"إحدى سواع البصخة" بدلا عن "التجنيز" في أسبوع الآلام
الأنبا رافائيل في صلاة على ضحايا «مارجرجس-طنطا»: دماء المسيحيين ليست رخيصة
قال الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس: إن دماء المسيحيين ليست رخيصة، لافتًا إلى أن حب الاستشهاد لا يعني كراهية الحياة.
وأضاف خلال صلاة –إحدى سواع البصخة-، بديل التجنيز- الجنازة-في أسبوع الآلام، على ضحايا كنيسة مارجرجس –طنطا، بدير الشهيد مارمينا العجائبي-كينج مريوط، أن الكنيسة في مصر، والعالم تودع أبناءها، ممن كرسوا أنفسهم للخدمة، وكانوا يسبحون الله في خورس الشمامسة، وهم يسبحون بلحن "إفلوجيمنوس".
وأردف قائلًا: ( لمن لا يعرف لحن "إفلوجيمنوس'، هو اللحن الذي يستقبل به السيد المسيح، ويقال في أحد الشعانين لاستقبال المسيح، في شخص الأب البطريرك، والآباء الأساقفة".
وأشار، إلى أنه للمرة الأولى يشعر بأن لحن إفلوجيمنوس، يقال لاستقبال المسيح في شخص شهداء سفكت دماءهم لأجل اسمه "القدوس"، وإذا كان اللحن توقف على الأرض، فإنه يستكمل في السماء.
ولفت رافائيل، إلى أن القداس توقف هنا، واللحن انطفأ، والكنيسة اتشحت بالحزن، لكن هناك –في السماء-أوقدت مصابيح الفرح، ودخل هؤلاء الشباب الـ ٢٥، يملؤون أرجاء السماء بالفرح.
وأوضح سكرتير المجمع المقدس، أن السيد المسيح علم العمل لصالح الناس، مهما اختلفوا في الفكر، أو الدين، أو في أي اتجاه، معرجًا على أن شمس الله تشرق على الجميع، ونعمه تعطى لكل إنسان على الأرض.
واستطرد قائلًا: ( نحن قوم لا نكره الحياة على الأرض، وقد أوجدنا الله عليها لنعيش، لا لنموت، وكوننا نستقبل الموت بفلسفة روحانية، فلا يعني ذلك أنها "مش فارقة معانا").
ووصف سكرتير المجمع المقدس، ضحايا تفجير كنيسة مارجرجس –طنطا، بأنهم شباب أنقياء، تم تكريمهم في عيد دخول السيد المسيح لأورشليم، ليدخلوا معه "أورشليم" السماوية-حسب وصفه، واستطرد: ( طوبى لهم لأنهم اختطفوا، وهم واقفون أمام المذبح على الأرض).
وجدد رافائيل تأكيده على أن المسيحيين لا يحزنون إطلاقًا، قد يتأثرون بسبب الفراق، لكن الإيمان يسندهم.
وأعرب عن ثقته في وجود رد من السماء على المعتدين، والله لا ينسى الدماء، لأنها لاتسقط بالتقادم .
واختتم قائلًا: ( الله لا يترك الدماء، الله ينتقم، لكننا لا نعرف طريقته، وطريقة انتقامه، لكن احنا شوفنا بعينينا في الأجيال اللي احنا عشنا فيها كيف ينتقم الله للدماء، ومن يتهاون بالدماء، ومن يتسبب في سفك الدماء بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، ومن يتساهل مع القتلة، ومن يتهاون مع دعاة العنف).
وعزى رافائيل، أسر الضحايا، والمصابين، قائلًا: (الله قادر على أن يعطي عزاءً للأسر المكلومة، وشفاء لكل الأحباء المصابين).
وصلى مئات الأقباط، قبل بدء طقس التجنيز، تسبحة البصخة-إحدى صلوات أسبوع الآلام، وحضر الصلاة لفيف من الآباء الأساقفة، والكهنة.
يشار إلى أن طقس الكنيسة في أسبوع البصخة، يستبدل صلوات التجنيز على المنتقلين-المتوفين- بصلاة إحدى سواعِ البصخة، ورش الجثامين بالماء الذي يتم تكريسه في صلاة التجنيز العام، عقب قداس أحد الشعانين.