توقعات بانتعاش الاقتصاد العالمي في عهد "ترامب" وسط تخوفات على المدى البعيد
أبدي اقتصاديون بارزون يحضرون المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع أن أملهم في تحقيق سياسات دونالد ترامب اندفاعا رائعا للاقتصاد العالمي، في مقابل تخوفهم من أن النهج الحمائي الذي يؤيده يخاطر بالتسبب بألم أكبر على المدى الطويل.
وارتفعت الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم بشكل حاد منذ نتائج الانتخابات الأمريكية، على أمل أن تحفيز من المالية العامة الذي يخطط له الرئيس المنتخب، متوقعين أن يحقق نموا أعلى.
وأعلن الاقتصاديون بمن فيهم ثلاثة من الحائزين جائزة نوبل، اتفاقهم على أن خطط ترمب ستكون في البداية إيجابية للاقتصاد، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".
يقول بوب شير، الأستاذ في جامعة ييل والحائز جائزة نوبل، الذي يجادل أن ترمب سوف يغير عقلية الشركات الأمريكية بطرق تولد النمو السريع: "دونالد ترمب هو أكثر أهمية باعتباره رمزا مما هو كمخفض ضرائب. إنه رمز موقف جديد تجاه الشركات الكبيرة، تجاه الأشخاص الذين هم من أصحاب المشاريع. هذا الرمز الجديد محفز للغاية".
وتابع: إنه على الرغم من أن التعب حل بعد إثارة ارتفاع الأسواق بسبب انتخاب ترمب، حيث ينتظر المستثمرون المزيد من التفاصيل المحددة بشأن سياسته، إلا أن الأداء القوي لبعض الأسهم، مثل أسهم البنوك الأمريكية، يسلط الضوء أيضا على التوقعات التي ترى أن الرئيس المنتخب سوف يقرر التحرير التنظيمي للاقتصاد.
ويقول كينيث روجوف من جامعة هارفرد: على المدى القصير، النمو الأمريكي القوي قد يكون جيدا للاقتصاد العالمي. لكن إذا كانت السياسة غير منتظمة بقدر ما يتنبأ به الخطاب الانتخابي، فمن الصعب رؤية جانب إيجابي للاقتصاد العالمي بسبب هذا على المدى الطويل.
موريس أوبستفيلد، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، أصدر تحذيرا مماثلا بشأن الحمائية، مشيرا إلى الخطر المتمثل في الارتفاع الحاد في الدولار يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى حرب تجارية مدمرة مع الصين.
وأضاف أن احتمال التحفيز من المالية العامة يتفوق على فرض رسوم جمركية الجديدة على الواردات - إلى حد كبير لأن الجمهوريين في الكونجرس يظهرون دعما أقوى بكثير لتخفيضات الضرائب المقترحة من الرئيس المنتخب مما هو لسياساته التجارية.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.4 في المائة هذا العام وبنسبة 3.6 في المائة في عام 2018 - جزئيا بسبب التحفيز من المالية العامة.
كما يتوقع الاقتصاديون في صندوق النقد الدولي أن يكون نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.3 في المائة في عام 2017 وبنسبة 2.5 في المائة في عام 2018، أي بزيادة 0.5 نقطة مئوية تراكمية على توقعاتهم قبل وقت قصير من الانتخابات في نوفمبر الماضي.
السير كريستوفر بيساريدز من كلية لندن للاقتصاد حذر من أن عدم اليقين بشأن دور الولايات المتحدة العالمي وتهديدات ترمب الحمائية سوف تلحق الضرر.
وقال السير كريستوفر: لقد كان مصرا تماما بشأن تمزيق الاتفاقيات التجارية في حملته الانتخابية بحيث سيضطر لتنفيذ أقواله على الأقل إلى حد ما. هذا سيكون أمرا سيئا بالنسبة للاقتصاد العالمي.