القصة الكاملة| "داعش" و"طالبان".. دماء "مسلمة" تحت رايات "التوحيد"
تتصاعد عمليات فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بداعش في أفغانستان وباكستان، المعروف بـ "ولاية خراسان"، بشكل ملحوظ منذ العام الماضي، وكان آخرها هجوم نفذه خمسة من عناصره على المستشفى العسكري الواقعة بمنطقة "وزير أكبر خان" الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية "كابل".
وقال تنظيم "داعش"، في بيان له، أمس الأربعاء، إن خمسة من عناصره نفذوا الهجوم على المستشفى العسكري، وهم "عبد الرحمن الطاجيكي وإبراهيم الطاجيكي، وسعد الخراساني، وجعفر الهيراتي، ومسلم الكابلي".
وأضاف أن أحد العناصر الخمسة استهدف مدخل المستشفى بسيارة مفخخة، قبل أن يتمكن الأربعة الآخرين من الدخول إلى المبنى، وقتل عددا كبيرا من عناصر الأمن.
ولفت إلى اشتباك العناصر الأربعة مع قوات الأمن في محاولة أخيرة لاقتحام المبنى، فدارت اشتباكات استمرت 7 ساعات، فجر خلالها المهاجمون أحزمتهم الناسفة بعد نفاد الذخيرة.
وزعم التنظيم، مقتل 400 من قوات الجيش الأفغاني ورجال الاستخبارات.
في المقابل، أعلنت قناة "تولو" الرسمية الأفغانية، سقوط 30 قتيلا و70 جريحا، جراء الهجوم على مستشفى "سردار محمد داود خان" وهو أكبر مستشفى عسكري في كابل.
ويحاول تنظيم "داعش" مواجهة نفوذ حركة طالبان، التي ظهرت في 1994.
في السطور التالية تستعرض "مصر العربية" نشأة فرع تنظيم "داعش" منذ يناير 2015، ومناطق نفوذه وصراعه مع طالبان وأبرز عملياته.
النشأة
في يناير من عام 2015، أعلن عدد من أمراء عشرة مجموعات مسلحة في باكستان وأفغانستان، اختيارهم للقيادي المنشق عن حركة طالبان باكستان حافظ سعيد، أميرا لهم، قبل تقديم البيعة لخليفة "داعش" أبو بكر البغدادي.
وما كان من تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا إعلان تشكيل "ولاية خراسان"، عبر المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، الذي لقي مصرعه في قصف جوي العام الماضي، وتعيين حافظ سعيد خان واليا على خراسان، فضلا عن تعيين أبا طلحة عبد الرؤوف خادم نائبا له.
وانشق خان عن حركة طالبان باكستان، وقرر قيادة مجموعة مسلحة في منطقة (أوركزاي) بعد اختيار المولوي فضل الله لقيادة الحركة، بعد مقتل حكيم الله مسعود في 2013.
خان، قال في رسالة صوتية عقب تأسيس "ولاية خراسان"، إلى عناصر حركتي طالبان باكستان وأفغانستان، إنه "جاز لهذه المنظمات أن تعمل في غياب كيان الخلافة بهدف إيجاده، ولكن بقيام الخلافة يجب على الجميع مبايعة البغدادي خليفة المسلمين، ومن يمت بغير بيعة يمت ميتة جاهلية، ولا يجوز بعد اليوم أن يستمر وجود هذه المنظمات الجهادية في المنطقة، وعليها أن تقدم البيعة والولاء لولاية خراسان".
ويعتبر المكون الباكستاني الأكثر سيطرة على الكيان الذي تأسس منذ عامين، حيث انشقت بعض قياداته، وأقيل بعضها الآخر، من حركة طالبان باكستان.
وفي 12 أغسطس 2016 أكد السفير الأفغاني في باكستان، مقتل زعيم فرع "داعش" في أفغانستان وباكستان حافظ سعيد خان بغارة نفذتها طائرة أمريكية دون طيار في عملية عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وأفغانستان بشرق أفغانستان.
وانشق مساعد زعيم فرع التنظيم في خراسان، عبد الرحيم مسلم دوست، بعد تعرض تنظيم "داعش" للمدنيين، خاصة بعد إعدام وجهاء "الباشتون"، بعد اتهامهم بمعاداة التنظيم وموالاة طالبان.
