أسماء وإبراهيم.. رحلة معاناة من السجن للاختفاء القسري
في 28 ديسمبر 2016 قضت محكمة النقض ببراءة عدد من طالبات جامعة الأزهر، كانت أسماء حمدي واحدة منهن، حيث قُبض عليها في 24 ديسمبر 2013 وحٌكم عليها بالسجن 5 سنوات.
التهم كانت الانتماء لجماعة إرهابية والتظاهر بدون ترخيص وإتلاف ممتلكات عامة، وقضت أسماء 3 سنوات في السجن قبل أن تحصل على البراءة.
لم تشعر أسماء بفرحة تلك البراءة، فقبل أسبوع واحد من جلستها اختفى خطيبها إبراهيم رجب، قسرياً حتى الآن.
تروي أسماء لـ"مصر العربية"، ما حدث في 20 ديسمبر 2016، حيث جاء إبراهيم للقاهرة للمبيت وزياراتها في اليوم التالي بسجن القناطر، موضحة أنه بحلول الليل أجرت والدتها اتصالاً هاتفياً به للاطمئنان عليه فأخبرها أنه بصحبة "أمير اليماني" صديقه وسيصل إليها في خلال 10 دقائق.
لم يجب إبراهيم على هاتفه مرة أخرى، وظل هاتفه مفتوحا لمدة يومين لكن لا يجيب على أي اتصالات، واختفى بصحبه صديقه.
وتقول إنه في زيارتها في اليوم التالي لاختفاء خطيبها، علمت من أسرتها بقصة الاختفاء، موضحة أنها لم تكن تعلم ما يعنيه "الاختفاء القسري"، خاصة أنها محبوسة منذ 3 سنوات لا تعلم ما يحدث بالخارج، إلا أن أحدهم حاول أن يطمئنها بأن الأمر يمكن أن يستغرق أسبوع أو اثنين قبل أن يظهر.
وتشير أسماء إلى أنها لم تكن قادرة على استيعاب ما يعنيه أن يغيب خطيبها الذي لم يتركها وهى محبوسية مدة أسبوعين، لكن اليوم يمر الشهر الثاني على الاختفاء، معلقة: "حتى الآن مازالت أحاول استيعاب الأمر".
لم تكن تلك المرة الأولى للقبض على إبراهيم، فوفقا لحديثها قبض عليه في مارس 2014 في أحد الكمائن لكنه لم يمر سوى 14 يوماً وحصل على إخلاء سبيل.
التجربة بالنسبة لها قاسية للغاية، خاصة وأنها انتظرت 3 سنوات لتخرج من زنزانتها وتعود لحياتها، معلقة :"إبراهيم رفض يسافر ويسيبني محبوسة، كان نفسي نبدأ حياة جديدة وقررنا نسافر أول ما أخرج، لكني لم أراه حتى وقت خروجي وقٌبض عليه قبلها".
يتجدد الأمل لدى أسماء يومياً في ظهوره، لكنها تعلم أنها أنهت رحلة السجن لتبدأ رحلة البحث عن مختف قسرياً.