فول الصويا..
بالمستندات| احذروا زيت التموين.. «الزراعة» تستورد شحنات مصابة بـ «الإمبروزيا»
حصلت «مصر العربية» على مستندات، توضح أن وزير الزراعة، الدكتور عصام فايد، ضلل رئيس الحكومة، المهندس شريف إسماعيل، فيما يتعلق بأزمة حشيشة «الإمبروزيا» السامة التي يحتوي عليها محصول فول الصويا، ويستخدم في صناعة زيت الطعام الذي تستخدمه الهيئة العامة للسلع التموينية.
وطبقًا للمستندات، فأن البيئة المصرية لا تحتوي على الحشيشة السامة التي تتواجد في محصول فول الصويا، إضافة إلى إنه تم عرض الموضوع على الحكومة دون تقديم دراسة تحتوي على المخاطر التى تسببها «الإمبروزيا»، على الإنسان والحيوان، والآثار السلبية التى ستترتب على دخولها البلاد، مع الأخذ فى الاعتبار أن مصر تصنف من الدول الخالية من الحشيشة السامة.
وأوضحت المستندات، أن وزير الزراعة تجاهل التقارير التي أعدها متخصصون حذروا خلالها من خطورة استيراد حبوب مصابة بهذه الحشائش ولكن لم يتم إرسالها لرئيس الوزارء، واكتفت الوزارة بالاستناد إلى مواصفات أوربية خاصة بالأعلاف ولا توضح مخاطر «الإمبروزيا» على صحة الإنسان.
عدم خضوع الجهات الحكومية للمواصفات المصرية في الاستيراد
ووفقا لتقارير وزارة الزراعة- أصدر رئيس الوزراء القرار رقم ٢٩٩٢ لسنة ٢٠١٦ الخاص باستيراد بعض السلع الزراعية الاستراتيجية، والذى نص على ( فى نطاق أحكام هذا القرار يقصد بالسلع الزراعية الاستراتيجية وهى حبوب القمح، الذره المستخدمة فى الأعلاف، بذور فول الصويا ولايجوز استيراد أصناف السلع الزراعية الاستراتيجية إلا بعد الحصول على موافقة استيرادية من الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، ولا يسرى حكم الفقرة السابقة على ما يستورد من هذه السلع لإحدى الجهات الحكومية المعنية باستيرادها ويعمل بهذا القرار من ١ يناير ٢٠١٧ )، وتم نشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية بالعدد ٤٥ مكرر الصادر ١٣ نوفمبر 2016.
وبالنسبة للضوابط الفنية لاستيراد حبوب القمح والذرة الصفراء وبذور فول الصويا كمحاصيل استراتيجية هامة لتموين البلاد أشارت وزارة الزراعة فى تقاريرها أنه بناء على القرارات أرقام ٢٠/٠٩/١٦/١، ٩/١٠/١٦/١ الصادرة من مجلس الوزراء بحل مشكلة شحنات بذور فول الصويا الموجود بها بذور الامبروزيا وفطر العفن الأبيض والنظام الجديد لاستيراد القمح والذره الصفراء وفول الصويا المتضمن موافقة مجلس الوزراء على بعض النقاط الهامة والجهات الحكومية المنوط بها تنفيذ هذه القرارات، وأن المواصفات المصرية القياسية تخلو من نسبة بذور «الإمبروزيا» فيمكن الأخذ بالمواصفات القياسية الأوربية رقم ٢٠٠٢ /٣٢/EC كمحدد لنسبة الامبروزيا والمحدد بها ٥٠ ppm .
تجاهل تقارير أهل الخبرة والباحثين
وكشفت المستندات، أن الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة، أخفى تلك التقارير على الحكومة لتمرير شحنات مصابة بالحشيشة السامة، وطبقًا لمؤول بالحجر الزراعي المصري، أكد أن الدولة بالفعل استوردت شحنات قمح وذرة صفراء وفول صويا مصابة بحشيشة «الإمبروزيا» السامة رغم عدم وجود هذه الحشيشة في التربة المصرية وسيترتب على ذلك القضاء على التربة والزراعة المصرية على المستوى البعيد .