مناطق النفوذ
وينشط فرع تنظيم "داعش" بشكل أساسي في شرق أفغانستان ومناطق من باكستان على الحدود بين البلدين، اعتمادا على النفوذ السلفي في تلك البقعة، وسط صراع كبير على النفوذ مع حركة طالبان.
وتعد "ولاية خراسان" أحدث أفرع "داعش" خارج منطقة نفوذه الأساسية في العراق وسوريا، وبايعت جماعات من الأوزبك وحركة جند الله في باكستان التنظيم، ويضع التنظيم ثقله بشرق أفغانستان ومناطق في باكستان، فضلا عن وجود ما يعرف بـ "المفارز الأمنية" التي يعتمد عليها التنظيم في المدن التي لا يتمتع فيها بنفوذ واسع.
وبحسب تقديرات عناصر موالية لتنظيم "داعش"، فإن ولاية خراسان تمتد على 4 مقاطعات بأفغانستان وهى (كوت وأشين وده بالا، وتشابرهار)، فضلا عن خلايا تتواجد داخل كابل وجلال آباد.
الصدام مع طالبان
لم يمض الكثير من الوقت منذ إعلان فرع تنظيم "داعش" في أفغانستان وباكستان، قبل أن يدخل في صدام مسلح مع حركة طالبان أفغانستان، في إطار الصراع على النفوذ فيما بينهما.
وفي 26 مايو 2015 ، لقي العشرات من حركة طالبان أفغانستان وفرع "داعش" مصرعهم، في اشتبكات عنيفة بين الطرفين.
وخرج محمد منصور، في 16 يونيو 2015، قبل أن يتزعم حركة طالبان أفغانستان بعد وفاة الملا عمر، في رسالة مكتوبة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلا: "يجب خوض الجهاد ضد الأميركيين وحلفائهم تحت راية واحدة، وإذا اتخذتم قرارات عن بعد، فستخسرون تأييد العلماء والمجاهدين والأنصار".
وأضاف أن طالبان ستضطر للتحرك من أجل الدفاع عن مكتسباتها.
وفي 9 ديسمبر 2015، أعلنت السلطات الأفغانية، مقتل 16 عنصرا من تنظيم "داعش" وحركة طالبان، جراء اشتباكات بينهما في ولاية "ننجرهار"، شرقي أفغانستان.
وقتل 26 عنصرا من تنظيم "داعش" و5 آخرين من حركة طالبان، في 7 يناير 2016، خلال اشتباكات بين الطرفين.
وفي 11 فبراير 2016، قتل نحو 80 مسلحا خلال اشتباكات اندلعت بين موالين لتنظيم داعش وحركة طالبان فى منطقة "جومال" بإقليم بكتيكا في شرق أفغانستان.
أبرز العمليات
ونفذ فرع تنظيم "داعش" في أفغانستان وباكستان، عدة عمليات مؤثرة، أوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى، وكان آخرها الهجوم على المستشفى العسكري في العاصمة الأفغانية كابل، أمس الأربعاء.
وكان عام 2016 هو الأبرز لعمليات التنظيم حيث توسع في تنفيذ عمليات نوعية لاستهداف مقرات عسكرية وشرطية، في أفغانستان وباكستان.
وتبنى تنظيم "داعش"، في 13 يناير 2016، هجومه الأول ضد باكستان من خلال الاعتداء على القنصلية بشرق أفغانستان.
وفي 23 يوليو 2016، أعلنت الشرطة الأفغانية مقتل 80 وجرح 231 آخرين جراء انفجارين لـ "داعش"، وقعا أثناء مرور تظاهرات منددة بمشروع الكهرباء في كابل.
وفي أكتوبر 2016، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم على أكاديمية لتدريب قوات الشرطة في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان وأسفر عن مقتل 60 شخصا وإصابة 165 آخرين.
وأعلن تنظيم "داعش"، في 21 نوفمبر 2016، مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري على مسجد للشيعة في العاصمة الأفغانية كابل، وأسفر عن مقتل 30 شخصا وإصابة 90 آخرين.
وفي 8 فبراير 2017، قتل 22 شخصا في هجوم لعناصر تنظيم "داعش" على المحكمة العليا في أفغانستان.
وفي 16 فبراير 2017 ، أسفر هجوم على مسجد صوفي في ولاية السند جنوب باكستان، عن مقتل أكثر من 70 شخصا و إصابة 200 آخرين.