ووكالة مجلس النواب في أول جلسات انعقاده، على أن يدعم المصريين الأحرار مرشح التحالف لرئاسة البرلمان مقابل الحصول على دعم التحالف للواء حاتم باشات، مرشح الحزب على منصب وكيل البرلمان.
وكشفت نادية هنري، للمرة الأولى عن تفاصيل صفقات المصريين الأحرار ودعم مصر خلال انتخابات لجان المجلس، مؤكدة أنها من سعت لإنشاء تحالف بينهم، فيما يتعلق بالتنسيق والتفاهم حول انتخابات لجان البرلمان، وكيفية حصد مقاعدها سواء على رئاستها أو وكالتها، وعصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، يعلم جيدا ماذا قدمت من جهد، مضيفة:"أنا الوحيدة التي لم أسع للحصول على رئاسة أو وكالة أيا من اللجان وانسحبت من الترشح على أي منصب حينها".
الموازنة العامة
أبرز المواقف المتضاربة للحزب الليبرالي، يتمثل بموضوع الموازنة العامة للدولة والتي أعلن الحزب في بيان رسمي له أنه يرفض الموازنة وذلك بإجماع نواب الحزب، ليعود مرة أخرى إلى التراجع عن موقفه بعد لقاء رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، مع رؤساء الهيئات البرلمانية للأحزاب الممثلة في المجلس معلنا موافقته على الموازنة مع عدد من التحفظات.
سحب الثقة من الحكومة
قال النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن الجميع يتفق على ضرورة الحوار مع الحكومة، ولكن سحب الثقة منها أصبح ضرورة، في ظل الأوضاع التي تمر بها خلال الفترة الأخيرة.
ولكن عقب هذا التصريح الصادر من ممثل الكتلة البرلمانية للحزب، عقد الحزب مؤتمرا صحفيا يوم 5 نوفمبر الماضي، جاء قرار الحزب برفض دعوات سحب الثقة من الحكومة ورد الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، على المطالبين بإقالة الحكومة على خلفية القرارات الاقتصادية الأخيرة، قائلا: "اقرأوا اللائحة والدستور.. البرلمان منح الحكومة الثقة بناء على برنامج وموازنة عامة، ومش عايزين مغازلة للشارع ونودي البلد في مصير مظلم"، مشيرا إلى أن حب مصر يكون بالعمل والإنتاج.
الاستقالات
الاستقالات كثيرة ضربت الحزب خلال هذا العام وتنوعت ما بين استقالات في مناصب قيادية وبين العضويات الشابة.
قبل حزب المصريين الأحرار، استقالة الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب، والتي كان قد تقدم بها قبل الجلسة الأولى لمجلس النواب بأيام قليلة، كما أن المهندس نجيب ساويرس حاول الاتصال بجاد، ليتراجع عن الاستقالة ويبقى داخل الحزب، إلا أن الأخير أخبره بأنه يعترض على سياسات خليل، في طريقة إدارته للأمور.
وكشف الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس مجلس أمناء الحزب، سبب استقالته والذي تمثل في تهميش دوره داخل الحزب الليبرالي، قائلا: "كنت في موقف لا أحسد عليه، وشعرت أن دوري شكلي وغير فعال، وتهميش دوري دفعني للاستقالة".
وأوضح الغزالي حينها، أنه اعترض على سياسات الحزب في الفترة الأخيرة، ومنها دخول المصريين الأحرار في قائمة «في حب مصر»، الأمر الذي اعتبره عودة لسيطرة كيان معين على الحياة الحزبية.
وفي السابع عشر من نوفمبر الماضي، أعلن النائب هاني نجيب، أمين تنظيم حزب المصريين الأحرار، ومنسق الهيئة البرلمانية للحزب، استقالة رسمية من كافة المناصب التي شغلها ومنها أمين التنظيم والهيئة البرلمانية للحزب.
ورفض نجيب، في تصريحات خاصة لـ "مصر العربية"، الحديث حول الأسباب التي دفعته للاستقالة المفاجئة من كافة المناصب التي تربطه بالمصريين الأحرار سواء كانت هذه الأسباب متعلقة بالوضع داخل الحزب أوأسباب شخصية خاصة به.
فصل نائبتين
أعلن الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، فصل النائبة مي محمود، أمين سر لجنة الشؤون الإفريقية، والنائبة نادية هنري، عضو تكتل "25-30"البرلماني من عضوية المصريين الأحرار..
وأكد الحزب في فرار الفصل أنه تم اتخاذه بعد موافقة المكتب السياسى والهيئة العليا للحزب، وذلك بناءً على قرار لجنة الانضباط الحزبي، لمخالفتهما قرار الحزب ولوائحه الداخلية.
وجاء رد نادية هنري على القرار أنه تم دون علمها وأنها لم تخضع للتحقيق أمام لجنة الانضباط الحزبي حيث كانت خلال تلك الفترة خارج مصر في إجازة عائلية، وأبلغت الحزب بهذا الأمر مطالبة إياه بتأجيل موعد التحقيق لكنها تفاجئت بصدور قرار فصلها.
