بعد تصدير اسمه في قائمة الإرهابيين
خبراء: «أبو تريكة» أفشل محاولات النظام في إرهاب المعارضة
من بين 1543متهما أدرجتهم محكمة جنايات شمال القاهرة، على قوائم الإرهابين برز اسم لاعب منتخب مصر السابق محمد أبو تريكة، والذي جاء ضمن القوائم، وتصدرت حملات تضامنية معه بوسائل الإعلام وصفحات السوشيال ميديا، بعد اتهامه بدعم جماعة الإخوان المسلمين.
القائمة الممتدة لمئات الأسماء ضمت شخصيات ربما لا تقل أهمية عن " الماجيكو" كما يلقبه جمهور كرة القدم، لكنه كان صاحب الحضور الأبرز، وهو ما فسره خبيران تحدثت معهما "مصر العربية" بحب الجماهير له، وتعمد السلطة إخراج هذه القوائم حاليًا للفت الانتباه.
الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية يربط بين القوائم وتصدير أبو تريكة لها وتوقيت ظهورها.
ويقول لـ"مصر العربية" إن القوائم جاءت بالتزامن مع صدرو الحكم بتبعية الجزيرتين لمصر، والذي أصدرته المحكمة الإدارية العليا الأسبوع الماضي، وبناء عليها طالت الاتهامات بالتنازل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووصلت في بعض الأحيان للخيانة العظمي.
وأضاف أستاذ الاجتماع السياسي أن الأمر يحتاج في مثل هذه الحالات للفت الانتباه وتحويل دفة الرأى العام، لموضوع آخر لا يقل أهمية، وبالتالي تصدير اسم "أبو تريكة" لهذه القوائم سيترتب عليه لغط واسع.
وأضاف أن ما يفهم من القضية وتوقيتها أن المراد منها هو "شوف العصفورة" في إشارة للمثل المصري الذي يتهكم به على نظرية تحويل الانتباه.
وبحسب صادق إن الأمر هنا يحتاج لشخص محبوب ومشهور، ﻷنه سبق وأن صدرت عشرات الأحكام بالإعدم على مشاهير من التيار الإسلامي أو حتى أناس عاديين ولم يشغل الأمر الرأى العام كما حدث هذه المرة.
واتفق معه الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية، بأن القوائم خرجت للتغطية على حكم جزيرتي تيران وصنافير، لافتًا إلى أنَّ السلطة تعاملت بغباء فبسبب وضع اسم لاعب الكرة المعروف بسلميته وصاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة ضمن قوائم الإرهاب، أصبحت الثقة منعدمة بين السلطة والجماهير.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن النظام حاول تسويق فكرة الخوف خلال السنتين السابقتين، إلا أنه لم ينجح في تسويق الفكرة بتصدير خبر كوضع أبو تريكة ضمن قوائم الإرهاب وبالتالي ضاع مجهوده في السنوات السابقة في ترسيخ مبادئ نظرية الخوف.
وفسر دراج وجود بعض الأسماء من المتوفين وكبار السن، والسيدات لجانب أبو تريكة في القوائم بأنه إجراء متعمد فالأخبار الشاذة هي التى ستلفت انتباة الناس.
إرهابيون ميتون
وباستعراض باقي الأسماء التى ضمتها القائمة، كان من ضمن المتواجدين3 تعرضوا للتصفية الجسدية في شقة بالسادس من أكتوبر في 1 يوليو 2015، كناصر الحافي، وأسامة أحمد الحسيني، هشام إبراهيم الدسوقي، وكذلك محمد كمال، عضو مكتب الارشاد الذي تعرض لقى حتفه خلال قيام قوات الشرطة بإلقاء القبض عليه نهاية العام الماضي .
ومنهم أيضا من بالسجن مثل عماد حسن، الذي توفي بسرطان المعدة داخل سجن العقرب بعد تدهور حالته الصحية ورفض إدارة السجن علاجه في 27 مايو 2015.
ومنهم من توفي بالخارج كأبو الدهب ناصف، عضو الهية العليا لحزب الحرية والعدالة، والمتهم في قضية "أحداث البحر الأعظم"، والذي وافته المنية بماليزيا في 22 يناير 2014، وجاء اسمه بالقائمة بجانب أحمد سيف الإسلام حسن البنا الذي توفى في 5 فبراير 2016، و سبقه في يناير مصطفى عطية، مسئول مكتب إداري بالجماعة في يناير 2016، إضافة إلى إلى نحو 10 أخرين .
صحفيون بالقائمة
وتضمنت القائمة 5 صحفيين وإعلاميين، وهم الزملاء هشام جعفر مدير مؤسسة مدى الإعلامية، المحبوس احتياطيًا من أكتوبر 2015، وإبراهيم الدراوي الصحفي بجريدة «آفاق عربية»، محبوس احتياطيًا من 16 أغسطس 2013.
وضمت أيضا محسن راضي وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب السابق، والذي ألقي القبض عليه في 6 سبتمبر 2013، وحكم عليه بالسجن 20 عامًا، إضافة إلى سامحي مصطفى الصحفي بشبكة "رصد" الإخبارية، محتجز منذ 25 أغسطس 2013، وحكمت عليه بالمؤبد في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"غرفة عمليات رابعة"، وأصدرت محكمة النقض حكمًا ببطلان حكم المؤبد، ويتم الآن ، إعادة محاكمته فيها، والصحفي والاعلامي محمد صقر ».
السيدات لأول مرة
وشملت القائمة 87 سيدة جاءت أغلبهن من أبناء وزوجات قيادات جماعة الإخوان المسلمين، فضمت القائمة سبعة من بنات خيرت الشاطر نائب المرشد وعضوات سابقات في برلمان 2012، كمنال أبو الحسن، وأخريات كعزة الجرف، وبكينام الشرقاوي مساعدة رئيس الجمهوية السابق .