خبراء يجيبون..
عودة السياحة الروسية.. تعنت من موسكو أم لعبة دولية؟
"تعنت أم لعبة دولية".. هكذا وصف عدد من الخبراء السياحيين موقف موسكو من عودة السياحة الروسية، مؤكدين أنَّ استئناف الرحلات الجوية إلى مصر عاد إلى المراوغة، خاصة بعد أن استقبلت مصر 4 وفود أمنية للتفتيش على إجراءات الأمن بالمطارات، لاسيما تنفيذ نحو 80% من المطالب الروسية.
وأوضح الخبراء أنّه على الرغم من ذلك، تلقت مصر صفعة قوية بعد أن استبعد وزير النقل الروسي "مكسيم سوكولوف" استئناف رحلات الطيران مع مصر في الوقت القريب، معلقين: "الأمر أصبح لعبة بيد الأطراف الدولية".
وقال عصام علي الخبير السياحي: إن الأمر أصبح غير مفهوم خاصة وأن الجانب الروسي متأكد تمامًا من أن المطارات المصرية مؤمنة جيدًا كما أنَّ الحالة الأمنية بمنتجعات الغردقة وشرم الشيخ مستقرة.
وأضاف علي، لـ"مصر العربية"، أن روسيا لو تعلم أنّ هناك 1%من الحالة الأمنية سيئة لما سارعت بافتتاح قنصليتها في الغردقة في يناير الماضي وهي المدينة التي تحتضن 60% من السياح الروس الوافدين إلى مصر كما أن روسيا لم تقدم أي تحذيرات لرعاياها في مصر بخلاف تركيا التي طالبت روسيا رعاياها بتوخي الحظر.
وتوقع الخبير السياحي، تكرار زيارة الخبراء الروس إلى مصر معلقًا أنها فكرة تستغلها روسيا كوقت إضافي منعًا لوقوعها في الحرج أمام الحكومة والشعب المصري لحين وقوفها على أرض صلبة في حل هذه الملفات، مشيرًا إلى أنه من المتوقع عودة السياح الروس أواخر شهر مارس المقبل أو تزامنا مع أعياد الربيع منتصف أبريل المقبل حيث أن توقف الرحلات تسببت في خسائر للجانبين المصري والروسي.
ومن جانبه، قال هشام علي، رئيس جمعية مستثمري شرم الشيخ، إن روسيا تتعنت مع مصر في الآونة الأخيرة، وترفض استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، رغم استئناف بعض الدول الأورويبة الرحلات الجوية إلى مصر، والتزام مصر بكل شروط الأمن المطلوبة.
وأضاف علي لـ"مصر العربية"، أنه حان الوقت لكي تراجع مصر جميع سياستها تجاه الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن ملف عودة السياحة الروسية يتسم بالفوضى ويجب حسم هذا الملف حتى لاتتأثر العلاقات المصرية الروسية بالسلب.
وكانت روسيا قد أوقفت رحلاتها إلى سيناء بداية من نوفمبر 2015، إثر سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء ومقتل جميع ركابها 227 شخصًا معظمهم روس.
كما اشترطت روسيا في يوليو 2016، وجود عناصر أمنية روسية في مطار شرم الشيخ والغردقة والقاهرة لتفقد الإجراءات الأمنية وفحص كاونترات الشركات وأجهزة الكشف عن الحقائب ومراحل التفتيش، ومتابعة عمليات دخول وخروج الموظفين من خلال بوابات البصمة البيومتري، لتحديد موعد استئناف الرحلات السياحية إلى مصر.
وتمثل السياحة الروسية إلى مصر أهمية كبيرة حيث تبلغ نحو 35% من إجمالي الحركة الوافدة سنويًا إلى مصر، كما يشكل الروس والبريطانيون نحو 60% من السائحين القادمين جوًا إلى شرم الشيخ.
وكان وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف استبعد استئناف رحلات الطيران مع مصر في الوقت القريب، وذلك بعد تعليقها إثر تحطم طائرة ركاب تابعة لشركة روسية في سيناء.
وفي مقابلة تلفزيونية للوزير الروسي مع محطة “روسيا 24”، أوضح سوكولوف أن فريق الخبراء الذي اختبر إجراءات الأمن في مطار القاهرة مؤخرا خلص إلى أنه من غير الممكن استئناف رحلات الطيران في القريب العاجل.
وعزا سوكولوف ذلك لوجود ملاحظات يتوجب إزالتها متعلقة بأنظمة البصمة البيومترية ونظام مراقبة الفيديو وغيرها من الجوانب، وذلك لتأمن سلامة الركاب بشكل كامل. مؤكدًا أن الجانبين الروسي والمصري يعملان على إزالة هذه الملاحظات.