علي المصيلحي.. وزير مبارك الذي طلب «الاستثمار» فأخذ «التموين»
في تصريح خاص لـ"مصر العربية" أمس، قال الدكتور على المصيلحى، وزير التموين الجديد، إنه طلب وزارة الاستثمار عندما عرض عليه الانضمام للتشكيل الوزارى الجديد، لكنه أوضح أن إحساسه الداخلى أنه سيتم إسناد وزارة التموين له بنسبة 99%، وبالفعل هذا مع حدث اليوم.
وعاد المصيلحي ليتولى حقيبة وزارة التموين والتجارة الداخلية، بعد 6 سنوات من تركه لمنصب وزير التضامن في عام 2011 الماضي، ليتخلي عن منصبه في مجلس النواب كرئيس للجنة الاقتصادية.
وفي عهد "المصيلحي" الأول، كانت وزارة التضامن الاجتماعي تضم قطاع التموين والرقابة والتوزيع والتأمينات الاجتماعية ولجنة المساعدات وجهاز تنمية التجارة الداخلية، إلا أنه تم فصلها لوزارتين بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، الأولى باسم "وزارة التموين والتجارة الخارجية"، وتضم قطاع التموين والرقابة ولجنة المساعدات وجهاز تنمية التجارة الداخلية. أما الوزارة الثانية، فهي "التضامن الاجتماعي"، وتتولاها د.غادة والي.
من هو على المصيلحي؟
تخرج المصيلحي من الكلية الفنية العسكرية عام 1971، وتخصص في مجال الهندسة الإلكترونية، وفي عام 1977 حصل على الماجستير من جامعة Paris VI، وفي عام 1980 حصل على الدكتوراة في استخدام الحاسبات في تصميم الدوائر المصغرة من “Ecole Poly Technique” – باريس.
وعُيّن المصيلحي في عام 2002 رئيساً لمجلس إدارة الهيئة القومية للبريد المصري حتى ديسمبر 2005، بعدها اختير وزيرا للتضامن الاجتماعي، وكان عضوا بالحزب الوطني الذي تم حله في أعقاب ثورة 25 يناير.
وعقب توليه الوزارة، أعطي "المصيلحي" أولوية لإنجاز الخطة القومية لتطوير شبكات الأمان وترشيد الدعم وخطة تطوير بنك ناصر الاجتماعي لزيادة الفعالية في تحقيق التنمية الاجتماعية.
واستمر مصيلحي في منصبه عقب تنحي مبارك، لكن ذلك لم يدم طويلا، حيث غادر منصبه مع إقالة حكومة الفريق أحمد شفيق.
الكارت الذكي
بعد تولي المصيلحي وزارة التضامن في نهاية ديسمبر 2005، عمل على تطوير قطاع التموين والرقابة والتوزيع والدعم أيضا، حيث بدأ في استخراج بطاقات التموين الذكية للمواطنين وقام بتطبيقها لأول مرة في محافظة بورسعيد كمرحلة أولى وبالفعل نجحت المنظومة .
تطوير المطاحن
قام المصيلحي بتحويل المطاحن الحجرية إلي مطاحن حديثة لتقليل المهدر من القمح أثناء عملية الطحن، بالإضافة إلى ضمان انتاج الخبز يصلح للاستهلاك الأدمي، بحسب ما أعلنه خلال فترة توليه.
ولم يكتف "المصيلحي" بتطوير منظومة الطحن، لكنه حافظ أيضا على معدل ثابت من الطحن وصل إلي 750 ألف طن قمح شهريا، بالإضافة إلى توافر كافة السلع الغذائية في عهده.
شهداء الخبز
ولكن هناك العديد من الاخفاقات التي حدثت في عهد المصيلحي، وعلى رأسها "شهداء الخبز في مصر"، حيث شهد عهده أكبر وأشد أزمات الخبز، سقط خلالها العشرات ما بين قتيل وجريح، أطلقت عليهم وسائل الإعلام "شهداء الخبز"، في مشاجرات بين المواطنين الذين نال منهم الإعياء مبلغه من طول وقوفهم في الطوابير التي كان يصل طولها أحيانا إلى عشرات الأمتار.
ووصلت حدة الأزمة في عهد المصيلحي لدرجة دفعت الرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، إلى مخاطبة جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، ووزارة الداخلية، في مارس 2008 للتدخل في مجال إنتاج الخبز لسد حاجات المواطنين.
أزمة الأنابيب
لم تكن أزمة الخبز هي الوحيدة في عهد المصيلحي، لكن لحق بها أزمة أنابيب البوتاجاز ليصل سعرها في عام 2010 لما يتراوح بين 30 إلى 50 جنيها مقارنة بـ 3 جنيهات سعرها الرسمي، ما أدى إلى اشتعال غضب الأهالي وقيامهم بالاستيلاء على سيارات نقل الأنابيب .
تهريب الدقيق
اخفاقات المصيلحي في الوزارة جعلته يقوم بإعطاء المحافظين الحق في تحديد حصص الدقيق للأصحاب المخابز، ما جعلهم يقومون ببيع الدقيق في السوق السوداء وتحقيق مكاسب طائلة.
وتعليقا على عودة مصيلحي لوزارة التموين، رأى الدكتور نادر نور الدين مستشار وزير التموين الأسبق، في ذلك "إفلاسا صريحا لرئيس الوزراء الحالي المهندس شريف إسماعيل، إذ أن هناك العديد من الاخفاقات مرت بها وزارة التموين في عهد مصيلحي الأول، مشيرا إلى أن الوزارة ستعود إلى خطة خفض الدعم، لأن"الوزير ده غاوى رفع أسعار".
وأضاف فى تصريحات لـ "مصر العربية" أن الوزير تقع على عاتقه العديد من المشكلات والمطالب، أولها أزمة الأرز واستمرار أزمة السكر، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تشهد نقصا حاد في كافة السلع التموينية .
وأشار إلى أن أزمة تنقية البطاقات تقع على عاتقه، خاصة أن المرحلة الثانية بدأت منذ 15 يوميا، متسائلا: "كيف يمكن للوزير تحديد الجهات المستحقة للدعم من عدمه؟".
من جهته، قال العربي أبو طالب، المستشار الاقتصادي لاتحاد التموين، إن الأزمات الحالية لن يستطيع الدكتور المصيلحي حلها في الفترة الحالية بسبب صعوبة الوضع الاقتصادي، مشيرا إلى أن هناك العديد من أعضاء الغرف التجارية يرفضون أي بديل للدكتور خالد حنفي، وزير التموين الأسبق، ما يجعلهم يمنعون التعامل مع الوزارة بشتى الأساليب.
وأضاف فى تصريحات لـ "مصر العربية" أن الدكتور المصيلحي ليس أمامه لحل الأزمات سوى الجلوس مع التجار وشركات القطاع الخاص، كما أن عليه تطهير الوزارة من الفساد المترسخ بها على مدار السنوات الماضية.