وأوضحت هنري، أنها اعتذرت عن عدم حضور التحقيق قبل موعد التحقيق نظرا لظروف سفرها في إجازة عائلية بالولايات المتحدة الأمريكية منذ أول سبتمبر وحتى منتصف أكتوبر 2016، و أرسلت الاعتذار للحزب عن طريق البريد الإلكتروني، والفاكس من الولايات المتحدة الأمريكية، وتم تسليمه باليد أيضا من خلال مكتبها بالقاهرة.
استقالات الشباب
و فقا لمصدر داخل الحزب، فالمصريين الأحرار منذ فترة طويلة وهو يشهد من وقت لآخر استقالات من جانب أعضائه سواء في القيادات أو الأعضاء العاديين، في إشارة منه إلى أن استقالة نحو 13 من أمانة أسيوط ليست أمرا جديدا.
الانقلاب على علاء عابد
شهدت الكتلة البرلمانية للحزب محاولات للإطاحة بالعميد علاء عابد، من رئاسة الهيئة البرلمانية، وكشف مصدر داخل المصريين الأحرار، عن وجود تحركات جديدة للضغط على رئيس الحزب من أجل الاستجابة لطلبهم في تعيين رئيس جديد للهيئة البرلمانية.
وأشار المصدر، لـ "مصر العربية"، إلى أن النواب غير راضين عن محاولات الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، في الالتفاف على مطلبهم، من خلال تعيين النائب أيمن أبو العلا، نائبا لرئيس الكتلة البرلمانية بديلا عن نادية هنري والتي فصلها الحزب، في إشارة منه إلى توزيع المهام على رئيس الكتلة البرلمانية ونوابه الثلاثة.
وقال النائب اللواء محمد سلامة الجوهري، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، إن هذه المحاولات كانت حقيقية بالفعل من جانب عدد من نواب الحزب لتنحية علاء عابد عن رئاسة الهيئة البرلمانية، غير أن الأمور هدأت بعد اجتماع الجمعية العمومية للحزب.
وأضاف الجوهري، لـ "مصر العربية"، أن هذا الاجتماع شهد اعتراضات كبيرة من عدد من نواب الحزب على مسألة تولي النائب علاء عابد عدة مناصب في نفس الوقت ومنها رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، ورئيس لجنة حقوق ال`نسان، وعضوية البرلمان العربي، ولذا رأوا أنه لا بد من تخليه عن رئاسة الهيئة البرلمانية.
تراجع العضويات إلى 500
أعلن عدد من أعضاء الحزب وتحديدًا من الشباب، استقالات جماعية، اعتراضًا على طريقة العمل الداخلية وسياساته، بما يفتح مجالاً للحديث عن العدد الحقيقي لأعضاء الحزب، بعد الحديث عن تراجع العدد إلى ما يقارب من 500 عضو فقط، وفقا لعدد الحضور في الجمعية العمومية الأخيرة للحزب.
في المقابل، نفى عماد رؤوف، الأمين العام المساعد لحزب المصريين الأحرار، صحة المعلومات السابقة حول انخفاض عدد أعضاء الحزب إلى نحو 503 أعضاء.
ورفض رؤوف في تصريحات سابقة لـ "مصر العربية"، الكشف عن عدد أعضاء الحزب في الوقت الحالي، معللا أن أكبر أحزاب العالم لا أحد يعرف العدد الحقيقي لأعضاءها.
ساويرس يوقف الإنفاق
جانب من الأزمات التي عاشها الحزب خلال هذا العام يدور حول الخلافات التي وقعت بين المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب والداعم المالي الرئيسي له، وبين الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، حيث أوقف ساويرس دعمه المالي للحزب وذلك لعدد من الأسباب وفقا لمصادر مطلعة.
أحد أسباب الخلاف عدم رضا ساويرس عن أداء نواب الحزب داخل البرلمان، ما تسبب أيضا في وقف تمويله للحزب لفترة فحدثت خلافات مادية، وهو الأمر الذي نفاه الحزب بالتأكيد على حسن العلاقة واستمرارها فيما بينهما.
مشروعات القوانين
كان للحزب رأي إيجابي في تقديم عدد من مشروعات القوانين داخل مجلس النواب خلال دور الانعقاد الأول وتمثلت تلك القوانين في قانون بناء وترميم الكنائس، كما أنه يسعى إلى تقديم عدد من القوانين خلال دور الانعقاد الثاني تشمل قوانين متعلقة بالاستثمار وقانون العدالة الانتقالية.
مشروع قانون آخر تقدم به النائب أيمن أبو العلا، يتعلق بتنظيم الإعلان عن المنتجات والخدمات الصحية .
انتهى حزب المصريين الأحرار من تقديم الاستراتيجية الخاصة بالمنظومة الصحية وعلاج مشكلاتها داخل مصر وذلك بالتعاون مع لجنة الصحة بالبرلمان، ووزارة الصحة، ووزارة التنمية المحلية، وعدد من الخبراء في مجال الصحة.