بريد إلكتروني يوجه أقباط أمريكا لدعم السيسي في واشنطن
قبل ساعات من اللقاء المرتقب بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، تداول بعض نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خطابا منسوبا للأنبا كاراس النائب البابوي لأمريكا الشمالية، وموجه للآباء الكهنة بكنائسهم، يدعو لحشد أقباط المهجر لاستقبال السيسي فور وصوله الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على تعليمات من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وقال الخطاب – الذي قيل إنه مرسل عبر بريد إليكتروني- إن الكنيسة بالمهجر، ترحب بزيارة الرئيس، وتدعم مؤازرته في ظل هذه المرحلة الدقيقة، التي تمر بها مصر، مذيلا بـعبارة: (تقرأ على الشعب في القداسات والخدمات).
الخطاب -حال ثبوت صحته- يبدو نسخة مكررة من توجيهات سابقة لأقباط المهجر، إبان زيارات سابقة لـلسيسي لنيويورك، إبان اجتماعات الأمم المتحدة، وغيرها، وهو الحشد المعلن من قبل الكنيسة في عدة زيارات بدول مختلفة، دعما للرئيس في جولاته الخارجية.
وأثار البيان، الذي لم تنفه الكنيسة، انقساما حادا في الأوساط القبطية، بسبب رفض قطاع شبابي ما أسموه بـ"الحشد على أساس طائفي"، في حين اعتبره فريق آخر "واجب وطني في لحظة حرجة تمر بها البلاد".
ورغم مرور حشد الكنائس للأقباط بأمريكا، مرور الكرام، في أوقات سابقة، ودون أثر لخلافات، إلا أن الانتقادات هذه المرة طالت بعض نواب البرلمان، ممن غادروا القاهرة لعقد مباحثات مع أعضاء بالكونجرس الأمريكي، بشأن بعض الملفات على رأسها مستقبل تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.
وقال الناشط القبطي هاني رمسيس، القيادي السابق باتحاد شباب ماسبيرو، إن دور العبادة ليست مكانا للحشد السياسي، سواء في انتخابات، أو زيارات، لافتا إلى أن الخروج عن أهداف المؤسسات الدينية، أمر مرفوض بالكلية.
وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية" أن الحشد يدخل في دائرة القبول، إذا كان من قبل السفارة المصرية بـواشنطن، في إطار نشاط سياسي يدعم توجهات الدولة.
وأشار رمسيس إلى أن المصريين بالخارج، ومن بينهم أقباط المهجر، أصحاب دور وطني، رافضا تصنيفهم كأعداء للوطن، أو اتهامهم بالخيانة، على خلفية موقف سياسي.
واستطرد قائلا: أقباط المهجر شأنهم شأن المصريين، بينهم المؤيد والمعارض، ولا يمكن وضعهم جميعا في سلة واحدة.
إلى ذلك وصف ممدوح رمزي، عضو مجلس الشورى السابق، خلافات الأقباط بشأن الحشد الكنسي لدعم السيسي في زيارته بالولايات المتحدة الأمريكية، بأنه أمر طبيعي، لافتا إلى أن كتلة قبطية ترى أن سياق الأحداث الطائفية حاليا لم يختلف كثيرا عن نظيره في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، في حين ترى كتلة أخرى، أن القضايا يجب أن تحل على أرضية مصرية، دون إحراج للرئيس بالخارج.
وقال: إن حشد الكنائس لمؤازرة السيسي بالمهجر، أمر إيجابي، يعبر عن حس وطني لدى أقباط الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن أغلب المنظمات القبطية تتجه لمساندة الرئيس في زيارته.
وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية"، أن أقباط المهجر مدركون للأزمات الحالية، لكنهم واثقون أيضا من ضرورة حلها داخل مصر.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بالبيت الأبيض، خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 2 وحتى 4 إبريل الجاري.