خبراء يجيبون..
الوفود المؤيدة للسيسي في واشنطن.. دليل شعبية أم مظهر إفلاس؟
في الوقت الذي يتأهب فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، غدا السبت، بادرت وفود دبلوماسية وشعبية وحزبية بالسفر إلى هناك، لدعمه ومساندته في الزيارة.
وغادر صباح اليوم الجمعة، وفد من شباب حزبي المصريين الأحرار ومستقبل وطن، متجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تأييدا للرئيس في قيادته للدولة، وتوجيه رسالة للعالم بأن الشباب يؤيد السيسي وانفتاحه على دول العالم وتحركاته الخارجية، بحسب ما صدر عنهم من تصريحات وبيانات صحفية.
وسافر إلى أمريكا، الأحد الماضي، وفد مصرى برئاسة سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، والمستشار أحمد الفضالى رئيس تيار الاستقلال رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، استعدادا لزيارة الرئيس السيسي.
ويصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدا السبت، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة تستمر عدة أيام يلتقي خلالها نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
ومنذ وصول السيسي إلى سدة الحكم؛ اعتاد سياسيون وإعلاميون وفنانون على مرافقته في زياراته الخارجية، فيما أكد دبلوماسيون أن هذه الوفود ليست لها قيمة ولا يلجأ إليها أي زعيم في كل دول العالم، وإنما الهدف منها "التنزه المجاني".
وخلال زيارته الأولى إلى أمريكا لحضور اجتماع الأمم المتحدة في سبتمبر 2014، اصطف العشرات من السياسيين والفنانين والإعلاميين ورجال الأعمال والصحفيين، أمام مقر الأمم المتحدة يهتفون للسيسي، ومن أبرزهم: رجلا الأعمال أحمد أبو هشيمة ومحمد الأمين، والإعلامي خالد صلاح، والإعلامي مصطفى شردي، وكمال أبو عيطة وزير القوى العاملة الأسبق.
وتكرر المشهد خلال زيارة الرئيس السيسي لألمانيا، في يونيو عام 2015، حيث رافقه وفد شعبي من سياسيين وفنانين وإعلاميين لتأييده ودعمه، ومن أبرزهم:يسرا، وإلهام شاهين، وهشام عباس، ومدحت صالح، والإعلامي وائل الإبراشي، ويوسف الحسيني، وعادل حمودة، وتامر أمين، وأحمد موسى.
وقال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اصطحاب وفود شعبية وبرلمانية في زيارات الرئيس الخارجية ليس له قيمة على الإطلاق، معتبرا أن الهدف الحقيقي من سفر هؤلاء الذين وصفهم بـ "الهتيفة" هو "الفسحة" والتنزه والتسوق.
وأضاف الصفتي، لـ "مصر العربية"، أن هذه الوفود تضر البلاد أكثر مما تنفعها، خاصة أنه يصدر عنهم أخطاء كثيرة، ويتصرفون كما لو أنهم في مصر ويمتلكون البلد، ويتناسون أن هناك قوانين أمريكية تحكم مثل هذه الوقفات .
وأشار إلى أن الدول الأخرى لا تعير مثل هذه الوقفات المؤيدة للرئيس أي أهمية ولا تعتبرها دليلا على شعبيته، لافتا إلى أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية سخرت من الوفود السابقة المرافقة للرئيس.
وأكد الصفتي أن الرئيس لا يحتاج الدعم من هذه الوفود، لافتا إلى أنه أثناء زيارات الرئيس الأسبق حسني مبارك لأمريكا، لم يكن يصطحب معه أية وفود، وإنما كانت تنسق له الكنيسة الزيارات والوقفات المرحبة به.
وتابع:عشت في أمريكا 10 سنوات ولم أر أي رئيس دولة يصطحب معه وفودا شعبية لتأييده، وما يحدث حاليا عيب في حق مصر .
وسخر أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، من تكرار الوفود الدبلوماسية والشعبية التي تذهب وراء السيسي، قائلا :" يوفروا الفلوس دي ويتبرعوا بيها لمصر أحسن".
وأردف دراج متهكما :ثبت أن هذه الوفود ليس منها أي فائدة، ولكن هي فسحة مجانية سواء على حساب الدولة أو رجال الأعمال، لافتا إلى أن الرسالة التي تصل للعالم الخارجي من هذه الوفود أن الرئيس في موقف ضعف ويحتاج إلى من يدعمه.
واستطرد: إذا كانت السلطة مهزوزة فهي تحتاج إلى مثل هذه الوفود التي تساندها وتدعمها، أما إذا كان الرئيس في موقف قوة فهو لا يحتاج من يدعمه سواء من النواب أو الفنانين أو الكنيسة.