العمل بالمواصفات الأوروبية وتجاهل تشريعات الحجر الزراعي
وأكدت المستندات، أن وزارة الزراعة بررت استيراد الشحنات استنادًا للمواصفات الأوربية التي تتعلق بـ «أعلاف الحيوانات»، علما بأنه تمت مناقشة موضوع استيراد حبوب مصابة بحشائش الإمبروزيا في الاجتماع الذى انعقد بتاريخ ١٦ فبراير ٢٠١٦ برئاسة الدكتور سعد محمد موسى، رئيس الادارة المركزية للحجر الزراعى السابق وتم مناقشة القرار الوزارى رقم ٤٢٦ لسنة ٢٠٠٩ بشأن معاملة الذرة الصفراء التى تحتوى على بذور حشائش الإمبروزيا معاملة رسائل الأقماح الواردة للاستهلاك الآدمي، إلى جانب تحليل مخاطر الآفات لبذور حشائش الإمبروزيا، وخطاب المعمل المركزي لبحوث الحشائش بشأن التوصية بعدم ورود شحنات مصابة لخطورتها على الثروة الزراعية المصرية.
الفاو
وهناك أيضا تقرير تم تقديمه للدكتور عصام فايد وزير الزراعة، بتاريخ ٥ أكتوبر ٢٠١٥ يتعلق بمخاطر الحشائش المختلطة بالمستوردات النباتية، وذلك من خلال ورشة عمل نظمتها الفاو بالتعاون مع المعمل المركزي لبحوث الحشائش و الإدارة المركزية للحجر الزراعى ومصدرين وموردين والغرفه التجارية، وتم التركيز على القرار الخاص بمنع دخول حشائش «الإمبروزيا» وتعليل أسباب المنع، وانتهى التقرير إلى عدم السماح بدخول الشحنات التى تختلط بها بذور الإمبروزيا، وأن تتم غربلتها خارج الحدود المصرية حتى لا تنتشر في الحقول المصرية.
وانتهى التقرير، إلى أن نباتات هذه الحشيشه تعطي كما كبيرا من البذور للنبات الواحد ولها القدرة على البقاء بالتربة لعدة سنوات، الأمر الذى يعطيها فرصة كبيرة للانتشار وإحداث مشاكل ونقص كبير في الإنتاج الزراعي خصوصا محاصيل الذرة والقمح، بخلاف خطورتها على الصحة العامة للإنسان والحيوان، وأقر بذلك أيضا ممثلى منظمة الأغذية و الزراعة «الفاو».
كما أن تشريعات الحجر الزراعى تشترط عدم إدخال النباتات والمنتجات الزراعية بآفات غير موجودة في مصر ويجوز لوزير الزراعة بناء على طلب ذى الشأن أن يصدر قرارا بالسماح بدخول بعض النباتات والمنتجات الزراعية المصابة بأنواع معينة بشرط إذا أمن إبادة ما بها من آفات بجميع أطوارها إبادة تامة، أيضا إذا كان دخولها لا تترتب عليه أضرار اقتصادية بمزروعات البلاد ومحاصيلها.
تشريعات الحجر الزراعي تمنع دخول الحشيشة
وتكشف المستندات أيضا أنه ٣ مارس ٢٠١٦ صدر القرار رقم ٤ من رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي السابق الدكتور سعد موسى، بشأن معاملة الرسائل الواردة من خارج البلاد التى تحتوي على بذور حشائش الإمبروزيا معاملة رسائل الأقماح الواردة للتخلص من بذور الحشائش بالإجراءات الحجرية المتبعة، وتحت الإشراف الكامل للحجر الزراعي، وأن تسرى هذه المعاملة على الرسائل المحتجزة بالموانئ المصرية، وعلى المنشور رقم ٨ بتاريخ ١ أبريل ٢٠٠٩ بشأن الإجراءات التنفيذية للقرار الوزارى رقم ٤٣٦ لسنة ٢٠٠٩ الخاص برسائل الذرة الصفراء الورادة بها «الإمبروزيا».
