وسط صمت رسمي
هل تنجح "التسريبات المزعومة" في ضرب علاقة مصر بالخليج ؟
استمراراً لمسلسل التسريبات الذي عرفته مصر عقب ثورة 25 يناير على كافة المستويات، بثت فضائية مكملين التي تتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقرا لها ،عدد من التسريبات زعمت أنها مكالمات هاتفية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، تحدثا فيها عن بيان مجلس التعاون الخليجي بشأن تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وتحرُّك كويتي للمصالحة بين مصر والسعودية.
خبراء أجمعوا على التشكيك في هذه التسريبات، إلا أنهم اختلفوا حول مدى تأثيرها على العلاقات المصرية مع دول الخليج، فيما طالب بعضهم بتوضيح رسمي مصري بشأنها لعدم إثارة مزيد من البلبلة .
و أوضح السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذه التسريبات مجهولة وبلا مضمون سياسي متماسك، فهي عبارة عن " غث" لا يوجد ما يؤكد مصداقيتها، مُشيراً إلى أنها خرجت من مصادر تستهدف الوقيعة بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال القويسني، لـ" مصر العربية"، إن هذه التسريبات هي والعدم سواء، ولن يكون لها أي أثر خاصة على علاقات مصر بنظرائها العرب ، لافتا إلى أن هناك صعوبة في تحدث رئيس جمهورية مع وزير خارجيته في تليفون غير مشفر .
وتابع،" لوكانت كل الإتصالات بين روؤسء الدول ووزراء خارجيتهم سهل تسريبها بهذا الشكل لكان العالم في صراع يومي".
أما السفير سعيد كمال ،نائب الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، فيرى أن هذه التسريبات تدخل ضمن مخططات بعض الدول لبث الفرقة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بين الدول العربية، موضحاً أن هدف التسريبات بالأخص تهدف للوقيعة بين مصر والسعودية.
قال كمال ، لـ" مصر العربية"، إن علاقات الدول ببعضها لها معايير وضوابط عديدة أكثر قوة من مثل هذه التسريبات، وأن الدول التي تتأثر علاقاتها مع الآخرين بها تكون صغيرة، كما أن العلاقات القوية لا يؤثر عليها أي شىء، أما إذا كانت ضعيفة فستقع تحت تأثير التسريبات.
وأضاف، أنه لا يتوقع وجود تأثير لهذه التسريبات على العلاقات المصرية مع دول التعاون الخليجي وخاصة السعودية، مع الإشارة إلى احتمالية أن تكون هذه التسريبات مزيفة.
ومن جانبه طالب المهندس ياسر قورة، نائب رئيس حزب الوفد، بضرورة خروج مسئول مصري ليؤكد أو ينفي محتوى هذه التسريبات؛ لأن التكنولوجيا الحديثة جعلت تركيب الأصوات أمر سهل وأصبحت الصور الفوتوغرافية بلا مصداقية.
وعن تأثيراتها على علاقات مصر بدول الخليج، قال قورة، لـ” مصر العربية”، إن بث هذه التسريبات حالياً الهدف منه استغلال التوترات الموجودة مع السعودية؛ لإحداث وقيعة وفرقة بين مصر والدول العربية، مُشيراً إلى أن هذه التوترات لن تستمر بحكم محاولات تقسيم الدول العربية بما فيها مصر التي تُعد مع السعودية عصب هذه الأمة.
وأشار، إلى أنه لا يعرف موقف السعودية من هذه التسريبات، ولكن حسب قوله” اللي عايز يصدق حاجة بيسمعها بيصدقها”، مُطالباً السعودية بأن تتذكر أنه لولا 30 يونيو لمابقيت المملكة حتى الآن؛ لأنها دمرت مخطط تقسيم الشرق الأوسط.