بالتفاصيل| أزمات تضرب المصريين الأحرار.. التمويل ومستقبل الحزب بعد ساويرس
أحاديث مختلفة وروايات متضاربة تسيطر على حزب المصريين الأحرار في التناول الإعلامي خلال الفترة الماضية، وذلك بعد الإطاحة بمجلس أمناء الحزب بقيادة نجيب ساويرس، مؤسسه، خلال أعمال المؤتمر العام للحزب في 30 ديسمبر الماضي.
التساؤلات التي شرع الإعلام في البحث عن إجابة لها، تمثلت في التمويل، والسبب في الأزمة، ومستقبل الحزب، والوضع القائم للحزب بعد خروج ساويرس من مجلس الأمناء.
أبو هشيمة وتمويل الحزب
ظهرت بعض الأخبار التي أفادت بأن رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، هو الذي يتولى تمويل المصريين الأحرار، عقب أزمة مجلس أمناء الحزب وانسحاب ساويرس من التمويل، إلى جانب رؤوف غبور، أحد مؤسسي الحزب.
لكن مصدر داخل المصريين الأحرار، نفى هذا الكلام بشكل تام، مؤكدا أن أحمد أبو هشيمة أوقف تمويل حزب مستقبل وطن بعد أن كان داعمه الرئيسي، فهل من المعقول أن يوجه التمويل إلى المصريين الأحرار ويوقفه عن حزبه؟.
ويأتي تمويل المصريين الأحرار، وفقا لحديث المصدر السابق، منضما إليه بلال حبش، عضو المكتب السياسي للحزب، من قبل الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، وهو من يتولى مسألة التمويل بشكل كلي إلى جانب تبرعات الأعضاء ممن لديهم القدرة واشتراكات الأعضاء السنوية.
الدكتور عصام خليل، وفقا لرأي المصادر السابقة، رجل أعمال على مستوى واسع ولديه استثمارات في عدد من الدول الخارجية ولن يشكل تمويل الحزب له أية أزمة.
مصدر أخر رفض ذكر اسمه، توقع أن يكون ما قام به عصام خليل، خلال المؤتمر العام للحزب وسعيه لحل مجلس الأمناء ليس بدافع أو توجيه الأجهزة الأمنية، لكنه بدافع شخصي لدى "خليل"، والذي يرى سعادة وأهمية كبيرة في الجلوس مع نواب البرلمان والمسؤولين في الحكومة، ولذا فعل ما فعله خشية أن يترك منصبه في رئاسة الحزب، مع الأخذ في الاعتبار أن المصريين الأحرار سيواجه انتخابات على رئاسته في مارس المقبل.
المصدر قال لـ "مصر العربية"، إن عصام خليل لديه مجموعة أصدقاء من رجال الأعمال الذين يدعموه في تمويل الحزب، لكنهم يفعلون ذلك في الظل لأنهم لا يريدون الظهور على الساحة السياسية.
إجراءات المؤتمر العام
المؤتمر العام كان القشة التي قصمت ظهر البعير، داخل حزب ساويرس، والذي قرر فيه عصام خليل الإطاحة بمؤسس الحزب من خلال حل مجلس الأمناء بشكل نهائي.
المجلس خرج بعدد من التعديلات على اللائحة، إلى جانب حل مجلس الأمناء، والبيان الذي أصدره الحزب للرد على بيان مجلس الأمناء بعد قرار حله، أكد أن المهندس رؤوف غبور، أحد مؤسسي الحزب، وافق على تعديلات اللائحة وهو ما أقنع به عصام خليل، نواب الحزب، في جمع توقيعاتهم على القرار.
غبور يخرج عن صمته
المهندس رؤوف غبور، خرج عن صمته وأصدر بيانا أكد فيه أنه تباحث حول تعديلات اللائحة الداخلية، ووافق عليها ولم يكن من بينها أية إشارة إلى إلغاء مجلس أمناء الحزب.
وأعلن رجل الأعمال في بيانه رفضه لقرار المؤتمر العام بإلغاء مجلس الأمناء، إلى جانب اعتزاله العمل السياسي، وتفرغه لإدارة مشروعاته الخاصة.
الدكتور محمود العلايلي، رئيس اللجان النوعية بحزب المصريين الأحرار، قال إن بيان المهندس رؤوف غبور بشأن عدم موافقته على حل مجلس أمناء الحزب كشف الجزء الأكبر من حقيقة الأوضاع داخل الحزب.
وأضاف العلايلي، في تصريحات خاصة لـ "مصر العربية"، أن حديث غبور يوضح مدى التلاعب الذي حدث في المؤتمر العام للحزب بداية من الدعوة لعقده ومرورا بإجراءات الانعقاد والموضوعات التي طُُرحت خلاله خلافا للائحة الحزب.
وأوضح رئيس اللجان النوعية بالحزب، أن بيان رؤوف غبور كشف حقيقة محاولات إقناع أعضاء المؤتمر العام للمصريين الأحرار باتخاذ قرار حل مجلس الأمناء بدعوى موافقة غبور عليه إلى جانب تعديلات اللائحة.
وأكد العلايلي، أن هناك الكثير من أعضاء حزب المصريين الأحرار الحاليين، أو الذين لم يتمكنوا من تجديد العضوية يرفضون كافة القرارات الصادرة عن المؤتمر العام، والأمر سيكون مطروحا أمام القضاء للفصل فيه.
يعود بلال حبش، عضو المكتب السياسي للرد على ما أُثير بشأن عدم وجود بند حل مجلس الأمناء في التعديلات التي طرحها الحزب على غبور، ليؤكد حبش أن هذا الأمر صحيح وأن حل مجلس الأمناء بالفعل لم يكن مطروحا على جدول أعمال المؤتمر العام، لكنه خلال وقائع المؤتمر.
ونفى بلال حبش، لـ "مصر العربية"، أن يكون هذا الإجراء مخالف للائحة الحزب حيث أنه من حق رئيس الحزب أن يدعو للتصويت على القرار ونتيجة التصويت هي التي تحسم نتيجته وقد جاءت بأغلبية الحاضرين بالموافقة على حل مجلس الأمناء.
مستقبل الحزب
حاليا يواجه الحزب أخطر مرحلة تخبط منذ نشأته وتأسيسه عام 2011، والأوضاع لم تستتب للإدارة الحالية بقيادة الدكتور عصام خليل، فالحزب يواجه أكثر من دعوى قضائية منها ما هو متعلق ببطلان انتخابات الحزب التي فاز بها عصام خليل، ومنها ما هو متعلق ببطلان إجراءات المؤتمر العام.
مصدر مطلع داخل المصريين الأحرار، أكد جود تراجع في صفوف نواب الحزب فيما يتعلق بالخطوة التي اتخذها عصام خليل خلال المؤتمر العام بحل مجلس الأمناء وذلك بعد ابتعاد التمويل عنهم حيث كان النواب يتقاضون رواتب شهرية من الحزب.
المصدر أشار في حديثه لـ "مصر العربية"، إلى وجود اتصالات ما بين نواب الحزب والجبهة الرافضة لقرارات عصام خليل وحل مجلس الأمناء وقالوا نصا: "عصام خليل ضحك علينا في التصويت على قرار حل المجلس فأخبرنا أن رؤوف غبور أحد مؤسسي الحزب موافق على التعديلات، وأنه لابد من الإطاحة بالمجلس لأنه يدعم أحد الأشخاص ضده في انتخابات رئاسة الحزب المقبلة في مارس".