المعمل المركزي لبحوث الحشائش يمنع دخولها
وطبقًا لتوصيات المعمل المركزي لبحوث الحشائش الذى يوصي بعدم السماح بدخول الشحنات التى تختلط بها بذور الإمبروزيا بسبب خطورتها على الثروة الزراعية المصرية، وعدم السماح بنقل أي منتجات زراعية واردة تحتوي على بذور الحشائش الحجرية «الإمبروزيا» أو البذور الحجرية التي تزيد عن ٢٥ بذرة في الكيلو جرام طبقا للتشريعات.
كما أوصى المعمل أيضا أن يتم التعامل مع الشحنات داخل الدائرة الجمركية بالغربلة للتخلص منها، ولفت النظر إلى أنه فى حال عدم توافر الغرابيل المناسبة فى ميناء الوصول يمكن نقل الرسالة عن طريق البحر فقط إلي أي ميناء تتوافر فيه أدوات ومعدات الغربلة المناسبة، إلى جانب التنبيه على الشركات المستوردة بضرورة الالتزام باستيراد شحنات خالية من بذور الإمبروزيا، واتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات والتدابير الواجبه أثناء عملية النقل لمنع تسرب البذور الحجرية للبيئة المصرية.
لا توجد إمكانية للتحكم في دخولها
وهناك أيضا تقرير وحدة الصحة النباتية الذى أشار إلى أنه لا يوجد فى مصر نظام قوى للتحكم فى عدم تسرب بذور الحشائش الملوثة بالبذور أثناء النقل والتخزين والتصنيع.
القضاء على الإنتاج والتربة المصرية
مسؤول بوزارة الزراعة، أكد أن حشيشة الإمبروزيا تنتشر في محصول فول الصويا ومن الممكن انتشارها فى جميع الأراضى الزراعية، وخطورتها تتمثل فى عدم وجودها فى مصر، وطالما أنها غير موجودة لدينا، فالقانون الدولى يعطى مصر الحق فى حماية المنتج الوطنى من أمراض وحشائش غير موجودة بها تهدد البيئة الزراعية، وتحدث خلل فى التوازن البيئى.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريحات خاصة لـ مصر العربية، أن «الإمبروزيا» حشيشة سريعة الانتشار وبمجرد وصولها للأراضى الزراعية تنتقل عن طريق الرياح إلى الطرق وعن طريق ذلك تنتشر من خلال عجل السيارات، وتصنف أيضا أنها شرهة للعناصر الغذائية، وتشارك المحصول فى العناصر الموجودة فى التربة، وبالتالى يحدث ضعف للمحصول ويعطى نصف إنتاجه، وفى حال توطنها من الصعب جدا التخلص منها.
ودلل على حديثه قائلا: على سبيل المثال ألمانيا لديها حملة قومية للتخلص من الإمبروزيا منذ ١٠ سنوات وفشلت تماما فى التخلص منها والقضاء عليه، ونحن لا يوجد لدينا مبرر لاستيراد حشائش ضارة ونستنزف مبالغ طائلة للقضاء عليها دون أن يتم التخلص منها، وعلينا أن ندرك أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف مبيد يقضى عليها.
وأشار إلى أنها تُسبب أمراضا خطيرة تبدأ من تدمير المصابين بالحساسية والربو نظرا لانتشارها فى الهواء وتصيب الإنسان السليم بهذه الأمراض، تسبب أمراض العيون وتجعلها فى احمرار دائم، ومن الصعب علاجها، وقد يصل الأمر إلى حدوث التهاب فى جميع الأعصاب الموجودة فى الإنسان وشلل فى الأطراف، ومن خلال عصر فول الصويا لإنتاج الزيت يكون من السهل انتقالها لجميع أجهزة الإنسان .
وأوضح أن مصر تستورد ما يقرب من ٩٠٪ من فول الصويا من الأرجنتين والبرازيل وهذه تعمل بنظام التحول الوراثي أى مهندسة وراثيا علما بأن القانون المصرى يمنع دخول المنتجات المحولة وراثيا، لكن يبدو أنه يتم التغاضى عن هذا الشروط رغم خطورتها ويمكن انتقال جيناتها إلى مصر.
الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعى قال في تصريحات صحفية، أن المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، يصدر قرارات لصالح التجار ورجال الأعمال على حساب الشعب المصرى.
وتابع: أن ذلك تم بداية من تعديل قرار وزير الزراعة بحظر دخول الإرجوت المسرطن في القمح علما بأن القرار استند إلى رأى علمى ثم تم السماح بدخول الإرجوت، وبعده أيضا ألغى ميناء دمياط بعدما رفض الحجر الزراعى عدة شحنات قمح وفول صويا بسبب زيادة نسبة السموم بها وهذا الأمر يجعل الموانئ تضع فى الاعتبار أنه من يرفض شحنات للتجار سيكون له أثر اقتصادى على طبيعة العمل فى الميناء ويتم معاقبة موظفى الحجر لأداء واجبهم وبدلا من مكافأتهم تتم معاقبتهم .
نور الدين، أنهى حديثه بقوله: بخلاف ذلك تم إسناد الحجر الزراعى لوزارة الصناعة والتجارة، الأمر الذى يطرح تساؤلا ما علاقة الصناعة بأمراض النبات والحشائش والبذور والسموم!
احذروا زيت التموين
تقدمت النائبة أمال رزق الله، ببيان عاجل موجه إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عصام فايد، وزير الزراعة، بشأن استيراد 100 ألف طن من فول الصويا مصابة بحشيشة الإمبروزيا السامة، مؤكدة أن وزارة الزراعة تعاقدت على استيراد تلك الكمية القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وفي طريقها إلى مصر.
وأوضحت رزق الله، في بيانها التي تقدمت به إلى رئيس مجلس النواب، أن فول الصويا يستخدم في صناعة زيت الطعام ضمن السلع التموينية، مشيرة إلى أن إبراهيم إمبابي، رئيس هيئة الحجر الزراعي المصري، أصدر منشورًا يحمل رقم 9 لسنة 2016 بتاريخ 2016/7/2، ينص على إنهاء إجراءات دخول صفقة الفول الصويا المستورد من أمريكا والمصاب بأخطر حشيشة في علم النبات، وهي «الإمبروزيا»، وهي من الحشرات الضارة بالإنسان والحيوان والنبات.
وأكدت النائبة البرلمانية، أن الحشيشة شديدة الخطورة، فهي عبارة عن فطر طفيلي لا ينمو بمصر، يعيش في بلدان متفرقة طبقًا للمناخ، وتستولى على غذاء النبات حتى تجهده وتضر بالبيئة الزراعية لفترة تقارب الـ10 سنوات، ويصعب مكافحتها.
وتتسبب «الإمبروزيا»، وفقا للنائبة أمال رزق الله، بإصابة الإنسان بأمراض الحساسية والجهاز التنفسي والرمد، في أثناء موسم اللقاح من خلال زهرتها، موضحة أن المعمل المركزي لبحوث الحشائش، حظر في توصاياته استيراد الذرة والقمح وفول الصويا المحملة ببذور تلك الحشيشة، نظرًا لتأثيرها الضارة.
وشددت رزق الله، على أن وزارة الزارعة لديها علم كاف بمخاطر تلك الحشيشة، وأنها تحتاج إلى 8 سنوات لمكافحتها، ومع ذلك أبرمت الصفقة وهي في طريقها إلى مصر.
وطالبت النائبة البرلمانية بمعرفة المسؤول عن دخول هذه الشحنات المدمرة، وتكوين لجنة تقصي حقائق للتحقيق في كيفية استيراد تلك الشحنة، فضلًا عن إعدام الشحنة ومعاقبة المسؤولين.
وتعرف حشيشة "الإمبروزيا" بأنها فطر طفيلي لا تنمو بمصر، وتعيش ببلدان متفرقة طبقًا للمناخ، وهي حشيشة متطفلة تستولي على غذاء النبات حتى تجهده، وتضر بالبيئة الزراعية لسنوات تقارب العشر سنوات، يصعب مكافحتها وتنتشر كالنار في الهشيم.