البورصة والسياحة والاستثمارات
كيف أثّر تفجير كنائس طنطا واﻹسكندرية على الاقتصاد المصري؟
قال خبراء اقتصاديون إن تفجير كنائس طنطا واﻹسكندرية اليوم الأحد سيؤثر على الاقتصاد المصري بشكل سلبى فى الفترة المقبلة، موضحين أن السياحة هى الخاسر اﻷكبر من هذه التفجيرات تليها الاستثمارات الأجنبية التى سيقل تدفقها نتيجة عدم الاستقرار اﻷمنى فى البلاد.
وتأتى التفجيرات فى الوقت الذى تسعى فيه مصر فى الفترة الحالية إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية ودعم الاقتصاد لاستعادة عافيته من خلال تطبيق برنامج اﻹصلاح الاقتصادى الذى بدأت فى تنفيذه وبناء عليه وافق صندوق النقد الدولى على إقراضها 12 مليار دولار.
ويقوم برنامج الإصلاح على اعتماد سعر صرف مرن يكفل إلغاء التقييم المفرط للجنيه المصرى، وإعادة بناء الاحتياطيات، وتوفير هوامش أمان للوقاية من الصدمات الخارجية وتشديد السياسة النقدية لاحتواء التضخم.
وفى أول رد فعل على التفجيرات، تراجع مؤشر البورصة المصرية الرئيسي خلال جلسة تداولات اليوم لينخفض السوق مدفوعا بقيمة تداولات 875.1 مليون جنيه، متأثرا بالتفجيرات الإرهابية.
وخسر رأس المال السوقى للبورصة المصرية نحو 6.9 مليار جنيه فى ختام تعاملات جلسة اليوم حيث بلغ 657.42 مليار جنيه، وانخفض السوق بضغط مبيعات المصريين والأفراد، فيما اتجهت تعاملات الأجانب والمؤسسات والعرب للبيع.
وأغلق المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «EGX30» لأكبر 30 شركة من حيث الوزن النسبي على انخفاض بنسبة 1.55% في ختام التداولات ليغلق عند مستوى 12895.12 نقطة.
السياحة الخاسر اﻷكبر
الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادى، قال إن تفجيرات الكنائس اليوم فى طنطا واﻹسكندرية سوف تؤثر بشكل سلبى على الاقتصاد المصرى وستضر بسمعة مصر.
وأضاف الدمرداش فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن التأثيرات السلبية ستكون فى عدة مجالات أبرزها السياحة التى ستتأثر بشكل كبير خصوصا بعدما وضعنا أملا على إعلان الولايات المتحدة اﻷمريكية منذ أيام أن مصر دولة آمنة.
وأوضح الخبير الاقتصادى، أن التفجيرات ستؤدى إلى الحد من تدفق الاستثمارات الأجنبية التى تعمل الحكومة حاليا على جذب المزيد منها، مشيرا إلى أن الاقتصاد يحتاج إلى الاستقرار واﻷمن ولن يأتى إلينا المستثمرون طالما أننا دولة غير مستقرة نتيجة مثل هذه التفجيرات التى يقوم بها الجماعات اﻹرهابية.
ارتفاع نسبى للدولار
الدكتورة نادية سالم النمر، أستاذة الاقتصاد بجامعة بنها، قالت إن هذه التفجيرات ستؤثر بشكل مباشر على الاستثمارات الأجنبية والمحلية معا، مضيفة: "لو كان فيه فرصة لانفراجة فى الاستثمارات الخارجية.. بعد اللى حصل النهاردة المستثمرين هيخافوا حتى المستثمر المحلى هيقلل من توسعاته الاستثمارية".
وأضافت النمر، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن الاقتصاد يحتاج إلى أجواء مستقرة بعيدة عن اﻷعمال الإرهابية وبالتالى سوف يتأثر الاقتصاد المصري بهذه التفجيرات، إضافة إلى أنها ستؤثر على سعر الدولار لأنه مرتبط بزيادة الاستثمارات التى تؤدى إلى زيادة الإنتاج ومن ثم ينخفض الدولار ولكن بعدما حدث اليوم من المتوقع أن تقل الاستثمارات وبالتالى يرتفع الدولار بشكل نسبي.
وسجل أعلى سعر للدولار اليوم اﻷحد، بالبنك التجارى الدولى، 18.10 جنيه للشراء، 18.20 جنيه للبيع، فيما سجل أقل سعر لصرف الدولار فى مصر فى أكثر من بنك جاء فى مقدمتها، البنك الأهلى المصرى بـ17.95 جنيها للشراء، و18.05 للبيع.
التأثير مؤقت
خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، أكد أن الاقتصاد سيتأثر بالفعل مما حدث اليوم لأن رأس المال جبان ويحتاج إلى اﻷمن والبعد عن العمليات الإرهابية والمشاكل.
وأضاف الشافعى فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن التفجيرات ستؤثر سلبا على اﻷوضاع السياسية التى ترتبط بشكل وثيق باﻷوضاع الاقتصادية.
وأوضح الخبير الاقتصادى، أن الجانب الأكبر من التأثير سيكون على حجم الاستثمارات اﻷجنبية، ولكن ذلك سيكون بشكل مؤقت وليس على المدى البعيد، لأن اﻹرهاب موجود فى كل العالم ومن يريد الاستثمار الحقيقي لا يخاف من تلك اﻷعمال اﻹرهابية التى تنتشر حاليا فى مختلف الدول التى ليست بعيدة المنال عنه.
وتوقع وزير المالية، عمرو الجارحى، ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مصر إلى ما بين 13 و15 مليار دولار فى السنة المالية 2017-2018 التى تبدأ أول يوليو المقبل.
وتستهدف مصر جذب استثمارات أجنبية مباشرة بنحو عشرة مليارات دولار فى السنة المالية الحالية 2016-2017.
وقفزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة 39% فى النصف الأول من السنة المالية الحالية لتصل إلى 4.3 مليار دولار، وبلغ حجمها 6.4 مليار دولار فى السنة المالية الماضية.