بعد اتهامه بالتحريض على الإضراب
زوجة أحد عمال النقل العام :«جالي الضغط و السكر بسبب حبسة جوزي»
تقف ماجدة منذ مطلع الفجر في طابور طويل كل أسبوع أمام بوابات سجن التحقيق بمنطقة سجون طرة لتسجيل اسمها في كشوف الزيارة تحصل بعدها على دور في قائمة الانتظار الطويلة التي قد تمتد إلى الثانية بعد الظهر حتى تحظى في النهاية ببضع دقائق مع زوجها لا تليق بساعات الإرهاق الطويلة.
"بفضل أقول يارب أعني و صبرني علشان أقدر أمشي على رجلي"،تقول ماجدة زوجة محمد عبد الخالق العامل بهيئة النقل العام المسجون على ذمة اتهامه بالانتماء لجماعة محظورة ، والتحريض على الإضراب ، إنها لا تحظى بقسط من الراحة في الليلة التي تسبق الزيارة،حيث تنهمك في إعداد الطعام ومستلزمات الزيارة طوال الليل.
بملامح أربعينية أنهكها الزمان والفقر تضيف زوجة عبد الخالق "أنا بشتغل عاملة في مدرسة حكومية بقبض 749 جنيه أول عن أخر ،قبضت الخميس روحت الجمعة أجيب الزيارة لاقيت منهم 60 جنيه اللي فاضل من فلوسي كلها".
أربع زيارات مستحقة لزوجها المحبوس في سجن تحقيق طرة منذ ثلاثة أشهر لأنه لازال قيد التحقيقات،لا تفوت واحدة منها فتكلفها مبالغ كبيرة،لكن ليس هذا ما يحزنها.
"طول ما الواحد فيه نفس هيشتغل لكن الأسرة نفسها اتفككت،أنا عندي ولدين مراهقين،لكن على الفلوس أهو الواحد بيشتغل ويجيب أمسح سلم أنضف بيت وأهو ربنا بيرزق"تقول ماجدة لـ"مصر العربية".
بانفاس متهدجة و ملامح تبدو عليها الإعياء الشديد تقول ماجدة "أنا كبرت مبقتش حمل البهدلة دي ،أنا جالي الضغط والسكر بسبب حبسة جوزي ،محمد هو راجل البيت و عموده من غيره الدنيا متمشيش".
اعتادت ماجدة توقيع جزاءات أو خصومات مالية غير مبررة على زوجها القيادي العمالي من جانب إدارة الشركة بسبب نشاطه النقابي لكنها لم تعتد غيابه كثيرا عن منزلهم البسيط الذي بنوه سويا في الزاوية الحمراء.
"إحنا طول عمرنا ماشيين إيدينا في أيدين بعض"كما تقول زوجة عبد الخالق برغم من هذا طلبت من زوجها في إحدى الزيارات تسوية معاشه فور خروجه من السجن حيث ترى أن هذا هو السبيل الوحيد لتحظى بحياة هادئة .
وألقت قوات الأمن القبض على محمد عبد الخالق العامل بهيئة النقل العام في 24 سبتمبر الماضي على خلفية التحريض على الإضراب بالتزامن مع بداية الفصل الدراسي الأول بعد مطالبة العمال بزيادة الحوافز والبدلات في ظل ارتفاع الأسعار.
لكن نيابة أمن الدولة العليا أفرجت عن 4 عمال بالتتابع خلال نوفمبر الماضي و ديسمبر الجاري،بينما لا يزال محمد عبد الخالق و أيمن عبد التواب قيد الاحتجاز ينتظران جلسة التجديد القادمة في 3 يناير المقبل.